دلالته.
وأما حديث: "فإن الله خلق آدم على صورته" فقد استدل به أكثر أهل السنة على إثبات الصورة أيضاً، وردوا الضمير إلى الله تعالى، وأيدوا ذلك برواية من رواياته بلفظ: "على صورة الرحمن". ومن رد الضمير إلى آدم عليه السلام أو إلى المقاتل - وقصده نفي الصورة عن الله تعالى - فهو جهمي كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
ونفي الصورة هو مذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة والماتريدية، ومنشأ ذلك هو توهم التشبيه في صفات الله تعالى، فزعموا أن إثبات الصورة أو الوجه أو اليدين ونحو ذلك يستلزم التشبيه بالمخلوقات، وهي حجة داحضة، وطردها يستلزم نفي وجود الله سبحانه وتعالى.
ومن رد من أهل السنة الضمير إلى آدم عليه السلام وضعَّف رواية " على صورة الرحمن " فليس مقصوده التوصل إلى نفي الصورة عن الله عز وجل، وليس من مذهبه ذلك، بل رأى لفظ هذا الحديث " خلق الله آدم على صورته " محتملا، فترجح عنده عود الضمير إلى آدم أو إلى المقاتل. وهو منازع في تضعيفه لتلك الرواية وفي هذا الترجيح.
وبهذا يتبين أن إثبات الصورة لله عز وجل لا يتوقف على دلالة حديث " خلق الله آدم على صورته "، ونقول: بل غلط المازري عفا الله عنه، ولم يغلط ابن قتيبة.) انتهى كلام البراك.
ولعلك تراجع هذه الروابط للفائدة:
فوائد في إثبات الصورة لله ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=BookTree&docid=14&node=55)
حديث الصورة رواية ودراية ( http://www.saaid.net/book/7/1109.doc)
وأما كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه فهو كتاب مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة، فقد كان مؤلفه يميل إلى التأويل في بعض كلامه: يقول ابن رجب في الذيل: (اشتد إنكار العلماء عليه في ذلك، وكان مضطربا في قضية التأويل رغم سعة اطلاعه على الأحاديث في هذا الباب فلم يكن خبيرا بحل شبه المتكلمين، ويقول: كان أبو الفرج تابعا لشيخه أبي الوفاء ابن عقيل في ذلك، وكان ابن عقيل بارعا في علم الكلام ولكنه قليل الخبرة في الأحاديث والآثار لذا نراه مضطربا في هذا الباب)
قال الشيخ المحدث سليمان العلوان: (وقد وقفتُ على كتاب لابن الجوزي اسمه: (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه).فلما نظرتُ فيه فإذا هو مشتمل على: التحريف، والتأويل، والتعطيل، والتفويض. والكتاب جملة: ظلمات بعضها فوق بعض .. )
ولعلك ترجع إلى كتاب العلوان على هذا الرابط:
الكشاف عن ضلالات حسن السقاف ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=786)
ـ[حسام حسن]ــــــــ[02 Jun 2006, 06:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأبرار، وبعد.
أخي العبيدي المحترم
بالنّسبة لإثبات الصّورة، فالواضح من أدلّة التّنزيه الواضحة والبينة والمحكمة أنّ إثبات الصّورة لله تعالى تجسيم محض ..
وقد ذكر الأستاذ عبد القاهر البغدادي في كتابه القيّم (الفَرْق بيْن الفِرََق) (ص/323): ((بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السّنّة: قد اتّفق جمهور أهل السّنّة والجماعة على أصول من أركان الدّين، كلّ ركن منها يجب على كلّ عاقل بالغ معرفة حقيقته، ولكلّ ركن منها شعب، وفي شعبها مسائل اتّفق أهل السّنّة فيها على قول واحد، وضلّلوا من خالفهم فيها)).
وقال في ص/332: ((وأجمعوا على إحالة وصفه بالصورة والأعضاء))
أما عن كتاب الإمام ابن الجوزي فقد اطلعت عليه ورأيته كتابا في غاية الروعة والإتقان، ولقد أعجبني التحقيق الجميل للأستاذ السقاف.
كما أعلم أن الإمام ابن الجوزي من الحنابلة، وهو ذو شهرة واسعة في عدد من علوم الشرع، وكلام أخينا العلوان فيه تجن على الإمام ابن الجوزي.
ولكم بالغ الشكر
أبو عبد الله
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Jun 2006, 08:40 م]ـ
أخي حسام أرحب بأدبك في عرض رأيك, وفي هذا الموضوع أمران بارزان:
الأول: مفهوم الصراط في القرآن الكريم (وهو الموضوع الأصلي للمشاركة) , واتصاله ظاهر بعلم التفسير.
والثاني: إثبات الصورة لله تعالى أو نفيها (وهو متفرع عن بعض الأدلة المذكورة) , واتصاله ظاهر بعلم العقيدة.
ففي أيهما تحب أن نتحاور (مع أن مراعاة تخصص الملتقى أولى)؛ ليأخذ بعضنا بأيدي بعض, حتى نصل منها على يقين ينشرح به صدر طالب الحق, ولا أراك إلا كذلك إن شاء الله.
ولي عليك قبل كل ذلك أن تتكرم بذكر مؤهلك العلمي, وتخصصك التعليمي, بارك الله فيك.
ـ[حسام حسن]ــــــــ[05 Jun 2006, 05:51 م]ـ
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وبعد.
تحية للأستاذ أبي بيان ...
أمّا أصل الموضوع فهو الكلام عن الصّراط من حيثُ الكيفيةُ المشتهرةُ عند أهل السّنّة والجماعة (وهي أنّ الصّراط أدقّ من الشّعرة وأحدّ من السّيف).
وبالنّسبة لموضوع الصّورة فكان تعقيبا منّي على تعقيب الأستاذ العبيدي، فجاء الحديث عن الصّورة عارضا لا أصلا.
وأنتم تعلمون أنّ بين العلوم ارتباطا واضحا، إذ كلّ العلوم تنبع من القرآن والسّنّة المشرّفة ..
وعن تخصّصي فأنا طالب علم تخرّج من كليّة الشّريعة ..
أخوكم أبو عبد الله
¥