ثانيا: هذه الزيادات لم تتفق فيما بينها: فمرة جاءت الزيادة بلفظ"أدق من الشعرة وأحد من السيف"ومرة سقطت دقة الشعر، وبقي لفظ"كحد السيف"مع التنبيه إلى الفرق في المعنى بين القول أحد من السيف والقول كحد السيف،ومرة ثالثة لم يذكر السيف وعوض عنه"كحد الموسى".
ثالثا: لم تخل هذه الزيادات من اضطرابٍ، فقد نقل الحديث عن عائشة - وهي من رواة هذه الزيادة - مرفوعا» ... ولجهنم جسر أدق من الشعر وأحد من السيف" وسنده لم يصح لوجود ابن لهيعة، ونقل عنها هنا"كحد الموسى"،ونلحظ هنا إغفال كامل عن ذكر دقته"أدق من الشعر"،كما أنه روي عنها في حديث مرفوع للنبي ? ولا يوجد فيه أي ذكر لا للدقة ولا للحدة،مع الإشارة إلى أن هذا الحديث هو نفسه- من حيث المتن- الحديث الذي ذكرت فيه الدقة والحدة، مع اختلاف في السند‹ 26›،ومن رواة هذه الزيادة أنس، وقد روي عنه الرفع والوقف.
نستنتج مما سبق أن هذه الزيادة لم تصح، وعليه لا يصح وصف الصراط بأنه أدق من الشعر وأحد من السيف، ومن كان عنده بحث على خلاف هذا فليمدنا به شاكرين جهده
والحمد لله
======================
‹ 1›أي ما ذكر من أحاديث أخرى جاءت تأكيدا لهذين الحديثين.
‹2 › رواه البخاري ضمن حديث طويل، الجامع الصحيح، كتاب الأذان، باب فضل السجود، رقم:806.
‹ 3› جزء من حديث طويل رواه مسلم، في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة، رقم:195.
‹4 › جزء من حديث طويل،م. س. باب معرفة طريق رؤية الرؤية، رقم:183
‹5 › انظر ما قلناه عن سويد: ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين:2/ 32،رقم:1587
‹6 ›الضعفاء والمتروكين:50،رقم:260
‹7 › النسائي، الضعفاء والمتروكين:50،رقم:260، ابن الجوزي، م. س.ن. م.، الذهبي، المغني في الضعفاء: 290، ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال:3/ 428،رقم:848
‹ 8› انظر: الكيكلدي، جامع التحصيل: 106،رقم:21،الطرابلسي، التبيين لأسماء المدلسين:108،رقم:34
‹9 › الكيكلدي، المختلطين:51
‹10 › مسند أحمد، باقي مسند الأنصار، مسند حديث السيدة عائشة، رقم:24272.
‹ 11› البيهقي شعب الإيمان:1/ 331
‹12 › م. س.1/ 332.
‹13 › ابن أبي شيبة، المصنف: 7/ 59،رقم:34198
‹ 14› ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار:170.
‹ 15› م. س.ن. م.
‹ 16› المستدرك على الصحيحين: 2/ 408،رقم: 3424، وانظر م. س.4/ 632،رقم:8751 وفي كلا الموضعين تجد: يزيد بن عبد الرحمن أبا خالد الدالاني+المنهال بن عمرو+أبا عبيدة، وهم موطن النقد
‹ 17›السنة:2/ 520 - 522،رقم:1203
‹18 › المعجم الكبير:8/ 225،رقم: 7890
‹19 › المستدرك على الصحيحين: 4/ 629،رقم:8739
‹ 20› يحيى بن سعيد القطان كان» لايرى ابن لهيعة شيئا «،و يحيى بن معين يقول:» عبد الله بن لهيعة ليس حديثه بذلك القوي «،، والحكم عليه بالضعف قاله أبو زرعة، ابن أبي حاتم الرازي، الجرح والتعديل:5 /، 146، ويقول فيه ابن الجوزي:» ذاهب الحديث" العلل المتناهية:1/ 341.وقال الجوزجاني:" لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به،ولا يغتر بروايته" أحوال الرجال: 155،رقم:274 وفيه يقول ابن حبان» سبرت أخبار ابن لهيعة فرأيته يدلس، رأيته يدلس عن أقوام ضعفاء،على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي،ما دُفع إليه قرأه سواء، كان من حديثه أو لم يكن من حديثه، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه؛ لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين،ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه؛لما فيها مما ليس من حديثه «نقل ذلك عنه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين: 2/ 136 - 137، وانظر في تدليسه، الطرابلسي، التبيين لأسماء المدلسين: 125.
وقوله هذا جاء ردا على بعض الرواة الذين حدثوا عنه قبل إحراق كتبه، انظر: القيسراني، تذكرة الحفاظ: 1/ 238. ونختم الحديث عن ابن لهيعة بما قاله الذهبي:» ابن لهيعة تهاون بالإتقان، وروى مناكير، فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم، وبعض الحفاظ يروي حديثه ويذكره في الشواهد والاعتبارات والزهد والملاحم لا في الأصول، وبعضهم يبالغ في وهنه ولا ينبغي إهداره، وتُتجنب تلك المناكير فإنه عدل في نفسه «سير أعلام النبلاء 8/ 14،وتهاونه بالإتقان وعدم احتجاج العلماء به نلمسه من قول أبي زرعة:» كان ابن لهيعة لايضبط، وليس ممن يحتج بحديثه «، انظر: ابن أبي حاتم الرازي، الجرح
¥