تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من الواضح هنا أن هناك قوم كانوا يقصون على محمد القصص التي جاء بها القرآن وكان بينهم رجل غير عربي وذلك واضح من قولهم درست، أعانهم عليه قوم آخرون، ورد القرآن عليهم لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا قرآن عربي مبين والمتأمل في القرآن يجد أكثر من مأتي كلمة غير عربية مثل: أباريق إناء للماء بالفارسي، الأرائك السرر بالحبشية، أسباط قبائل بالعبرية، أسفار كتب بالسريانية، اليم بحر بالزنجية أو العبرية، أواب المسبح بالحبشية، الجبت الشيطان بالحبشية، جهنم النار بالعبرية، راعنا كلمة سب بلغة اليهود [2]، سريا نهر بالسريانية، سندس رقيق الديابج [3] بالفارسية، الصراط طريق بلغة الروم، القسطاس الميزان بلغة الروم، غساق البارد المنتن بلغة الترك، منسأة العصا بلغة الحبشة، والذي يريد المزيد عليه بكتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي وغيرها كثير

لكن السؤال المهم هل صدق القرآن عندما رد عليهم بأن القرآن عربي مبين أم صدق العرب عندما قالوا أنه يتعلم من بشر حتى وإن كان بينهم بعض العجم؟ ".

لكن أولئك العرب قالوا أيضاً: " الملائكة بنات الله " [انظر الزخرف: 19]. وقالوا: " إن الله حرّم عليهم الإبل في حالات .. " [المائدة: 103]. وقَتلوا أبناءهم افتراءً على الله جل جلاله [انظر الأنعام: 140]. فهل يُصَدَّقون؟

والأعجب منه، زعمُ فريق من أهل الكتاب أن المشركين خير ـ عند الله ـ من المسلمين! " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا " [النساء: 51] .. هل كل قَوْلٍ مصدَّق بمجرد أنه دعوى؟! هل هذا هو المنهج العلمي؟

وقد سبق بيان أن منهج القرآن الكريم في الرد على الشبهات هو الكلام العام، دون الخوض في دقائق تفاصيل الرد .. تاركاً للمسلمين ذلك. فالقرآن المجيد أكبر من الخوض في تفاصيل التفاصيل؛ فيكون عرضة للدخول في جدل عقيم ـ قلتَ وقلتُ، قصدتُ وقصدتَ ... إلخ ـ.

وصدق الله جل جلاله في وصفهم: " انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " [الأنعام: 24].

والسؤال هنا: بما أن المعرب دليل بشرية مصدر القرآن الكريم، فلماذا لم يدَّعِ أحدٌ من العرب القدرة على معارضة القرآن الكريم؟ ولماذا عجزت أمهات العرب أن يلدن مثل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟

رغم أن ظروف الاستزادة من التعلم الكَسبي، وكافة الأسباب الدنيوية لأثرياء العرب وتجَّارهم كانت مهيأة لهم أكثر من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

هل من المعقول أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم متقناً لـ " الألفاظ العبرية، والفارسية، والآشورية، واليونانية، والفينيقية، والبهلوية، والآرامية، والسريانية، والحبشية .. "، وجميع لهجات العرب؟! [4]

إن ظروف اليتم والفقر وعدم الخروج من مكة قبل البعثة (إلا مرتين، وكلا المرتين لا يمكن أن يكون تعلم من خلال السفر فيهما تلك اللغات، كما سبق بيانه في الفصل الأول من الباب الأول)، والحصار في شعب أبي طالب، ومراقبة مختلف الأعداء لكل حركاته .. ثم كثرة أعباء الدعوة، وإنشاء وإدارة الدولة الإسلامية .. تمنعه من طلب علم كَسبِيٍّ يسير، يمكنه من تعلم أساسيات القراءة والكتابة، فكيف بتعلم لغاتٍ شتى (ناهيك عن لهجاتها) في زمن قياسي، بلا قواميس مكتوبة، أو معلمين معروفين، أو أبسط أدوات التعليم كاللوح والدفاتر .. رغم كل ذلك، تعلَّمَ ما تعجز عن تعليمه أكبر جامعات العالم المعاصر، في الظروف ذاتها!

المطلب الثالث: كلمات أعجمية في القرآن الكريم، لا يعرفها اللسان العربي المبين:

قال أحدهم:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير