ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[25 Jun 2006, 01:03 م]ـ
1) الماء والأساطير:
أطال (السعفي) الحديث عن مكانة الماء (المقدسة) عند مختلف الشعوب، ولكنه جعل (التراث الإسلامي) منفرداً في بعض الأمور ..
- ص 78: " في حين كان الإله في الثقافات القديمة يقيم في قصره في أعماق البحار، أو عند ملتقى فرعَي النهر .. أصبح في المخيال العربي الإسلامي على العرش، والعرش على الماء، والماء هو البحر المسجور في السماء .. هذا الوصف يضفي على الله صفة التعالي ".
2) آدم والأساطير:
- ص 86: " وإذ فارق آدم السماء وهبط إلى الأرض، فقد أصبح ـ بعد الماء ـ رمزاً آخر من رموز العلاقة القائمة بين السماء التي لفظته والأرض التي ارتبط بها مصيره منذ قرر الله خلقه، فجاء تلبية لحاجة الله [!!] إلى من يخلفه عليها .. وعاد إلى أمه الأرض التي منها تكوَّن، ولأن سكان السماء رفضوه واتهموه بالفساد وهو لمّا يُخلق بعد، ولأنه ظن نفسه إلهاً ..
فإذا كان الهبوط إلى الأرض قدراً محتوماً فلماذا الإغواء والشجرة والخطيئة والعقاب؟
تلك عناصر (العجيب) في القصة، فآدم في القرآن بني بناء (عجيباً) وفق مبدأ الحظر .. لا تقرب الشجرة، لا تأكل التفاحة، لا تخرج من العش، لا تفتح الباب .. ".
3) حواء والأساطير:
ينظر كثير من المسلمين أن القرآن الكريم كرَّم (حواء) بعدم تحميلها وحدها سبب الأكل من الشجرة كما حال الكتب المحرفة لأهل الكتاب، ويفخر المسلمون أن القرآن الكريم جعل الخطأ من كل من آدم وزوجه. لا زوجه فقط ..
بينما يزعم (السعفي) أن سبب ذلك محاولة ((ذكورية)) من كاتب القصص القرآني لتجعل من آدم الفاعل الرئيس في القصة، وأن زوجه لا تستحق حتى ذكر اسمها، أو بيان أي تفصيل من حياتها ..
لكن، ما لبث أن أتبع ذلك بما في تفسير الطبري من إسرائيليات تنسب الإغواء إلى حواء، على أنها عقيدة إسلامية قطعية الثبوت، يؤمن بها كل المسلمون ..
جاعلاً من تلك الإسرائيليات (ويسميها أحاديث صحيحة الإسناد كما سيتم بيانه قريباً) أول أدلته المزعومة على مكانة المراة = الشيطان = الإغواء = الإفساد في مختلف القصص القرآني (حتى مريم كما سيتبين لاحقاً!!!).
- ص 92: " .. فدعاها آدم لحاجته قالت لا إلا أن تأتي ها هنا فلما أتى قالت لا إلا أن تأكل من هذه الشجرة .. وسقته خمراً حتى سكر قادته إلى الشجرة وأكل ...
أسرَّ الله إلى عبده المسالم آدم قائلاً: إن لها عليَّ أن أدمِّيها كل شهر مرة، كما أدميت هذه الشجرة، وأجعلها سفيهة .. وتحمل كرها .. ".
ثم ينطلق (السعفي) ليقارن بين مرويات ابن كثير والطبري بعبارات تسيء الأدب مع الخالق اللطيف جل جلاله .. أنزه هذا الملتقى عن ذكرها ..
أتبعه ببيان منهج ابن كثير في تصحيح الروايات،، مفيداً سبقاً علمياً لم ينتبه إليه أحد وهو بإجمال: " أي سند يعرف ابن كثير رجاله فهو صحيح "!! وذاك ينطبق على الأسانيد عن كعب الأحبار ووهب وغيرهم ممن يروي الإسرائيليات.
تأمل النص التالي، واعجب من عبقرية (السعفي):
- ص 95: " وقد كان ابن كثير واعياً بما تنطوي عليه هذه القصص .. ومع ذلك لم يرفضها رفضاً قاطعاً بل اكتفى بالتعليق عليها بعبارات مثل: " هذا غريب، في هذا التنظير نظر، لا يكاد يصح، مثله لا يُحتج به، فيه رجل مبهم .. ". الدالة على حرجه في رفض أحاديث منقولة عن ابن عباس وابن مسعود وابن منبه ولولا ظفره برجل مبهم في السند لما كان شكك فيها أو طعن أو ردها إلى الإسرائيليات ".
وللمزيد من تأكيد هذا المنهج، قال في الصفحة التالية معلقاً على الرواية التي تحدثت عن اتهام آدم حواء بأنها أغوته ...
" هذه القصة نقلاً عن ابن عباس، وخلت من كل مبهم، وكانت السلسة الإسنادية ثابتة ".
لاحظ إبداع (السعفي) بالتأكيد أن عدم وجود (راو مبهم) يمنع القول بأن تلك الرواية من الإسرائيليات!!!
وبعد ذلك انتقل للحديث عن " مكانة الحية عند الإله في القصص القرآني ".
يتبع ..
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[26 Jun 2006, 02:32 م]ـ
4) الحية والأساطير:
- ص 97: " كانت قصة خلق القرآن خالية من ذكر الحية، فأقحمها التفسير فيها .. واكسبها مكانة شرعية مرموقة عند كل المفسرين، وحظيت عندهم بالاهتمام والعناية والتبجيل، حتى إن ابن كثير .. لم يشكك في أمرها ولا طعن في عناصرها بل دوَّنها كاملة وأشاد بما ذكره المفسرون قبله.
وقد شكل اختيار الحية عنصراً مكملاً لقصة آدم وحواء ومخرجاً مناسباً لإشكال وجد المفسرون أنفسهم فيه، ولم يقدم لهم القرآن بشأنه حلاً، وهو كيف استطاع إبليس أن يوسوس لآدم وحواء وق طُرِد من الجنة قبل أن يستقرا فيها؟! ..
فالحية وسيلة فنية المزيد من " العجيب " وهي حيلة إبليس لولوج الجنة وقد منعه الخزنة من دخولها .. لقد استطاع أن يموه على الخزنة القائمين على الجنة بأمر ربهم وأن يغلبهم ...
فجاء الجمع بين إبليس والحية مستجيباً لما ورد في القرآن، وسمح بالتوغل في " العجيب " بفضل ما أضفاه من عناصر وفرتها الإسرائيليات .. لا تضر بما جاء في القرآن ولا تحرفه .. ".
وبعد أن تحدث عن الحية في قصة موسى وفرعون قال:
" حازت الحية مكانة علية .. عند رب العرش ".
5) الشجرة والأساطير:
جعل (السعفي) القرآن الكريم متفوقاً على ما ورد في كتب التفسير من أساطير حول الشجرة ..
- ص 104: " كان القرآن في مجال الشجرة أكثر إغراقاً في " العجيب والغريب " من التفسير، فربطها بالخلود .. فرفع شأنها وجعلها في الجنة .. لكن المفسرين .. صغروا من شأنها ".
ثم تحدث عن أنواع أخرى من الأشجار " شجرة الزيتون، أو شجرة الزقوم، أو الشجرة التي تخرج من طور سيناء وتنبت بالدهن، أو شجرة من يقطين .. فكانت أهمية الشجرة عندهم تكمن في وظيفتها إذ قامت مساعداً لله الذي كان يكلم آدم وهو فار، ليسمع كلام ربه ".
يتبع .. انكشاف العورة والأساطير.
¥