وقد بينت موقف الإسلام منهما ووجه مخالفتهما للحق الذي يدعو إليه القرآن الكريم وبينت تصادمهما مع الهدايات القرآنية.
الفصل الخامس:
تناولت فيه ما أسموه التفسير في ضوء التمدن الإسلامي.
وقد تبنى المستشرقون أيضا هذا اللون من التفسير , وفرحوا له كثيراً واعتبروه أنضج ألوان التفسير وقد أثنوا على دعاته كثيرا.
وقد وقفت مع هذا اللون من التفسير وبينت القدر الجائز منه والقدر غير الجائز, كما بينت الجوانب الايجابية والجوانب السلبية لأصحاب هذا اللون من التفسير. وذكرت بعض الكتب التي انحرف أصحابها عن الصواب نتيجة لتبنيهم الاتجاه التوفيقي بين الإسلام والحضارة الغربية المادية بما فيها من عيوب.
وقد ختمت هذه الرسالة بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت لها , وكما ضمنتها بعض المقترحات التي سبقني لبعضها أساتذة فضلاء غيورون كان منها:
1 - أن الجهد الفردي لأعجز من أن يقف أمام مد الهجوم الاستشراقي على الإسلام مما يتطلب أن تكون هناك كليات متخصصة تقوم برصد هذا النتاج الاستشراقي الضخم والرد عليه.
2 - إقامة مؤسسة علمية عالمية محايدة لا تنتمي بالولاء لأي دولة من الدول , يرصد لها الأموال ويتعاون معها كبار العلماء والمفكرين, تقوم بإصدار الكتب والمجلات والموسوعات وترجمات معاني القرآن الكريم وترجمتها للغات العالمية ليقف الغرب على الإسلام العظيم دون تحريف ولا تشويه.
3 - إرسال الأساتذة الدعاة للجامعات الغربية لإلقاء المحاضرات والندوات ولقاءات التحاور لتوضيح الفكرة الإسلامية ناصعة محفوظة من التشويه للعالم الغربي.
4 - تعديل مناهج التعليم في الدول الإسلامية لتقوم على أسس الإسلام الصحيح نقية من الفكر الغربي الدخيل عليها.
5 - توجيه المراكز الإسلامية في العالم الغربي للقيام بواجباتهم وأداء رسالتها بنجاح برصد كل نتاج غربي ضد إسلامنا العظيم , ثم تزويد الجهات المختصة بهذا النتاج للرد عليه ونشر هذه الردود بين الغربيين.
6 - إقامة دورات للمبتعثين لديار الغرب من أجل الدراسة أو المقيمين فيها من أجل العمل لتحصينهم ضد شبه الغربيين على الإسلام ولتكون عندهم القدرة في توضيح الصواب. وقد كانت جامعتنا رائدة لهذه الفكرة النبيلة.
7 - ولايفوتني وأنا أقدم هذه المقترحات أن أشير إلى أمر يشكل على كثير من الناس وهو ظنهم أن المستشرقين قامو بجهود يعجز عنها علماء المسلمين في الوقت الحاضر.
والحقيقة أننا لو بحثنا عن أسباب نجاح المستشرقين في بعض الجوانب العلمية لزال اللبس والوهم عن الأذهان فلو علمنا أن مؤسسات مالية ضخمة تخصص الملايين من الدولارات. وتفرغ أساتذة في الجامعات لإنجاز مشروع ما وتطلق أيديهم بالإنفاق على هذا المشروع بسخاء ويستغرق المشروع عشرات الأعوام فمن البديهي أن تكون النتيجة دراسة متخصصة عميقة في هذا الجانب. ولو تسنى لعلماء المسلمين اليوم مثل هذه الإمكانات المادية والأجواء العلمية لأبدعوا أكثر من هؤلاء بكثير وما نراه من آثار سلفنا الصالح في شتى مجالات المعرفة لدليل على صحة ما أقول على الرغم أن أغلب آثارهم العلمية كانت بجهود فردية.
ولما كان الاستشراق بهذه الخطورة في حرب الإسلام , وتشويه صورته في نفوس من يتعرف على الإسلام من خلال كتاباتهم رغبت في نشر هذا الكتاب الذي كان أطروحتي لدرجة الدكتوارة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبإشراف أساتذي الكبير الدكتور مصطفى مسلم محمد ليستفيد منه أبناء الإسلام ويعرفوا هذه الفئة على حقيقتها.
ومما يجدر الإشارة إليه أني قد تناولت كتاباتهم بمحض الموضوعية ولم أنزل لأسلوبهم الملي بالإسفاف والحقد على الإسلام العظيم ...
تم التعريف بالكتاب , ونأمل المزيد من الإضافات ممن قرأوا الكتاب.