وهذا ليس دفاعا عن المعتزلة بقدر ما هو إيضاح للحقيقة، ولكن من المهم أن نعرف ان الأصل الفكري وراء إنكار هذا الوصف" أدق من الشعر وأحد من السيف" هو قياس الغائب على الشاهد، ذلك لأن الأمر المشاهد أن لايكون الطريق أو الصراط بهذا الوصف فقاسوا عليه الغائب، وهذا تعسف جرهم إليه هذا المنهج
مشكور يادكتور أحمد على مداخلتك
ـ[حسام حسن]ــــــــ[29 May 2006, 12:09 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا الكريم محمد، وبعد.
إن فكرة اعتقاد أن الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف فكرة مرفوضة!!
فهذه الفكرة لم ترد في كتاب الله تعالى، وإنما ذكر الصراط المستقيم على أنه طريق الحق والإسلام.
أما عن الأحاديث، فلم يصح حديث في مسألة الصراط بهذا المعنى.
أما رواية البخاري التي ذكرها أخونا أحمد الطعان فرواية شاذة غير مقبولة، لأن الرواية فيها إشكال، وذلك لأن رواية البخاري تتحدث في البداية عن رؤية الله تعالى، فمن هذه الإشكالات:
أن المنافقين يرون الله تعالى، وهذا خلاف ما عليه علماء أهل السنة والجماعة.
أن الحديث يثبت لله تعالى الصورة، وأجمع العلماء أن الله تعالى لا يوصف بالصورة، قال الإمام ابن الجوزي في كتابه دفع شبه التشبيه (ص/159): ((قلت: إعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الصورة التي هي هيئة وتأليف)).
كما أن الحديث يثبت الرؤية خارج الجنة، وأهل السنة متفقون على أن الرؤية في الجنة لا خارجها.
أما الروايات الأخرى في الصراط فقد ذكرها الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (11/ 454)، وبين أنه لم يثبت منها شيء.
وهناك رواية ذكرها الحاكم في مستدركه (4/ 629) دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ونص الرواية كما يلي: ((حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا المسيب بن زهير ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة من تجيز على هذا فيقول من شئت من خلقي فيقول سبحانك ما عبدناك حق عبادتك هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
قلت: ورواية الحاكم ليست صحيحة، لأن في سند الحديث رجلا مجهولا، وهو: المسيب بن زهير إذ لم يوثقه أحد، والله أعلى وأعلم.
وبناء على ذلك يتبين لنا أن مسألة الصراط بهذا المعنى مسألة تحتاج إلى نظر، فالقرآن الكريم لم يذكر الصراط بهذا المعنى، والأخبار في هذا المعنى ضعيفة، ولا يحتج بالضعيف في أمر عقائدي، والعلم عند الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الاطهار وأصحابه الأبرار
أبو عبدالله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 May 2006, 06:01 ص]ـ
أن الحديث يثبت لله تعالى الصورة، وأجمع العلماء أن الله تعالى لا يوصف بالصورة، قال الإمام ابن الجوزي في كتابه دفع شبه التشبيه (ص/159): ((قلت: إعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الصورة التي هي هيئة وتأليف)).
أخي الكريم
لا شك أن هذا الحكم ليس بصحيح، ومذهب أهل السنة والجماعة هو إثبات الصورة لله تعالى كما يليق به، من غير تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل.
قال الشيخ عبدالرحمن البراك في بيانه للمخالفات العقدية في فتح الباري:
(قوله: "قال المازري: غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره .. إلخ": ابن قتيبة يعرف بخطيب أهل السنة، وله جهود في الرد على الزنادقة والمعتزلة كما في "تأويل مختلف الحديث" له.
وما ذهب إليه ابن قتيبة رحمه الله تعالى من إثبات الصورة لله عز وجل، وأنها ليست كصورة أحد من الخلق ـ فله سبحانه وتعالى صورة لا كالصور ـ هو مذهب جميع أهل السنة المثبتين لكل ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فكما يقولون: له وجه لا كوجوه المخلوقين، يقولون: له صورة لا كصور المخلوقين، وقد دل على إثبات الصورة لله عز وجل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل: "وتبقى هذه الأمة وفيها منافقوها، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفونها"، وهو نص صريح لا يحتمل التأويل، فلهذا لم يخالف أحد من أهل السنة في
¥