تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عليهم. والمشكلة أنهم نقلوه عن أموات وأهملوا أن صاحبه حي باق. وبعض رجال الدين شاؤوا أم أبوا، بموت النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة حولوا القرآن تراثاً ولم يعلموا أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة هو الاحتمال الأول لتفاعل القرآن مع العرب في القرن السابع الميلادي (الثمرة الأولى).

والقيمة الحقيقية هي للنص القرآني الحي المتشابه. وهكذا يمكن لنا أن نقدم التبرير العلمي لإصرار النبي صلى الله عليه وسلم على تدوين الوحي وبنفس الوقت إصراره على عدم تدوين أقواله الشخصية لأن الله هو الحي المطلق ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي ولكنه إنسان. هكذا فقط، يمكن أن نقول بكل جرأة علمية: إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.) انتهى كلامه

وبذلك تجد أن طريقة عرضه وأسلوبه لا يختلف كثيراً عن طريقة وأسلوب المستشرقين في الطعن بإسلوب التعظيم (الإسلام صالح لكل زمان ومكان)، وقبله: (وعند مشايخنا فهم القرآن هو عن .. عن، وقال مجاهد وعكرمة وابن عباس وابن كثير والزمخشري، علماً بأن أقوال هؤلاء ليس لها قيمة علمية كبيرة بالنسبة لنا ولكن لها قيمة تراثية أكاديمية بحتة).

إن الشحرور بذلك يدعونا للتمرد على السنة وأقوال السلف الصالح، وأن نطويها على الرفوف ونتعاهدها بنفض الغبار عنها كل فترة، تحت شعار التفاعل مع القرآن وصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وهذه ليست دعوة جديدة على الساحة الإسلامية فله سلف فيها ولكن في الشطر الشرقي في العالم الإسلامي، فقد سبقه إليها ربيب بريطانيا السيد أحمد بهادر خان الذي أنكر أن تكون النبوة منحة إلهية أو اختياراً ربانياً، ويعتبر الوحي شبيه بالاتصالات اللاسلكية واعتبر السنة نوع من أنواع الاجتهاد والمسلمون غير ملزمين في العمل بها، والشحرور يعتبرها تفاعلاً عصرياً والمسلمون غير ملزمين في الأخذ بها، وقد أثنى جولد تسيهر على عمل ونشاط بهادر خان مع أنه لم يطلع عليه كما أشار لذلك في الكلام على القرآن والمدنية في كتابه المعروف، وبما أن دعوة المستشرقين لإعادة النظر في التفسير قدموها في صياغة نظرية غير منضبطة حتى تتسع لهم ولمن سلك طريقهم من الخائضين في تفسير القرآن بمحض الهوى ظلت طيلة عقود من الزمن مجرد نظرية لم يستطيعوا هم ولا غيرهم تطبيقها إلا على سبيل مقالات ونحوها، ولكن هذا المؤلف يحاول تطبيق هذه النظرية، ولكن باضطراب، وربما الجامع بينه وبين المستشرقين في المبدأ هو ما أملاه عليهم واقع عجزهم عن التعامل مع مصادر التفسير وغيرها بسبب الجهل باللسان، بالإضافة إلى سعيهم الحثيث لهدم التفسير.

فمن خلال عرض هذا المبحث من كتاب الشحرور نجد أنه لم يتكلم عن ثمرات الإعجاز وإنما خرج إلى موضوع آخر ـ كعادته في كل مباحث الكتاب ـ وكأني به يريد أن يطبع القارئ بطابع اللامنهجية في القراءة واللامنطقية في الفهم، ولتكون صياغة فكر القارئ لكتابه صياغة عشوائية متشتتة، هذا من حيث الطريقة والأسلوب أما من حيث المقصد والهدف فأترك الحكم لك أيها القارئ بعد هذا العرض السريع لمبحث من كتابه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

ـ الكتاب والقرآن قراءة معاصرة صـ 208

ـ وهبة، مجدي وآخر.- معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب.- بيروت: مكتبة لبنان، 1984م.- ص: 93

ـ عبد النور، جبور.- المعجم الأدبي.- بيروت، 1979م.- حرف التاء: تراث

ـ انظر د أبو القاسم مهدي مدني خليفة، تكشيف التراث، الفصل الأول منه في مفهوم التكشيق ومفهوم التراث وهي رسالة دكتوراه مقدمة في جامعة النيلين في السودان قسم الوثائق والمعلومات.

ـ عطية، محي الدين.- نحو منهج للتعامل مع التراث الإسلامي ص: 159 – 160

ـ انظر بحث تفسير القرآن الكريم في كتابات المستشرقين د عبد الرزاق اسماعيل هرماس مجلة البحوث الإسلامية العدد 67 لعام 1423.

ـ انظر أفكار السيد أحمد بهادر خان في كتاب أثر الفكر الغربي في انحراف المجتمع المسلم بشبه القارة الهندية، خادم حسين بخش صـ 351 وما بعد ط دار حراء.

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:48 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخي الكريم مرهف ...

وبارك فيك وفيما تكتب ...

نحن نتابعك ... قد لا نجد وقتاً للمشاركة والتعقيب فلا أقل من الإشعار بالمتابعة

سدد الله خطاك ...

ـ[مرهف]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:58 م]ـ

جبر الله في خاطرك وسدد قلمك فضيلة الدكتور أحمد وأسأل الله أن ينفع بك المسلمين، وجزاك الله خيراً على هذا التشجيع

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Oct 2006, 03:16 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخي الكريم مرهف ...

وبارك فيك وفيما تكتب ... , ونأمل منك مواصلة طرح هذا الموضوع القيم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير