تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فاروق]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:08 م]ـ

بسم الله ..

كلام جميل .. جزاك الله خيرا ..

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[16 Sep 2008, 01:25 م]ـ

في واقع الأمر لا يعني حمل مشتقات لفظ "عرب" معاني متعددة، لا يعني ذلك صرف المراد من قوله تعالى "بلسان عربي مبين" (الشعراء:195) عن معناه الحقيقي وهو أن القرآن نزل بلسان العرب، كما لا يمنع من إدراج المعاني الفرعية للفظة ذاتها باختلاف اشتقاقاتها، ولعل هذا يكون من مرجحات أسباب اختيار اللغة العربية وسيلة ووعاء للوحي الإلهي وخاتم الكتب القرآن الكريم.

أما قضية أن نستدل على عالمية القرآن بكثرة عدد المسلمين من غير العرب، فهو تكلف لا مقام له هنا، ويكفي أن نشير إلى أمرين اثنين لحسم هذه القضية:-

أولا: كان من بين المسلمين الأول من كان من غير العرب مثل صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وإذا تأملنا بعين البصيرة قليلا لوجدنا أن هؤلاء الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم قد أتو مما كان يسمى في ذلك الوقت "قارات العالم القديم" فصهيب من أوروبا وبال من إفريقيا وسلمان من آسيا، ولا يخفى على علماء الجغرافيا أن باقي سكان العالم الآن ينحدرون من هذه القارات الثلاث بلا منازع، كما يجدر أن نشير إلى أن الرحمن جل وعلا أراد أن يحقق قوله لنبيه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء: 107) في حياته صلى الله عليه وسلم حتى لا يأتي بعد ذلك مدع أو حاقد أو جاحد فيقول لم ير محمد عالمية دينه وقرآنه في حياته. فقد أغلق الرحمن تبارك وتعالى الباب على من يجادلون في عالمية الإسلام ومن ثم القرآن من هذه الجهة بإسلام هؤلاء الصحب الكرام في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: من جهة يسر وعسر تعلم لغة القرآن على غير العرب، نقول بقوة ويقين أن الرحمن قد تعهد في القرآن بتيسير القرآن للذاكرين حيث قال بأسلوب التأكيد وكأنه يخاطب منكرا أو جاحدا " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" (القمر: 17، 22، 32، 40) فقد كررها الرحمن أربع مرات في سورة واحدة دفعا لشبهات المبطلين. ومن ثم الواقع يقول لنا كم من غير العرب يقرأ القرآن وهو ماهر به، لكن لا يتحدث العربية، وهذا من إعجاز الله في القرآن، كما أنه مفتاح باب إجادة االغة إذا مابُذل الجهد لفهم معاني القرآن مع قرآته، وهذا ما دلنا عليه الصحب الكرام أمثال عبد الله بن مسعود وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين من أنهم كانوا إذا تعلموا بعض آي القرآن لم يجاوزوها إلى غيرها إلا بعد أن يفهموا معانيها ويعملوا بها حتى أنهم قالوا "تعلمنا القرآن والعمل معا" والعمل لا يكون إلا عن فهم وإدراك.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير