تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[15 Apr 2006, 10:59 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله بك أخي الدكتور بكار على هذا التمييز بين السبب الذاتي والسبب الجعلي، فما أكثر ما يظن بحكم العادة والاستمرار أن الأسباب التي جعلها الله روابط بين المخلوقات على أنها أسباب ذاتية مؤثرة بحد ذاتها بينما هي أسباب مجعولة من قبل الله تعالى،

وفي ذلك أكبر رد على الطبائعيين والماديين الذين ينسبون العلة للمعلول والأثر للمؤثر المادي، وكان بالإمكان أن يخلق الله السبب من غير مسبب والعلة من غير معلول بحكم قدرته الذاتية ولكن جعل الله هذه الروابط من أجل استقامة الحياة ودوام العيش .. على أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يفصل بين هذه الروابط أو أن يخلق العلة من غير معلول ويكون ذلك عندما يقتضي الأمر إظهار معجزة

بارك الله بك مرة أخرى وننتظر المزيد

الدكتور حسن الخطاف. كلية الشريعة بجامعة دمشق. قسم العقائد والأديان

ـ[الديبو]ــــــــ[20 Apr 2006, 11:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا لك د. بكار، والشكر لكل من ساهم، فقضية السببية تتعلق بمسألتين:

الأولى عقدية: وهي استصحاب قدرة الله تعالى مع كل فعل وعمل، وأن الله تعالى هو المؤثر في الأشياء تأثيرا ذاتيا، وهي عقيدة المسلم ولا أظن أن مسلما يمكن أن يقول بخلاف ذلك، ونحن نتعامل مع الأسباب الظاهرة بيقين جازم أنها مظاهر وأسباب جعلها الله تعالى في الكون، فأذهب إلى الطبيب بهذا الاعتقاد وأسأل الله أن يكون سببا من أسباب شفائي وأبذل جهدا في أعمالي منتظرا توفيق الله تعالى وخلقه لأسباب النجاح والتفوق، وبذلك تكون عقيدتي سببا من أسباب القوة، مع عقيدة لا يشوبها اعتماد على الأسباب بل على رب الأسباب، وليس فيها تأليه لأي سبب من الأسباب المادية التي هي في حقيقتها جند من جند الله تعالى، تأتمر بأمره وتنتهي بنهيه، وتخضع لإرادته، فالمؤمن يتجه في إيمانه وعبادته لمن يسخر الأسباب وللقادر على سلبها تأثيرها في الأشياء.

الثانية: سلوكية: عقيدتي بأن الأسباب لا تؤثر بذاتها لا يعني أبدا التواكل وترك الأسباب، بل سلوكي لا بد أن يكون منضبطا ومنسجما مع الأسباب، إذا مرضت أذهب للطبيب وإذا جعت أتناول الطعام وإذا عطشت أشرب الماء وإذا احتجت المساعدة طلبتها من القادرين عليها وإذا أردت النجاح سعيت له، والفرق بيني وبين المادي أنني في كل ذلك أعتمد على رب الأسباب، أسعى للنجاح وأطرق أبوابه ويقيني بأن الله تعالى هو الذي قدر الأسباب والمسببات وربط بينها برباط جعلي، دعاني للعمل ودعاني للنجاح ودعاني لعمارة الكون مع عقيدة راسخة في قلبي لا تغفل عن الأسباب وتأثيراتها الجعلية كما تراعي في كل عمل أن الله تعالى قادر على كل شيء وقادر على فك الترابط بين الأسباب ومسبباتها.

فترك الأسباب اعتمادا على أن الله بيده كل شيء وأنه مسبب الأسباب تواكل.

والأخذ بالأسباب مع اعتقاد تأثيرها الذاتي نوع من الشرك أو تأليه مظاهر الطبيعة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير