هذه الرواية زيادة على أنها موقوفة فسند الحديث الذي جاءت فيه هذه الرواية واهٍ، والوهن متأتٍ من سويد بن سعيد الحد يثي الهروي [ت:204] وسويد هذا ضعيف باتفاق علماء الجرح والتعديل، قال فيه يحيى بن معين "كذاب ساقط" وقال أحمد "متروك الحديث"، وقال البخاري" كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه"‹ 5›،وقال النسائي"ليس بثقة" وقال ابن حبان":يأتي بالمعضلات عن الثقات يجب مجانبة ما روى"‹ 6›
وباختصار فإن سويد مصنف في كتب الضعفاء‹ 7› والمدلسين [وتدليسه كثير] ‹ 8› كما أنه عمي واختلط‹ 9›
الروايات الموصولة:
وردت هذه الرواية في مسند أحمد عن طريق عائشة رضي الله عنها " وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرِ، وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ،عَلَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ،يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ،وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ رَبِّ سَلِّمْ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ،وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ،وَمُكَوَّرٌ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ «‹ 10›
كما أنها وردت عن أنس ? عند البيهقي بسند مبتور " وروي عن أنس أن النبي ? قال إن على جهنم جسرا أدق من الشعر وأحد من السيف «‹ 11› وقال البيهقي معلقا على هذه الزيادة» وهذا اللفظ من الحديث لم أجده في الروايات الصحيحة، وروي عن زياد النميري عن أنس مرفوعا،الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف، وهي أيضا رواية كمال وروي بعض معناه عن عبيد بن عمير عن النبي ? مرسلا «‹ 12›.
هذه الرواية المرسلة موجودة في مصنف ابن أبي شيبة» حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال الصراط .... كحد السيف «‹ 13›،وعبد الله بن عمير لم يرفعها إلى النبي ?، فهي على هذا النحو تكون موقوفة على عبد الله بن عمير‹ 14›.
أما ما ذكر مرفوعا عن أنس رضي الله عنه فهو لم يصح من جهة الرفع‹ 15›
وذكر الحاكم في مستدركه هذه الزيادة ‹كحد السيف› " ... أنبأنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني، حدثنا المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق عن عبد الله [بن مسعود] رضي الله عنه قال ... ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف ... قال مسروق فما بلغ عبد الله هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك، فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لقد حدثت هذا الحديث مرارا، كلما بلغت هذا المكان من هذا الحديث ضحكت، فقال عبد الله سمعت رسول الله ? يحدثه مرارا فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك ... «‹ 16›
وجاءت هذه الرواية نفسها [كحد السيف] عن عبد الله بن مسعود أيضا في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد» ... حدثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع، قال حدثنا عبد الله ابن مسعود عن النبي ? ... «‹ 17›
وجاءت رواية عند الطبراني بلفظ"حد الموسى"عوضا عن حد السيف ولفظ الحديث» حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ... عن علي بن يزيد [عن] عائشة ... وهو مثل حد الموسى «‹ 18›
وذكر الحاكم عن سلمان بلفظ"حد الموسى" ... عن سلمان عن النبي ? قال ... ويوضع الصراط مثل حد الموسى" › 19
تبين من خلال ما تقدم أن هذه الزيادة وردت مرفوعة عن أربعة من الصحابة هم: عبد بن مسعود وعائشة وأنس بن مالك وسلمان
بعد ذكر جميع الروايات التي جاءت موصولة وموقوفة لا بد من عرضها متنا وسندا على الميزان العلمي لمعرفة هل هذه الزيادة صحيحة أم لا؟
فيما يتصل بسند هذه الروايات نجد في رواية أحمد بن حنبل ابن لهيعة، وهو ضعيف عند المحدثين‹ 20›،وتأسيسا عليه فالحديث من ناحية السند لا قيمة له، كما أننا نجد في رواية الحاكم يزيد بن عبد الرحمن أبا خالد الدالاني، والمنهال بن عمرو وأبا عبيدة، وكل واحد منهم لم يسلم من النقد ‹ 21› أما رواية عبد الله بن أحمد"كحد السيف"،فليست أحسن حظا من غيرها‹22 ›.
أما رواية "حد الموسى" فالأصح في رواية الحاكم أنها موقوفة على سلمان ‹ 23›،أما رواية الطبراني فنجد في سنده علي بن يزيد الألهاني‹ 24›،وهو متروك باتفاق علماء الجرح والتعديل‹ 25› فيسقط الحديث من ناحية السند.
هذه دراسة الزيادات من حيث السند، أما من حيث المتن،،فيمكنْ تسجيل الملاحظات التالية:
أولا: هذه الزيادات لم تذكر في الأحاديث الصحيحة التي جاءت واصفة للصراط.
¥