كما بين تعنتهم ايضًا، بانه لو نزل هذا القران العربي المبين، على اعجمي فقراه عليهم عربيًّا لكذبوه ايضًا، مع ذلك الخارق للعادة. لشدة عنادهم وتعنتهم، وذلك في قوله: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْاَعْجَمِينَ فَقَرَاَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ}.
وقوله في هذه الاية الكريمة: {يُلْحِدُونَ} اي يميلون عن الحق. والمعنى لسان البشر الذي يلحدون، اي يميلون قولهم عن الصدق والاستقامة اليه ـ اعجمي غير بين، وهذا القران لسان عربي مبين، اي ذو بيان وفصاحة.
----
وجاء في تفسير القرطبي بشأن الايات رقم (4 - 6) من سورة الفرقان:
{وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه واعانه عليه قوم اخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا، وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا، قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض انه كان غفورا رحيما}
قوله {وقال الذين كفروا} يعني مشركي قريش. وقال ابن عباس: القائل منهم ذلك النضر بن الحرث؛ وكذا كل ما في القران فيه ذكر الاساطير. قال محمد بن اسحاق: كان مؤذيا للنبي صلى الله عليه وسلم. {ان هذا} يعني القران. {الا افك افتراه} اي كذب اختلقه. {واعانه عليه قوم اخرون} يعني اليهود؛ قاله مجاهد. وقال ابن عباس: المراد بقوله {قوم اخرون} ابو فكيهة مولى بني الحضرمي وعداس وجبر، وكان هؤلاء الثلاثة من اهل الكتاب. وقد مضى في - النحل - ذكرهم. {فقد جاؤوا ظلما وزورا} اي بظلم. وقيل: المعنى فقد اتوا ظلما. {وقالوا اساطير الاولين} قال الزجاج: واحد الاساطير اسطورة؛ مثل احدوثة واحاديث. وقال غيره: اساطير جمع اسطار؛ مثل اقوال واقاويل. {اكتتبها} يعني محمدا. {فهي تملى عليه} اي تلقى عليه وتقرا {بكرة واصيلا} حتى تحفظ. و {تملى} اصله تملل؛ فابدلت اللام الاخيرة ياء من التضعيف: كقولهم: تقضى البازي؛ وشبهه.
قوله {قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض} اي قل يا محمد انزل هذا القران الذي يعلم السر، فهو عالم الغيب، فلا يحتاج الى معلم. وذكر {السر} دون الجهر؛ لانه من علم السر فهو في الجهر اعلم. ولو كان القران ماخوذا من اهل الكتاب وغيرهم لما زاد عليها، وقد جاء بفنون تخرج عنها، فليس ماخوذا منها. وايضا ولو كان ماخوذا من هؤلاء لتمكن المشركون منه ايضا كما تمكن محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهلا عارضوه فبطل اعتراضهم من كل وجه. {انه كان غفورا رحيما} يريد غفورا لاوليائه رحيما بهم.
-----
وفقنا الله جميعا لفهم كتابه العزيز.
ـ[محب]ــــــــ[09 Dec 2006, 06:52 م]ـ
جزاك الله خيرًا د/ سمير القدورى ..
فهمتُ من الإجابة ما يلى:
1 - أن القرآن سكت فعلاً عن رد تهمة (الدراسة) فى سياق الأنعام 105.
2 - أن سكوت القرآن هنا لا يعنى إقراره، لكنه اكتفى بردوده على أصحاب الشبهة فى المواضع الأخرى.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[10 Dec 2006, 03:52 م]ـ
أخي الفاضل
إذا قصد النصارى أنها تهمة لم ترد من قبل ولم يجب عنها القرآن من قبل فهذا باطل لما بينا وإن قالوا سكت عنها في ذلك الموضع فهو أيضا باطل لأنه يستعمل الفعل المضارع الدال على التكرر في المستقبل فالقوم قالوا ذالك من قبل ويقولونه الآن وسيقولونه في المستقبل وفي هذا إشارة إلى تعنتهم رغم الأجوبة التي ردت عليه.
واقرأ قوله تعالى في سورة العنكبوت:"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ?48? بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ?49? وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ?50? أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ?51? قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ?52?"
فهي تنفي أصل التهمة وهي معرفة القراءة والكتابة التي يتوصل بهما إلى الدرس.