تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجوابه أخذُ العِبرة مما جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي 2/ 468: " لما ولي عمر بن عبد العزيز قال: إني أرى في أموال مسجد دمشق كثرة، فقد أُنفقت في غير حقها، فأنا مستدرك ما استدركت منها فردت إلى بيت المال، أنزع هذا الرخام والفسيفساء، وأنزع هذه السلاسل وأصير بدلها حبالاً .. فاشتد على أهل دمشق. حتى وردت عشرة رجال من ملك الروم إلى دمشق فسألوا أن يؤذَنَ لهم في دخول المسجد، فأذِن لهم أن يدخلوا من باب البريد، فوكِّل بهم رجلاً يعرف لغتهم ويسمع كلامهم ويُنهي قولهم إلى عمر من حيث لا يعلمون، فمروا في الصحن حتى استقبلوا القبلة فرفعوا رؤوسهم إلى المسجد، فنكَّس رئيسهم رأسه واصفر لونه، فقالوا له في ذلك، فقال: إنا كنا معاشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل، فلما رأيت ما بنوا علمتُ أن لهم مدة لا بد أن يبلغوها، فلما أخبِر عمر قال: إني أرى مسجدكم هذا غيظاً على الكفار، وترك ما همّ به ".

رضي الله تعالى عن عمر، ما أحكمه!

خاتمة

علم الانتصار للقرآن الكريم يبحث في تأكيد ربانية مصدر القرآن الكريم وتثبيت ذلك في النفوس، فزعمُ أن القرآن الكريم من اختراع سيدنا محمد r وصفٌ له بالكذب والاختلاق ـ وحاشاه ـ.

وبما أنه لا يمكن لإنسان بناء كتاب يحوي شتى العلوم ـ كالقرآن الكريم ـ ويكون في الوقت ذاته خالياً من الزلل؛ الناشئ عن طبيعة النقص البشري. فضلاً عن كونه مليئاً بالإشارات الدالة على إعجازه وتفرده .. فمهمة هذا العِلم، إثبات إحكام القرآن الكريم وعصمته من الزلل، كما يُسهِم في إظهار شتى الوجوه الصحيحة لإعجازه.

وكتاب الله جل جلاله يستحق منا مزيداً من البحث والدراسة والعناية في جوانب جديدة، تشتد الحاجة إلى الاعتناء بها في هذا الزمن، زمن الغُربَة عن الدين. ولتلبية الأمر الإلهي الذي طالب بالجهاد بكتابه الحكيم، أكبر الجهاد " فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا " [الفرقان: 52].

ولا سبيل لتجميع جهود العاملين بهذا الفن، وتوجيه الأنظار لمزيد من العناية بموضوعاته دراسةً ونقداً وتحقيقاً لمخطوطاته .. إلا بتخصيصه، كأي علم له قواعده وأسسه الناظمة للتأليف والبحث فيه.

المراجع:

1. القرآن الكريم.

2. أبجد العلوم، صديق بن حسن القنوجي، تحقيق: عبد الجبار زكار، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978م.

3. إتقان البرهان في علوم القرآن، د. فضل حسن عباس، دار الفرقان، عمّان، ط1، 1997م.

4. الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 2003م.

5. آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره / دراسة ونقد، عمر رضوان، دار طيبة، الرياض، 1992م.

6. الاستشراق /دراسة تحليلية تقويمية، محمد الشرقاوي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1993م.

7. إعجاز القرآن، أبي بكر الباقلاني، دار إحياء العلوم، بيروت، ط1، 1988م.

8. مباحث في إعجاز القرآن، ا. د. مصطفى مسلم، دار القلم، دمشق، ط3، 2005م.

9. الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، ط12، 1997م.

10. بحوث في علوم القرآن، محمد نبيل غنايم، دار الهداية، القاهرة، ط1، 1993م.

11. البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي، تحقيق: د. يوسف المرعشلي وآخرون، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1994م.

12. تاج العروس من جواهر القاموس، محمد الزبيدي، تحقيق: علي شيري، دار الفكر، بيروت، 1994م.

13. تاريخ بغداد، أحمد بن علي الشهير بالخطيب البغدادي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م.

14. التبيان في علوم القرآن، محمد علي الصابوني، دار الإرشاد، بيروت، ط1، 1970م.

15. التعريفات، علي بن محمد الجرجاني، دار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 1988م.

16. جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر القرطبي، تحقيق: أبو الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي، الدمام، 1994م.

17. الحدود الأنيقة، زكريا بن محمد الأنصاري، تحقيق: مازن المبارك، مركز جمعة الماجد للثقافة، دبي، 2001م.

18. دراسات في علوم القرآن، د. أمير عبد العزيز، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1983م.

19. سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر، بيروت، ط1، 1997م.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير