في النهاية، يمكننا القول بأن الجابري قد قدم في القسم الثالث من هذا العمل محاولة تستحق التأمل والنظر، إذ على الرغم من أنه قد سُبق من محمد عزة دروزة في محاولة فهم القرآن وتفسيره من خلال ترتيب نزوله، إلا أنه استطاع أن يوظف هذا الترتيب في تكوين صورة يمكن الاستفادة منها والبناء عليها في فهم الرسالة القرآنية كما تطورت ونمت خلال العقدين ونيف من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان الجابري قد نجح نسبيا في جعل النص القرآني معاصرا لنفسه، من خلال تتبعه للقصص القرآني، فإن هذا لا يعني أنه قد نجح تماما في جعله معاصرا لنا، إذ لا يكفي لتحقيق ذلك ـ برأيي ـ أن نفهم السيرة القرآنية، والمقاصد القرآنية في عصر الرسالة، بل ما يعنينا ـ ربما بالدرجة الأولى ـ الرسالة الأبدية والدعوة العالمية التي يحملها القرآن في طياته، والتي ينبغي أن نجدَّ في اكتشافها وفهمها، من أجل تحقيق الطابع العالمي والمطلق للقرآن الكريم.
ـــــــــــــــــــــــــ
مدخل إلى القرآن الكريم: الجزء الأول في التعريف بالقرآن
محمد عابد الجابري
مركز دراسات الوحدة العربية، 2006
ــــــــــــــــــــــــ
* مراجعة أعدت لموقع "ببليوإسلام"
[1] وقد تورط الجابري أيضا في هذا الجدل مع بعض الكتابات والمقالات التي تنشر على الانترنت، بل لقد استقى عددا من معلوماته في هذا القسم عن مصادر غير موثوقة ولا دقيقة نشرت في الانترنت (مثل موقع المتنصرين) ونمت عن ضحالة معرفته بتاريخ الجدل بين المسلمين والنصارى، انظر مثلا هوامش ص 33. بل إن أهم نقيصة اعتورت عمله هذا هي فقره من جهة التوثيق، فمن ذلك أنه كثيرا ما استخدم عبارة «مصادرنا» من غير سابق إشارة إلى هذه المصادر أو تعريف بها.
[2] أهمل الجابري الحديث عن الوجود اليهودي قبل الإسلام في جزيرة العرب.
[3] على الرغم مما يكتنف بعض هذه الآراء من إشكالات، كالذي ذهب إليه من تخمينات تخص السور التي قيل أنه قد نسخت منها أيات كثيرة مثل سورة التوبة والأحزاب. (229 - 232)
[4] أما ترتيب المصحف فقد ذهب إلى أنه أمر اجتهادي قام به الصحابة متبعين معيار الطول والقصر في ترتيب السور، وهو رأي بحاجة إلى نظر ومناقشة، ليس هذا محله.
[5] يبدو أن خللا مطبعيا قد وقع في المطبوع فنسب هذا التقسيم إلى المرحلة الثانية والواضح من خلال الكتاب أن هذا التقسيم خاص بالمرحلة المكية الأولى.
هذا البحث نقلاً عن الملتقى الفكري للإبداع
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Aug 2007, 02:38 ص]ـ
الحمد لله
خرج علينا هذا الرجل بكتاب كله وساوس وشبهات يقذف بها و يبثها في المسلمين الذين لم يتلقوا حظا وافرا
من العلم .... كقوله ان القرآن بهذا الترتيب مقلوب وتكلم في النسخ .. وفرح بكتابه و طبل له العلمانيون الذين يكنون
العداء للاسلام .. ولااشك في ضلاله ومخالفته منهج اهل السنة و الجماعة.