أما الباب الثاني: فقد خصصته لأراء المستشرقين حول القرآن الكريم ومناقشتها, حيث استخلصت أقوال المستشرقين وشبهاتهم حوله وحول علومه, فحصرتها ووزعتهاعلى الفصول السبعة التالية:
الفصل الأول:
شبهات المستشرقين حول مصادر القرآن الكريم.
وفي هذا الفصل بينت أن المستشرقين يعتبرون مصدر القرآن بشرياً لفقه محمد- ? -من عدة مصادر وهي:
1 - الوسط الوثني الذي بدأت فيه دعوة الإسلام.وذلك للتشابه بين هدايات القرآن والوسط الجاهلي في بعض القضايا كالعقائد ,والأخلاق وبعض العبادات وبعض العادات كالزواج والطلاق وغير ذلك.زاعمين أن محمداً ?تلقاه بمعلم أو قرأها بنفسه من مراجعها.
2 - الحنفاء حيث اعتبر المستشرقون الحنفية المصدر الثاني من مصادر القرآن للتوافق والتشابه بين بعض أحكام القرآن وبين ماكان يدعو إليه الحنفاء من ترك عبادة الأصنام ,والوعد بالجنة للموحدين والوعيد بالنار للمكذبين إلي غير ذلك.
3 - الصابئة والزرادشتية والهندية القديمة:
اعتبر المستشرقون هذه المذاهب كذلك مصدراً من مصادر القرآن للتوافق بينها وبين بعض الآداب التي دعا إليها القرآن كبعض العبادات والأخلاق إلى غير ذلك.
4_اليهودية والنصرانية المحرفة.
اعتبر المستشرقون هاتين الديانتين عمدة مصادر القرآن الكريم, وذلك لنقاط التشابه بين الإسلام وبين هاتين الديانتين كالدعوة للتوحيد وبعض العبادات والأخلاق إلي غير ذلك.
وقد وقفت مع هذه المصادر طويلا مبينا شبهاتهم فيه رادا عليها, مبينا الحقيقة الثابتة في أن القرآن تنزيل من رب العالمين وحده دون سواه. وما محمد- ?-في ذلك إلا مبلغ فحسب.,وأن أي تشابه بين هدايات القرآن وبين هذه المذاهب والأديان إما لوحدة المصدر من حيث كونها منزلة من الله سبحانه أو لتأثرها بهذا المصدر لا غير.
الفصل الثاني
شبهاتهم حول نص القران الكريم:
حيث حصرت الشبهات التي أثارها المستشرقون حول ظاهرة الوحي الإلهي والتي عدوها واحدة من الظواهر التالية:
فمنهم: من عدها وحيا نفسيا أو إلهاما سمعيا.
ومنهم: من عدها نتيجة انفعالات عاطفية طاغية على نفس محمد-?-نتج عنها هذا القرآن.
ومنهم: من زعم أنه تعود لأسباب طبيعية عادية كباعث التنويم الذاتي.
ومنهم: من زعم أنها كانت نتيجة تجربة ذهنية فكرية تحصل نتيجة طول تأمل وتفكر.
ومنهم: من زعم أنها حالة كالحالة التي تعتري الكهنة والمنجمين.
ومنهم: من زعم أنها حالة من حالات الصرع والهستريا.
وقد رددت على هذه الافتراءات والتخبطات عند هؤلاء المستشرقين مطولا مبينا سذاجتها وتفاهتها ومقررا الحق في هذا الأمر أن ظاهرة الوحي في تلقي محمد-? -القرآن: ربانية المنشأ, ملائكية النقل, بشرية التلقي ?إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ?.
كما بينت موقف المستشرقين من النص القرآني من حيث التوثيق, وتشكيكهم في حفظه عن الزيادة
والنقصان مدعين أن الوسائل الأولية التي كتب عليها تدعو للريبة في بقائه سليما دون ضياع أو نقص.
وكذلك أثاروا مسألة اختلاف مصاحف الصحابة واعتبروا كل مصحف خاص منها نسخة أخرى من نسخ القرآن تؤكد اضطرابه وتناقضه , إلى غير ذلك من الشبه التي مرجعها اعتبارهم القرآن الكريم بشري المصدر, غير محفوظ من الله رب العالمين , ومعتمدين في كثير منها على روايات واهية مردودة.
وقد أسهبت في إبطال كل هذه الشبه في مواطنها من الرسالة.
الفصل الثالث:
تناولت فيه شبهات المستشرقين حول جمع القرآن الكريم:
مبينا شبهاتهم حول كل مرحلة من مراحل الجمع القرآني حيث حاول المستشرقون جهدهم في إثبات عدم جمع القرآن الكريم في حياته -?- وأن ماحصل من جمع له في حياة أبي بكر وعثمان كان لأغراض خاصة وبطرق لا تؤكد سلامته من النص والزيادة والاضطراب وقد وقفت مع هذه الادعاءات طويلا رادا على كل شبهة بما يدحضها ويثبت سلامة النص القرآني من أي تغير أو تبديل أو اضطراب وزيادة أو نقص , وأنه محفوظ بحفظ الله –سبحانه –له ?إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون ?.
يتبع إن شاء الله بقية التعريف بالكتاب.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Dec 2006, 10:17 م]ـ
الفصل الرابع:
شبهاتهم حول شكل القرآن الكريم ومضمونه.
¥