ويضيف أنهم حرصوا على اثبات نقاء لغة القران من كل كلمة أعجمية أما الشعوبيون فأثبوا أن بالقران ألفاظا أعجمية مثل قسطاس اليونانية الرومية وتعنى ميزان واستبرق الفارسية وتعنى الديباج الغليظ وطوبى الهندية وتعنى الجنة وأرائك الحبشية وتعنى سرر وقطنا النبطية وتعني كتابنا.
ويقول ان كتاب (المعرب من الكلام الاعجمي على حروف المعجم) الذي ألفه أبو منصور الجواليقي (1073 - 1145 ميلادية) أثبت أن العربية فيها من الالفاظ الاجنبية قرابة 1500 كلمة وأن مئات من هذه الالفاظ كانت متداولة لدى العامة كما استخدمها الشعراء في صدر الاسلام وفي الجاهلية وبذلك تكون من صلب اللغة العربية أيام الوحي.
ويسجل أن جلال الدين السيوطي الذي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي يرى أن القران احتوى على ألفاظ من لغات أخرى "وهو بذلك يرى أن وجود الالفاظ المعربة في لغة القران ليس غضا من اعجازه وانما مزية يمتاز بها على سائر الكتب المقدسة."
ويقول عوض ان تواتر الالفاظ في أكثر من لغة ناتج عن قرابة لغوية أو تأثيرات حضارية مشيرا الى أن شرعية التجنس تجعل كلمة أجنبية جزءا من اللغة الجديدة التي انتقلت اليها فكلمة مثل شيك الانجليزية مستعارة من الفرنسية لكنها لا تعامل ككلمة أجنبية "بعد أنجلزتها وقياسا على ذلك فان نفس هذه الكلمة قد غدت كلمة عربية بعد تعريبها واتباعها قواعد الصرف العربي حرفيا أو تقريبا فنحن نشتق منها ونقول شياكة على غرار ما نفعل بالكلام العربي الاصيل ... وهذه هي النظرة الراقية لنمو اللغات التي جعلت اللغات الاوروبية الحديثة كالانجليزية والفرنسية تنمو سنويا بامتصاص المئات من الالفاظ العلمية الاجنبية والحضارية المستعارة من اللغات الاخرى."
ويعتبر الكاتب أن البحث في لغة ما عن أصول بعيدة فيها للالفاظ الوافدة اليها من أشكال التزمت والعنصرية اللغوية.
ويضيف عوض أن هذا مناهض لقوانين تطور الاحياء واللغات "بل ان رفض العرب في الدولة العربية امتصاص الاعاجم أو تسويتهم بالعرب في حق المواطنة هو الذي أجج روح الشعوبية وألب أبناء الامصار على العرب ومزق دولتهم تمزيقا."
ويشير الى أن اللغات والاديان والاجناس تتعايش داخل القومية الواحدة في حالة الاستقرار أما في حالة البداوة فوحدة اللغة أو العنصرية هي علامة القومية مشيرا الى أن الصلف القومي يصور لكل أمة أنها المصطفاة فالمصريون القدماء قسموا العالم الى مصريين وأجانب كما قسم اليونانيون العالم الى اغريق وبربر وقسم العبرانيون العالم الى يهود وقبائل.
ويقول ان العرب يقسمون الناس الى عرب وعجم وهم بذلك يعترفون بالتبويب اليهودي للبشر الى يهود وأمم ولهذا وصف النبي محمد بأنه النبي الامي "ليس النبي الجاهل بالقراءة والكتابة كما في المعنى المتوارث وانما النبي الامي أي النبي الذي ليس من بني اسرائيل."
ورغم موت المؤلف يظل الكتاب كما عرض في المقدمة محاولة لفتح باب الاجتهاد اللغوي ولهذا سماه (مقدمة في فقه اللغة العربية) "عسى أن يأتي بعدي من يقيم أركان هذا العلم الخطير."
رابط الكتاب
http://www.4shared.com/file/6729961/7c798ad0/Moqaddema.html
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2006, 04:32 م]ـ
أخي الكريم كرم:
السلام عليكم ورحمة الله
أولاً اشكرك على ما تفضلت به من هذا النقل , ويبدو أنك قريبُ من الدكتور إبراهيم فليتك تقدم له دعوة باسم ملتقى الانتصار للمشاركة بصورة مباشرة في الملتقى , وننتظر منك بقية الكتاب.
ـ[كرم]ــــــــ[02 Dec 2006, 03:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله أخي الكريم الدكتور أحمد
بإذن الله أعرض على الدكتور اقتراح حضرتك وبإذن الله بقية الكتاب في القريب العاجل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2006, 08:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراًُ أخي كرم.
الدكتور إبراهيم عوض يشارك معنا في الملتقى باسمه. ولكنه يجد صعوبة في التعامل مع الملتقى كما يقول، فيرسل لي المشاركة على بريدي وأنشرها باسمه فليتك تدربه على إضافة الموضوع في الملتقى.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Dec 2006, 06:31 ص]ـ
كثير من الدارسين يجهلون هذا العالم الجهبذ العملاق،
وهذا هو موقع الدكتور إبراهيم عوض،
وأتمنى أن تجدوا فيه مايمتعكم ويسركم؛
والموقع يتضمن عشرات الدراسات، والكتب الضوئية والورقية
للكاتب فى ميدان الدراسات الإسلامية الملتهبة فى المحل الأول،
والنقدية فى المحل الثانى:
http://ibrawa.coconia.net/index.htm
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[03 Dec 2006, 09:08 ص]ـ
رحم الله أبا فهر رحمة واسعة فقد كان صخرة تتحطم عليها موجات المنصرين والمخربين والمتشدقين من أمثال لويس عوض.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Dec 2006, 06:16 ص]ـ
ليت الأستاذ الفاضل كرم
يتفضل علينا مشكورا، ويضع لنا هنا
في منتدانا الحبيب هذا
رابط كتاب:
(الكاتب الصليبي المصري لويس عوض بعنوان "مقدمة في فقه اللغة العربية")؛
لأننا بحثنا عنه في الشبكة العنكبوتية، فلم نجده ..