تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أنتقل بعد ذلك إلى مجمع الفاتيكان الثانى وقرارته سنة 1965 التى تمثل خروجا سافرا على نصوص و تعاليم العهد الجديد، والتى تمثل جزءا كبيرا من المشكلات التى تواجه العالم حاليا. فعلى الرغم من اتهامكم اليهود فى قداس كل يوم أحد بأنهم قتلة الرب، وعلى الرغم من وجود أكثر من مائة آية صريحة الوضوح فى اتهامها بالعهد الجديد، نص ذلك المجمع من ضمن ما نص عليه فى نصوصه المتعددة، على:

* تبرأة اليهود من دم المسيح

* إقتلاع اليسار فى عقد الثمانينات (من القرن العشرين)

* إقتلاع الإسلام فى عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة و قد تم تنصير العالم، وإن كانت هذه التوصية بدأت بعبارة مضغمة هى "توصيل الإنجيل لكل البشر" ..

* إعادة تنصير العالم

* توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما

* فرض المساهمة فى عملية التبشير على كافة المسيحيين الكنسيين منهم و المدنيين، وهى أول سابقة من نوعها وتوصم أمانة الأقليات المسيحية فى كل مكان.

* إستخدام الكنائس المحلية فى عمليات التبشير، الأمر الذى يضع الأقليات المسيحية فى البلدان التى يعيشون فيها فى موقف عدم الأمانة أو الخيانة الوطنية لصالح التعصب الكنسى

* فرض بدعة الحوار، كوسيلة لكسب الوقت حتى تتم عملية التنصير بلا مقاومة تذكر

* إنشاء لجنة الحوار

* إنشاء لجنة خاصة بتنصير العالم

ولن أطلب من سيادتكم تقييم قرارات هذا المجمع من حيث العقل والمنطق، أو من حيث الشرور واللاإنسانية التى تمخض عنها، فهى ليست بحاجة إلى تقييم، إنها تجأر بنفسها، لكننى سأضيف ان البابا يوحنا بولس الثانى كان قد وعد بتبديل و تغيير سبعين آية من آيات الأناجيل لتتمشى مع مسلسل التنازلات التى تقدمونها للصهاينة. وللحق لا أعرف إن كان قد تمكن من إتمام ذلك قبل وفاته أم سيقع عليكم الوفاء بهذا الوعد.

ومن بين كل القرارات السابقة لن أعلق إلا على نقطة بدعة الحوار بين الأديان، لأستشهد ببعض النماذج الكاشفة من الوثائق الفاتيكانية:

* أخطر ما يمكن أن يوقف الحوار: أن يكتشف من نحاوره نيتنا فى تنصيره.

* من أهم عقبات الحوار ما قمنا به فى الماضى ضد الإسلام والمسلمين، وهذه المرارات عادت للصحوة حاليا، فقد أضيفت الآن قضية إسرائيل و موقف الغرب منها، و نحن كمسيحيين نعرف ما هى مسؤليتنا حيال هذه القضية ..

* ضرورة القيام بفصل المسيحية فى حد ذاتها عن العالم الغربى ومواقفه المعادية والإستعمارية فالمسلم لم ينس ذلك بعد.

* ان الحوار الصحيح يرمى إلى تجديد كل فرد بالإرتداد الباطنى والتوبة، إعتمادا على الصبر والتأنى والتقدم خطوة خطوة وفقا لما تقتضيه أحوال الناس فى عصرنا.

* يتعيّن على المسيحيين أن يساعدوا مؤمنى العقائد الأخرى على التطهر من تراثهم الديني لتقبل عملية الإرتداد.

* إن أعضاء الديانات الأخرى مأمورون بالدخول فى الكنيسة من أجل الخلاص

* الحوار يعنى فرض الإرتداد والدخول فى سر المسيح ..

* إن الكرسى الرسولى يسعى إلى التدخل لدى حكام الشعوب و المسؤلين عن مختلف المحافل الدولية، أو الإنضمام إليهم بإجراء الحوار أو حضهم على الحوار لمصلحة المصالحة وسط صراعات عديدة ..

واكتفى بهذا القدر القليل من غثاء جد كثير لأسأل سيادتكم: هل مثل هذا التعامل غير الأمين واللاإنسانى هو ما تعتبرونه مقبولا من العقل والمنطق؟!

وهنا تجدر الإشارة إلى خطابكم الرسولى الأول " الله محبة "، ولا يسع المجال لتناوله بالتفصيل، فقد أفردت له مقالا آنذاك بعنوان " تنازلات على نغمة المحبة "! ومن أهم ما يجب الإشارة إليه إعتباركم ان اليهود و المسيحيين وحدهم هم الذين يعبدون الله الحقيقى، ثم قيامكم بالربط بين الإسلام و الإنتقام و الكراهية و العنف باسم الله، وان الكنيسة الكاثوليكية وحدها هى التى عليها ان تسود العالم، وكمٌ من التنازلات الممجوجة التى قدمتمونها للصهاينة. وهو ما يؤكد أن استشهادكم فى المحاضرة لم يكن من قبيل المصادفة وإنما تقصدونه لأنه يمثل رأيكم الدائم.

ولا يسعنى عند نهاية خطابى المفتوح هذا إلا أن أسألكم: يصر الفاتيكان على ان رسالته هى تنصير العالم، وهو يبذل قصارى جهده وبكافة الوسائل الصريحة والملتوية لتحقيق ذلك، بل لا يكف عن حث الكنائس الأخرى و توحيدها لاستخدامها فى عملية التبشير و التنصير، و لقد تم فرض هذا الموقف على الأتباع و على الكنائس المحلية فى كل مكان بزعم انها الوسيلة الوحيدة للتصدى للمد الإسلامى، كما تم استصدار القوانين الأمريكية الترويعية لتنفيذ ذلك .. غير آخذين فى الإعتبار ان ذلك تحديدا هو ما يشعل الفتن و يولد العنف دفاعا عن الذات و عن الدين وعن الهوية، فما عساكم فاعلين بتلك الدويلة الدينية العنصرية التى ساعد الفاتيكان على تثبيتها ظلما وعدوانا وانتزاع الأرض من أصحابها لقوم لا حق لهم فيها وفقا للنصوص؟ بل ما عساه فاعلا بهذه الدويلة العنصرية التى يعد إنشاؤها خروجا سافرا على دينه وتعاليمه ـ وهناك من الأبحاث اللاهوتية ما تؤكد انه لا حق لهم شرعا فى هذه الأرض، وذلك من قبيل رسالة الأب لاندوزى؟ ولا نسخر حين نتساءل بكل مرارة و ألم:

ترى، هل سيقوم سيادة البابا بتنصير اليهود، أم إن الفاتيكان هو الذى سيتهوّد؟! أليست دعوتكم الظالمة هى تنصير العالم؟!

إن من يحمل على كاهله مثل هذا التاريخ المدرج بالدماء، ومثل هذا التراث القائم على التزوير والتحريف، ويقوم بمثل هذه السقطة الإستفزازية وسب الإسلام والمسلمين عن عمد، فلا يجب عليه الإعتذار الواضح فحسب وإنما يجب عليه التنحى عن مثل هذا المنصب. وهو أقل ما يجب عليه أن يفعله إن كانت هناك ثمة أمانة علمية أو دينية.

والسلام على من اتبع الهدى.

المصدر ( http://islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp?Job=&TabIndex=2&DocID=82557&TypeID=8&SubjectID=0&ParentID=0&TabbedItemID=&TabbedItemSellected=)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير