قبلها: فليس له اليوم هاهنا حميم وليس له شراب إلا من غسلين من عين تجري من تحت الجحيم لا يأكله إلا الخاطئون يؤكل.
انتهى المقصود من ذلك ...
نعوذ بالله من الخذلان،ونسأله أن يميتنا معظمين لكتابه،وشرعه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jan 2007, 12:57 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك أبا عبدالله، والأمر في شأن الشبهات كما تفضلتم يكرر اللاحق قول السابق بنصه أو بمعناه، ولذلك فالرد على اللاحق كالرد على السابق سواء، وتحضرني مقولة جميلة للجاحظ في كتابه في الرد على النظام وقوله بالصرفة، حيث قال: (فكتبت لك كتابا أجهدت فيه نفسي وبلغت منه أقصى ما يمكن مثلي في الاحتجاج للقرآن والرد على كل طعان فلم أدع فيه مسألة لرافضي ولا لحديثي ولا لحشوي ولا لكافر مباد ولا لمنافق مقموع ولا لأصحاب النظام ولمن نجم بعد النظام ممن يزعم أن القرآن خلق وليس تأليفه بحجة وأنه تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة" الرسائل: خلق القرآن (1/ 287). ففي معنى قوله (ولمن نجم بعد النظام) أنهم يكررون شبهات من قبلهم، والرد عليهم جميعاً برد واحد. وأجمل منه عبارة الرافعي في أول كتابه (تحت راية القرآن) فقد ذكر كلاماً قريباً من هذا لعلي أتذكر نقله في وقت لاحق، أو يتفضل أحد الأعضاء بذلك مشكوراً.
وكتاب ابن الأنباري هذا الذي نقل منه القرطبي كلامه في تفسيره عنوانه: الرد على من خالف مصحف عثمان، وهو من كتب ابن الأنباري المفقودة، وقد قام بجمع النصوص المتوافرة منه الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في بحث نشره في مجلة الحكمة في عددها التاسع من ص 223 - ص 240، وقد بسط البحث في هذا الموضوع في أربعة مباحث:
الأول: المقصود بمصحف عثمان.
الثاني: قصة مخالفة مصحف عثمان.
الثالث: جهود ابن الأنباري في علوم القرآن، مع اعتناء خاص بكتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان).
الرابع: نصوص من كتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان) عرض وتحليل.
والعودة إليه نافعة إن شاء الله، وبحسبي هنا الإشارة، وقد ذكر الدكتور غانم أن تفسير القرطبي هو المصدر الذي عول عليه في تجميع متفرقات نصوص هذا الكتاب المفقود، وقد سبق في مشاركة أخرى بعنوان:
من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشر آرثر جفري مقدمته؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4905)
أن كتاب المباني هذا من المصادر الجيدة التي اشتملت على كثير من نصوص كتاب ابن الأنباري هذا فلعله يظهر لنا بعد تحقيقه ما يسد هذا النقص في كتاب ابن الأنباري بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jan 2007, 08:52 ص]ـ
وأجمل منه عبارة الرافعي في أول كتابه (تحت راية القرآن) فقد ذكر كلاماً قريباً من هذا لعلي أتذكر نقله في وقت لاحق.
يقول الرافعي في تنبيه بين يدي كتابه البديع (تحت راية القرآن):
نلفت القراء إلى أننا في هذا الكتاب إنما نعمل على إسقاط فكرةٍ خطرة، وإذا هي قامت اليوم بفلان الذي نعرفه فقد تكون غداً فيمن لا نعرفه، ونحن نرُدُّ على هذا وعلى هذا بردٍّ سواء، لا جهلُنا من نجهله يُلطِّف منه، ولا معرفتنا من نعرفه تبالغ فيه.
والفكرة لا تُسمَّى بأسماء الناس، وقد تكون لألف سنةٍ خلت ثم تعود بعد ألف سنة تأتي، فما توصف من بعدُ إلا كما وصفت من قبلُ ما دام موقعها في النفس لم يتغير، ولا نظنه سيأتي يوم يذكر فيه إبليس فيقال: رضي الله عنه.
ونحن مستيقنون أَنْ ليس في جدال من نجادلهم عائدةٌ على أنفسهم، إذ هم لا يضلون إلا بعلمٍ وعلى بينة!
فمن ثم نزعنا في أسلوب الكتاب إلى منحى بياني نديره على سياسة من الكلام بعينها، فإن كان فيه من الشدة أو العنف أو القول المؤلم أو التهكم، فما ذلك أردنا، ولكنا كالذي يصف الرجل الضال ليمنع المهتدي أن يضل، فما به زجرَ الأول بل عظة الثاني، ولهذا في مناحي البيان أسلوب ولذلك أسلوب غيره)
رحمه الله وغفر له ما أبلغه، وما أوقعه على دقيق المعاني، وإنه لإمام من أئمة البيان في العربية لم ار له نظيراً في القديم ولا الحديث، وقد نفع الله بكتبه في زمانه وبعد زمانه نفعاً كبيراً، فسبحان الله المعطي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jan 2007, 09:11 م]ـ
من أحسن ما كُتِب عن هذا الرجل بعلم وعدل هذه المقالة:
مراجعات
العقل العربي بين الواقع والأمل ..
¥