تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكبير المبذول فيها.

س: نجد أن المنطق الذي يحكم تعامل الفكر الإسلامي في كل أحقابه يتمحور أساسا إما إلى دعوة دوغمائية للعمل بالقرآن الكريم وإما تعامل شبه معرفي يعتمد الإنشاء والتزويق في الكلام عن الخطاب القرآني؛ ما هو السبيل الأقوم لاستخراج المكنون القرآني وتحقيق حضوره الفعلي في التاريخ عبر تنزل قيمه إلى الواقع وتفعيلها فيه؟ هل من آليات إجرائية؟ أم أن التفكير البراغماتي الموصول بالقيم مازال غضًّا في الفكر الإسلامي علينا انتظار نتائجه مستقبلا ... ؟

سؤال تنزيل القرآن على الواقع سؤال كبير جداً، ولا أعرف بالضبط حتى الآن كيف يمكن تحقيق ذلك على نحو مثالي، لكن أعرف أننا ما زلنا في البداية، ليس بالإمكان أن نفعل ذلك دون أن نحقق معاصرتنا، أعني فهمنا المعاصر للقرآن، والفهم المعاصر لا يعني بالضرورة نفياً للفهم التقليدي، نحتاج أن يكون القرآن سبيل لمراجعة شاملة للتراث الفكري الديني، وبدون هذه المراجعة النقدية الشاملة، والقراءة المعاصرة للقرآن، ليس بإمكاننا أن نحقق هذا التنزيل على الواقع، وأي تفكير بالتنزيل بالمعنى الحرفي للكلمة على أرض الواقع دون إحداث هاتين العمليتين سيكون تفكير تبسيطي للقضية.

س: يعتبر غارودي أن المسلمين أخلطوا كثيرا بين "الفقه" و"الشريعة" ويرى أن أساس تحرير الإنسان المسلم هو التمييز بين المفهومين كون الفقه تقنين قرآني لا يقارن من حيث الكم بما ورد في النص القرآني من تشريع كان الأساس في كل الرسالات السماوية وسبب نهوض الجيل الأول من حملة الإسلام، لذلك علينا نحن المسلمين إذا شئنا النهضة أن نعطي الأولوية للشريعة قبل الفقه، ما مدى موافقتكم لهذا الرأي؟ وكيف يجب أن نتعاطى مع المضمون القرآني الرحب للوصول إلى القضايا الأساسية للنهضة؟

نعم هناك فرق بين الفقه والشريعة، كما هناك فرق بين الدين وفهم الدين، والنص وفهم النص، لكن غارودي يذهب بعيداً عندما يعمم التاريخانية على أكثر أحكام الشريعة وليس فقط الفقه الإسلامي، أتفق مع غارودي أن علينا أن نعطي الأولوية للشريعة، نعم أتفق معه، ولكن لست معه في المنحى التاريخاني الذي ذهب إليه، ولا في تحديده لما هي حدود الشريعة في نصوص القرآن الكريم .... لماذا لأنه لا يوجد نص دون فهم له، ليس هناك نصوص دينية عذراء، النصوص ليست معلقة في الهواء، لا توجد شريعة دون فقه لها، الدين لا يتجلى إلا من خلال فهم ما له، والتاريخانية تظل أبداً تطارد هذا الفهم، وتبقى على تخوم النص القرآني، وفي غيره تطاله دوماً. سؤال النهضة هذا شبيه بسؤالك السابق عن التنزيل، لكن باختصار أي تفكير بالنهضة يمر عبر القرآن، عبر إعادة قراءته، ونحن ما زلنا نحلم بإعادة قراءته، الآن نحن في طور تطوير الأدوات والمنهاج، في بداية توجه نحو ابتكار طريق ومناهج جديدة للتعامل مع القرآن الكريم، مازلنا في البداية، وعندما يصبح لدينا علم واضح لأصول التفسير يستثمر كل ما أبدعته المعرفة الإنسانية إلى اليوم، عندها يمكن القول إننا نتقدم، وأننا على مشارف صناعة خطاب إسلامي جديد يمكن الثقة به. وباعتقادي أن الفكر ليس وحده يصنع التغيير، لكن بدونه لا يمكن أن يحدث تغيير حقيقي، إلا إذا كان التغيير مجرد التحاق بالآخرين، وأنا أرفض القبول بذلك.

المصدر ( http://www.almultaka.net/home.php?subaction=showfull&id=1157828603&archive=&start_from=&ucat=7&)

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Oct 2006, 06:27 ص]ـ

أخي الحبيب الكشاف أشكركم على ثقتكم ...

سأنزل في الملتقى أربع حلقات حوارية مع جريدة الوقت البحرينية فيها رد غير مباشر على الأفكار الموجودة في اللقاء الذي أجري مع الباحث الصديق عبد الرحمن الحاج ...

والحقيقة قوله: // الحاجة بالنسبة للقرآن ليست في توضيحه وبيانه، بل في تأويله //

هي المحك الذي تنطلق منه القراءات الجديدة للقرآن الكريم فالمهم أن يكون القرآن مبرراً للوجود الواقعي أياً كان هذا الواقع إنه كما قال طيب تيزيني // القرآن يقول كل شيءٍ ولا يقول شيئاً // وهو يعني أن القرآن يقول كل شيءٍ يريده الإنسان ولا يقول أي شيءٍ لا يريده الإنسان وبالتالي لا تبقى هناك حاجة للقرآن إلا أنه يضفي المشروعية للواقع عبر لوي عنقه كما يشاء المؤول عبر " اللعب الحر " ...

القرآن بنظر هذا النفر من الباحثين لا ينص على مطالب محددة وإنما فيه كل شيء كما قال حسن حنفي مؤخراً " سوبر ماركت " وبالتالي يصبح الإنسان هو الحاكم على القرآن الكريم عبر التأويل الذي يتحدث عنه الحاج إن صح أن نسميه تأويلاً ..

أمر آخر يتعلق بالمناهج الحديثة وجدواها في قراءة القرآن الكريم: لقد وجهت سؤالاً مرات عديدة حتى لقد بح صوتي للحاج وغيره من المهتمين بالمناهج الجديدة في لقاءات خاصة وعامة هو: ما هي الإضافات التي يمكن أن نحصل عليها من خلال الوسائل الجديدة لقراءة القرآن الكريم ... أو نريد دراسة تبين لنا: الإمكانات التي تضيفها قراءة القرآن الكريم عبر المناهج الحديثة وتكون هذه الإمكانات غير ممكنة عبر القراءة القديمة أعني عبر أصول الفقه الإسلامي وقواعده. حتى الآن لم أجد إجابة ولعل ذلك لقصور اطلاعي.

من خلال قراءاتي في كتب الخطاب العلماني وجدت أركون وعلي حرب وشحرور أكثر من تبجحوا بالقراءات المعاصرة ولم أجد لديهم جديداً إلا شيئاً واحداً هو: الطعن في كتاب الله عز وجل من حيث مصدره ومنهجه وآياته وتعاليمه وكل كتابات أركون تدور حول تورخة النص كما يفعل أبو زيد أيضاً وهذه التورخة وهذا الطعن في القرآن الكريم ليس مصدره هو المناهج الجديدة أبداً وإنما الخلفية الفلسفية المرتابة للباحث نفسه ولا علاقة للمناهج بها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير