ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Nov 2006, 10:41 م]ـ
الأخ أبو علي نعم ما قلته لكنني لدي تعقيب على قولك: [من المعلوم أن الإنسان إذا جاع فإن نفسه تحدثه أن يبحث عن الأكل، وإن لم يجد فإنه قد يضطر إلى البحث عنه في القمامة، إذن فالجائع لا يحتاج إلى استئذان للأكل، قد يحتاج إلى مرشد يرشد عن مكان الطعام. وحسب الآية فإن مريم كانت تحت النخلة، لو كان ذلك في فصل الصيف لعلمت أن النخلة مثمرة، ولهزت بجدع النخلة ليتساقط عليها رطبا جنيا بدون أن تحتاج إلى من ينبهها إلى ذلك. وتنبيه ابنها لها يدل على أنها لم تكن تظن أن النخلة مثمرة باعتبار أنه ليس موسم الثمار.]
وفيه تعويل منك واضح على قانون السببية الذي حجرت على أخينا الاستناد إليه. ثم لا يلزم من قولك [فإن مريم كانت تحت النخلة، لو كان ذلك في فصل الصيف لعلمت أن النخلة مثمرة، ولهزت بجدع النخلة ليتساقط عليها رطبا جنيا بدون أن تحتاج إلى من ينبهها إلى ذلك ... ] أنها كانت في غير فصل الصيف إذ العلة التي ذكرت أنت , لها علة تشاركها بل تفوقها في الوجاهة وهو: أن تقول إن انشغال مريم بأوجاع المخاض قد كان سببا كبيرا في صرف انتباهها عن الثمار المعلقة بالنخلة.
هذه واحدة, والثانية أننا لا يمكن لنا إسقاط ما يلي من بالنا وهو الفائدة التي تجنيها المرأة النفساء من تناول الرطب كما ثبت ذلك بالعلم التجريبي فلم يأت القرآن الكريم ليحثنا على نفي العلل الطبيعية جملة وتفصيلا وهي سنن كونية جعلها الخالق سبحانه في الكون بمشيئة منه , ولو شاء سبحانه لألغاها بالكلية.
ـ[أبو علي]ــــــــ[30 Nov 2006, 12:14 ص]ـ
أخي الفاضل سمير القدوري
لا توجد نخلة ليس لها مالك، والنخلة المذكورة لا بد لها من مالك ينتظر موسم الثمار لجني التمر، وماذا لو جاء المالك فوجد النخلة وقد نقصت غلتها!! أليس ذلك ظلم في حقه؟ وكيف يأمر المسيح عليه السلام أمه بأكل ما ليس لها بحق!!
أما إذا كانت النخلة قد آتت أكلها في الصيف وجنى المالك غلته فهو بهذا قد أخذ حقه، فإذا أثمرت بعد ذلك في الشتاء فذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء مادام قد وفى صاحب النخلة حقه في موسم الثمار.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[30 Nov 2006, 03:10 م]ـ
أخي أبو علي السلام عليكم ورحمة الله
أنا إن شاء الله أسوق لك ما يثبت أنك تفترض أشياء في كل مرة وتجزم بأنها هي العلة في وجود كدا وكذا.
[1] أما إقحامك لمالك النخلة وقطعك بأنه لاتوجد نخلة ليس لها مالك. فليس بمسلم إذ ما أكثر النخل الذي ليس في ملك أحد وهذا أمر مشاهد بالعيان, فلا تجنح لهذا الجواب. والقرآن يقول عن المكان الذي كانت فيه "فحملته فانتبذت به مكانا قصيا".
[2] ثم لو عارضك معارض بأن يقول لك بأن النخلة قد تكون في ملك مريم فحينها ارتفع الحجر عليها في الأكل من الرطب. وإنما ذكرت لك هذا لآبين لك بأن ما تقحمه من علل لتقول بأن الوقت ليس صيفا بل شتاء لايغني في حقيقة الأمر شيئا.
ـ[أبو علي]ــــــــ[01 Dec 2006, 08:55 ص]ـ
أخي الفاضل سمير قدوري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم أدخل إلى هنا معارضا وإنما دخلت لأضيف فوائد، فالبحث العقلاني يتطلب استحضار كل الافتراضات الممكنة.
ما تسميه أنت (إقحام) أسميه أنا (افتراضات ممكنة).
صحيح أن العقل يقول إن موسم البلح هو فصل الصيف لكن العقل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن مريم وابنها عليهما السلام كانوا آية عجيبة، أبعد هذه الآية العجيبة (طفل رضيع يتكلم في المهد) يقال: إن الولادة يجب أن تكون قد حصلت في الصيف لأن البلح لا يكون إلا في الصيف!!
ولماذا يفترض أن كل شيء عند النصارى محرف!!؟
النصارى مخطئون في تحديد اليوم أوالشهر الذي ولد فيه المسيح عليه السلام لكنهم قد لا يكونوا مخطئين في أنه ولد في فصل الشتاء. فطفل معجزة لا شك أنه أثار اهتمام الناس وصار حديثه على كل لسان لعدة أجيال (ومن ضمن ما يتحدثون عنه زمن ميلاده)، وإذا كان النصارى يعتبرون ميلاد المسيح عيدا يتقربون به إلى الإله فمن مصلحتهم ألا يحرفوا تاريخ ميلاده فيجعلوه في فصل الشتاء بدلا من فصل الصيف.