تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإذا ما كانت العبودية هي الوجه المقابل للألوهية بالأضداد وإذا ما كان وزن "فعولية " هو انطلاق أفقي ينشق عنه موقفان أحدهما باتجاه موجب سام هو العبادية الاختيارية أنفسياًوالآخر اختياراً أنفسياً أيضاً هو العبيدية.

فقد توضحت التوجهات (حسب المفهومات القرآنية)،والإنسان في كل حالاته مجبر نفوسياً (أقصد بيولوجياً) على الوجود ولا نفاذ من سنن الحياة من خلق وتحقيق وظائف جسدية) فالحساب فقط على حرية الاختيار والإرادة وهي مناط النية ومسؤولية الفؤاد (وهي غير مسؤولية القلب)، لأن الحساب على موقف الفؤاد ...

وعلى ذلك فالفروق كبيرة عن معاني ما نسميهم بالأقنان الذين كانوا يباعون كأي عين مما هو موجود على الأرض، وكذلك عن الأسرى الذين يصبحون عبيداً يباعون ويشترون وكذلك الزنوج ذوي الألوان السمراء وهذه العبوديات ليست حقيقية ففي منهج القرآن العبد العبادي هو الطائع لله أو المتجه إليه والعبد العبيدي هو العاصي المبتعد عن طريق الله وشريعته، ولو ظن أنه متحرر من الدين فهو العبد العبيدي لشهواته من بطن وفرج ومنصب ومال ...

وعلى ذلك فإن الترجمات التي نراها تستخدم مفردات معيبة لأن الخدم غير العبيد و الآلهة الأسطورية تأكل و تشرب وتمارس الجنس بكل أشكاله و الله متعال عن ذلك مطلقاً فليس هو بحاجة إلى خدم فاستخدام servir وما يشتق منها خطأ فاحش لأن الخدمة تسخيرية وليست عبودية بأي من الاتجاهين ....

واستعمال مفردة Nègre وأخواتها عيب وجهل كبيرين لأن الحساب على اللون وجعل صاحبه عبداً أو سيداً هو غاية الظلم بل إن اللون واللسان من آيات الله في الخليقة " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ([37]) " ولدينا في البحث الأصيل حول هذا الموضوع جداول تدحض الاستعمالات الخاطئة التي ارتكبها قادة كتيبة المشاة في جيش الكتاب ...

وها هو المترجم عبد الله يوسف علي الذي كان مرجعاً للعديد من الترجمات ومنها ترجمة اللجنة السعودية يستخدم لترجمة "عباد " servant " ولترجمة عبيد استخدم الخدم servant وخلاصة الأمر أنه يستخدم مقابل مفردات: (العباد والعبيد والعابد والعبد وعبد) مفردات servant و to serve واستخدم أحياناً to worship بينما استخدم مار مادوك بكتال مقابل العباد والعبيد bondmen وأحياناً slaves واستخدم to worship ولم يخرج بقية التراجمة بالفرنسية عن هذه الحالات دون تمييز كما رأينا حسب وجهة النظر القرآنية.

18 - الربوبية: بين اللفظة العربية " رب " والفرنسية سينيور Seigneur والإنكليزية لورد Lord:

إذا تتبعنا في قاموس العربية [ر. ف+ ... ] بقية الحروف العربية فسنجد أن الربوبية مجاورة لكل المعاني من ذات الأصل الواحد (ر. ب) مضافاً إليها تلوينة ثالثة. وهي كما قلنا عكساً لمعنى العبودية، ولا يقال الرب معرفاً بالألف واللام في غير الله، كما يقول المعجم الوسيط ص 321، ولم يستعمل العرب الحروف (س. ظ. ف. م.ن. هـ) مع الجذر الثنائي (ر. ب) وأما بقية الحالات فتشكل معاًمعاني: العلو والرفعة والحفظ والإصلاح والتعهد بالغذاء والتنمية والتأديب وجعل الشيء مستقراً وأعطاه شخصيته ومسؤولياته، وملأه وأقامه وبلده وأكسبه وزوده، وضخمه، وخلطه بالكدرة وأطلقه وتممه وكيسه، وجعله مثمراً وأمكثه ووصله وجعله في نعماء واتساع وأكثر عدده ونوعه ورباه ...

أما في الفكر الغربي ففي الفرنسية: فهو مالك العطية وهو النبيل وهو ديو Dieu وهو الرب بأداة التعريف le

وفي الإنكليزية lord خازن الخبز والسلطان والسيد الحاكم والنبيل وإنسان له خاصية وهو عضو مجلس العموم (اللوردات) وهو الزوج وهو يهوه، وهو المخلّص يسوع، ويقال ربوب (للتصغير والتهكم) وهو المعمر (كبير السن)

يستعمل الفرنسيون: سينيور – ديو – يسوع- بذات المعنى.

ويستعمل الإنكليز: لورد – غود – يسوع. بذات المعنى أيضاً.

واستعمل المترجم صلاح الدين كشريد – سينيور مرافقة لكل من الكلمات: ديو- محمد – روح القدس كما رأينا.

فالسينيور أو اللورد هو مالك الأرض وهو النبيل في العصور الوسطى وهو لقب الشرف لرجل ما، وهو الجبار العاتي المتكبر الأنوف المسيطر وهو صاحب السمو وهو العجوز المعمر وهو المولى وهو عضو مجلس اللوردات وهو الزوج يهوه وهو المسيح.

ويستعمل الإنكليز فعل V.to lord بمعنى عتا وتجبر وتعجرف وجار واستبد وتغطرس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير