تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والباب الخامس جعلته للحديث عن نماذج من تأويلهم لآيات من القرآن الكريم على ضوء الأسس السابقة في منهجهم فخالفوا فيها السلف وجاؤوا فيها بأراء إن لم تكن شاذة فهي باطلة خاطئة.

وفي الباب السادس تحدثت عن أثر هذه المدرسة في الفكر الإسلامي الحديث وموقف علماء المسلمين منها المعاصرين لها ومن بعدهم وكذا موقف الاحتلال الذي يسيطر على البلاد المصرية في عصرها وموقف المستشرقين جنود الاحتلال. ولنصل بعد هذا كله إلي النتيجة التي توصلت إليها بعد هذا البحث , ومن ثم إعلان الموقف الذي يجب أن نسلكه على ضوء هذه النتيجة.

النتيجة

ونخلص من دراستنا هذه أن لمذهب المدرسة العقلية الحديثة أبعاداً ثلاثة نراها قوية شامخة في التكوين الأساسي للمدرسة العقلية نذكر هذه الأبعاد الثلاثة إجمالا ثم نستخلص بعد هذا النتيجة التي نراها والموقف الذي يجب أن نقفه نحن المسلمون على ضوء هذه النتيجة.

الأبعاد الثلاثة:-

أولا: أن هذه المدرسة أعطت العقل أكثر من حقه وكلفته ما لا يطيق ورفعت من قيمته وضخمت حجمه حتى ساوته بالوحي بل قدمته عليه وقدمت ما زعمته من أحكامه على أحكام الوحي.

ثانيا: قامت هذه المدرسة بتأويل حقائق العقائد الإسلامية بما يتمشى مع الأحكام العقلية من جهة ومكتشفات الحضارة الغربية والنظريات العلمية الغربية من جهة أخرى.

وفي سبيل ذلك أيضا قامت بتأويل المعجزات والخوارق وإنكار بعضها إذا لم يمكن قلب حقيقته بما يتمشى مع هذا البعد الفكري.

ثالثا: تبرير تناول الحضارة الغربية ومجاراتها في مدينتها الزائفة والتحوير من الداخل لإعطاء السند الفكري والدعم الديني لمعطيات الحضارة الغربية وتقريب الهوة التي تفصل بين الغرب وبين المسلمين تقريبا كان على حساب كثير من الجوانب الإسلامية التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية.

تلكم هي الخطوط العريضة والأبعاد الراسخة التي نراها في منهج المدرسة العقلية.

ونتيجة لذلك فإنا نعتقد:-

أولا: أن المدرسة العقلية الحديثة ذات منهج منحرف وهي بسلوكها إياه تعد فرقة منحرفة جديدة أقرب ما تكون إلى فرقة المعتزلة فهم كالمعتزلة:

أ) في تحكيم العقل والرجوع إلي أحكامه ورفعه مرتبة الوحي وهم لو حكموا العقل نفسه لسلمنا لهم لأن أحكامه بنفسه لا تخالف حكما ثابتا في الشريعة الإسلامية أو قضية من قضاياه وهم إنما يحكمون العادة فيحسبون ما خالف العادة مخالفاً للعقل.

ب) وهم كالمعتزلة في إنكار المعجزات أو تأويلها.

ج) وهم كالمعتزلة في إنكار كثير من الأحاديث الصحيحة حتى مارواه البخاري ومسلم.

هـ) وهم كالمعتزلة في عدم تعديل الصحابة كلهم بل تجاوز بعضهم ذلك كبعض المعتزلة إلي سب الصحابة رضوان الله عليهم.

و) وإنهم كالمعتزلة في اعتقاد خلود أهل الكبائر في النار.

ومن هنا ندرك وضوح الصلة ووجه الشبه بينهم وبين المعتزلة.

ثانيا: إنهم يزيدون على المعتزلة بالدعوة للتقريب بين المسلمين والكفار (النصارى واليهود) وتبرير تناول الحضارة الغربية ومجارتها في مدينتها الزائفة بل أنهم أخطر من المعتزلة ذلك أنهم يسعون بكل ما وسعهم لتغير المفهوم

الإسلامي في معاملة الكفار وإلغاء الفاصل والحاجز بين الفكر والحق والفكر الضال أو المنحرف وإذا ما ألغي جانب العقيدة في ميزان التفاضل فإن الكفة سترجح حتما بنا وسيصبح الكفار آنذاك هم الأفضل والأقوى ومن ثم تكون لهم السيطرة وتكون لهم الدولة وحينئذ تكون خسارتنا للدين والدنيا وهو ما يسعى إليه الاستعمار وسهر من أجله الليالي ودفع جيوشه المادية والمعنوية وبث رجاله المستشرقين والمخدوعين –لأجله.

ثالثا: إن الكثير من مفاهيمهم ومبادئهم هي السائدة في الفكر الإسلامي المعاصر وماذاك إلا أثر من أثار فرض الاستعمار بادي ذي بدء آراءهم على الناس وترويجه لهم وتمجيد المستشرقين لهم حتى إذا ما سار ذلك بين الناس أخذوا يتبنونه بأنفسهم ويعلنونه في مؤلفاتهم ويدافعون عنه حتى أصبح أو كاد من المسلمات. وأصبح رجال المدرسة العقلية عندهم من الرجال الذين لا يقبل فيهم نقد أو يصل إليهم قدح.

رابعاً: إنهم مهدوا السبيل لسيطرة الفكر الغربي واتخذهم الأعداء مطية يعملون من خلالها على زلزلة عقيدة المسلمين وتشكيكهم بها ومحاربة الإسلام في عقر داره ليس عن طريق نشر المؤلفات فحسب بل عن طريق الصحافة وطريق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير