تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونفس الأمر نجده مع اليهود فنجد التقريع والتهديد في قوله عز وجل:} وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ {([28]). ثم نجد في الآية التي تليها ترغيبٌ في الآخرة:

} وَلوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لكَفَّرْنَا عنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {. وترغيب في سعة الرزق وبسطة العيش في الدنيا كما في قوله عز وجل:

} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ {. ولعل ذلك لأنه عز وجل يعلم شدة حرصهم على الحياة الدنيا وطمعهم في ملذاتها.

إن دعوة القرآن الكريم الرفيعة اللينة لتأخذ بالألباب، وتدخل إلى الوجدان فتؤثر في النفوس أيما تأثير حتى أن تلك النفوس المرتكسة في غيِّها تتفاعل فيها الأحاسيس والمشاعر عند سماع القرآن وتوقن في قرارات أنفسها بأن هذا يعلوا على أساليب البشر. ([29])

وهذا ما وقع لكثير من المشركين عند سماع القرآن الكريم فقد سمع جبير بن مطعم رسول الله r يقرأ في صلاة المغرب بالطور فلما بلغ رسول الله r هذه الآيات:} أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ! أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ! أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ {([30]) قال كاد قلبي يطير، وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي ([31]).

وهكذا نجد أن المنهج القرآني في الجدل يسلك طرائق مختلفة تخاطب الجوانب المختلفة في النفس الإنسانية، عقله وضميره ووجدانه وحواسه.

ــــــــــ الحواشي ـــــــــــــــــــــ

([1]): سورة الروم آية 27.

([2]): سورة يس آية 81.

([3]) انظر: منهج القرآن في تأسيس اليقين للدكتور محمد السيد الجليند ص 79.

([4]): سورة غافر آية 57.

([5]): سورة يس آية 78 - 83.

([6]) انظر منهج القرآن في تأسيس اليقين للدكتور الجليند ص 81.

([7]) سورة الأحقاف آية 32.

([8]) سورة الروم آية 27.

([9]) سورة آل عمران آية 59.

([10]) انظر: مناهج الجدل في القرآن الكريم للدكتور زاهر الألمعي ص 77.

([11]) سنفصل القول فيه فيما بعد إن شاء الله عز وجل.

([12]) سورة الأنبياء آية 22.

([13]) سورة النساء آية 82.

([14]) انظر: مناهج الجدل للألمعي ص 78.

([15]) انظر: معيار العلم للغزالي ص 154 ومناهج الجدل للألمعي ص 78.

([16]) سورة يس الآيات 78 – 83.

([17]) انظر: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ص 53، 54 / مجلد 2 جزء 4. ومناهج الجدل للألمعي ص 79.

([18]): سورة فصلت آية 39.

([19]): سورة المؤمنون آية 91.

([20]) انظر: الإتقان للسيوطي ص 56 / مجلد 2 جزء 3 ومناهج الجدل للألمعي ص 82.

([21]): سورة إبراهيم آية 10 - 11.

([22]) انظر: الإتقان للسيوطي ص 57 / مجلد 2 جزء 3.

([23]) انظر: السابق ص 55 / مجلد 2 جزء 4.

([24]): سورة الأنعام آية 143.

([25]): سورة النساء آية 145 - 147.

([26]): انظر التفسير الكبير للرازي ص 90 / مجلد 6 جزء 11.

([27]): سورة المائدة آية 71 - 76.

([28]): سورة المائدة آية 64.

([29]) انظر: مناهج الجدل للألمعي ص 69، 70.

([30]): سورة الطور آية 34 – 36.

([31]) الرواية أخرجها البخاري في صحيحه كتاب تفسير القرآن رقم 4854 وابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها رقم 832.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بريد إلكتروني: [email protected]

ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:40 ص]ـ

بارك الله بك يا أبا أسيد على مشاركاتك القيمة وعلى تنبيهاتك في استخدام المتكلمين لهذه المناهج فلقد جرت بعض هذه المناهج المتكلمين إلى انزلاقات فكرية حتى غدا الكثير منهم، يحاكم النصوص القرآنية والحديثية، ولاسيما النصوص المتصلة بالإلهيات

بارك الله بجهودك

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[30 May 2006, 01:29 ص]ـ

سيدي الفاضل أكرمه الله.

جزاك الله خيراً.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2006, 05:44 ص]ـ

أحسن الله إليكم يا أبا أسيد على هذه الإشارات الخاطفة المركزة حول منهج القرآن في جدل النصارى وإقامة الحجة عليهم. فقد انتفعت بها كثيراً عند قراءتي لها اليوم بتأنٍ وتأمل. بوركت وبروك قلمك وعلمك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير