قراءة محمد أركون ومدرسته بين التونسين بفرعيها: المقيمين بتونس مثل عبد المجيد الشرفي والمستقرين بباريس مثل يوسف صديق.
قراءة نصر حامد أبو زيد وطيب تيزيني ..... والحق بهؤلاء حسن حنفي الذي دعا إلى ما يسميه "التأويل الموضوعاتي للقرآن" ....
ما يجمع كل هؤلاء هو الانتقاد .... ولعلنا-مشيا وراء فكرة الدكتور طه عن شرط الحداثة-أن نوسع الدائرة زمانيا كما وسعها هو مكانيا .... فيجوز لنا أن ندخل ضمن دائرة القراء الحداثيين أشخاصا من الماضي من أمثال ابن الراوندي فقد قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية:
ابن الراوندي
أحد مشاهير الزنادقة كان أبوه يهوديا فأظهر الإسلام ويقال إنه حرف التوراة كما عادى ابنه القرآن بالقرآن وألحد فيه وصنف كتابا في الرد على القرآن سماه الدامغ وكتابا في الرد على الشريعة والإعتراض عليها سماه الزمردة وكتابا يقال له التاج في معنى ذلك.
هذا البعد الانتقادي المميز للحداثة يدعونا إلى التنبيه على ثنائية أخرى هي:
4 - القراءة الحداثية/القراءة المعاصرة.
يقول الدكتور طه:
الحداثة عندنا غير المعاصرة، إذ أن الحداثة ترتبط بأسباب التاريخ الحضاري والثقافي للمجتمع الغربي، في حين أن المعاصرة لا يجب فيها مثل هذا الارتباط، إذ أن القاريء العصري يأخذ بمختلف منجزات عصره من غير أن يشتغل بإعادة إنتاج الأسباب التاريخية الخاصة لهذه المنجزات، بل قد يسعى إلى أن يستبدل مكانها أسبابا تاريخية أخرى تخص مجال التداول الذي يشهد قراءته ويتلقاها .....
ويضرب مثالين على القراءة المعاصرة:محمد شحرور في مؤلفه: الكتاب والقرآن. وعبد الكريم سروش في كتابه القبض والبسط في الشريعة.
ويبرر الدكتور طه-خاصة فيما يتعلق بالأول- هذا التصنيف والتسمية بدليلين:
أن شحرور نفسه وصف قراءته في عنوان كتابه بكونها قراءة معاصرة.
والثاني أن المفسرين الحداثيين نقدوا قراءته ونفوا عنها صفة الحداثة وذكر منهم اثنين: أركون وحامد أبو زيد ....
معنى هذا أن الحداثة أمعن في التقليد واشد انغلاقا من العصرية .... فالأولى لا تتصور الحضارة إلا على النهج الغربي ... ولا تفهم التقدم إلا باتباع خطوات الغربيين فتسعى فقط إلى إعادة انتاج مراحل الحضارة الغربية على التربة المشرقية ... أما العصرية فتستفيد من معطيات العصر لكنها لا ترى في اتباع الغربي ضربة لازب ...
وهذا يجرنا على ثنائية أخرى:
5 - الحداثة المبدعة/الحداثة المقلدة ..
ولما كان يهمنا أكثر هو قراءات الحداثيين والتفصيل في منهجهم .... فسنركز على هذا الطرف ونضرب صفحا عن البديل الذي يقترحه الدكتور لأننا قد نخالفه فيه ولأننا لا نريد أن نخرج عن مجال الانتصار للقرآن.
وقد أحسن الدكتور فعلا في بيان خطط القراءات الحداثية وإظهار خصائصها ونواياها ....... وذلك هو موضوع حديثنا الآتي إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2006, 01:51 م]ـ
بارك الله فيكم.
ما زلت أدعو لقراءة كتب الدكتور طه عبدالرحمن في نقد المناهج الحداثية نقداً يستخدم آلات الحداثيين في نقدهم، فأظنه من أفضل من كتب في نقدهم من المعاصرين بهذه الطريقة، وكتبه المطبوعة مليئة بالرؤى النقدية التي تستحق التلخيص والترتيب ليستفيد منها المتخصص في الدراسات القرآنية، مع الأخذ في الاعتبار منهجه الشخصي في التصوف، وتأثير ذلك في نظرياته النقدية. ولعلك تقوم بهذا الدور يا أبا عبدالمعز شيئاً فشيئاً، لمعرفتك بمناهجهم ومعرفتك بالدكتور طه عبدالرحمن وكتبه من جهة أخرى. وفقك الله وسدد خطاك.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[19 Apr 2006, 01:22 ص]ـ
في الحقيقة أنا ممن يقرأون له ولكن كتاباته تتميز باختيار اللغة المعقدة والتي تجعل المتابع له لا يكاد يفهم مراميه ومقاصده ويشبهه في ذلك الدكتور أبو يعرب المرزوقي وهما يقومان بصك المصطلحات والتراكيب اللغوية الخاصة بهم والتي تتسبب في إرباك القارئ ولعل السبب هو كون المخزون الفكري واللغوي لديهما في أغلبه هو من التراث الفلسفي الغربي ولذلك تأتي كتاباتهم أشبه بالترجمة الصعبة ..
هذا رأي متواضع والله أعلم.
ولا أدري ما قولكم؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Apr 2006, 07:02 ص]ـ
ثلاثيات الدكتور طه عبد الرحمن ...
¥