كما يتذوق المعاني وما تضيفه من هيبة وجلال وعظمة في المدلولات والأحكام مما قد يندر وجوده مجتمعاً عند غيره.
ويتبين من هذا أهمية التفسير الموضوعي وشدة علاقته بالإعجاز القرآني.
4 - يرى الشيخ عدم حصر الإعجاز في وجه دون آخر، لأن كل فئة أو صنف من الناس، إنما يدركون ماتنبهوا له دون ماغاب عنهم، أو لم يفطنوا له.
5 - أن شيخ الإسلام يتبرأ من القول بالصرفة، وإنما يعتبره أضعف الأقوال، ولايقال به إلا على سبيل المحاجة والتنزل مع الخصم.
6 - كما أنه يرى أن الإعجاز يقع بكل مايطلق عليه أنه قرآن لأنه لابد أن يحتوي على أحد أوجه الإعجاز، فلا يمكن معارضته مهما قل.
7 - ثم إنه رحمه الله ينتقد من يرى قصر أوجه الإعجاز على البلاغة فقط، أو على وجه دون غيره.
8 - وينبه الشيخ إلى أهمية دراسة الأساليب في القرآن الكريم، وأن كل أسلوب له من الأحوال الإفرادية والتركيبية أحكام، لابد من التنبه لها، وإدراك أسرارها، فبقدر ماتدرك من أسرارها تدرك إعجاز القرآن الكريم.
9 - جهود شيخ الإسلام البلاغية والبيانية تبرز من خلال دراسة إعجاز القرآن، وكذلك اللغوية، لأنه لايرى إهمال علم للأشتغال بغيره، لأن العلوم يكمل بعضها بعضاً.
10 - ويشير إلى أهمية دراسة علم الفروق، وعلم المقارنات بين الأشياء، لأن الشيء لاتدرك قيمته إلا بمعرفة قيمة نظائره، فهو يقارن بين طرق الدعوة في القرآن، وطرق المناظرة عند المتكلمين والفلاسفة.
11 - يرى الشيخ أنه لابد من إثبات الأصل، وإلا فما فائدة دراسة العلم إذا لم يكن له هدف متين، وأساس قوي، فالاعجاز مقصودة إثبات أن هذا القرآن من عند الله، فيعظم في النفوس، وتشتاق إلى الإرتباط به، وتوثيق العرى المرتبطة به.
12 - تبين من خلال هذا البحث تمكن شيخ الإسلام من هذا الفن وأدواته الموصلة إليه، بل وإبداعه فيه مع ظهور روح الاستقلالية.
أما في المقارنة فتبين أن:
1 - ليس ثمة فرق كبير بين الإمامين في وجهة نظرهما حيال هذا الموضوع (إعجاز القرآن) وإن كان بينهما فارق في الوقت.
2 - شيخ الإسلام يرى شمولية الإعجاز لجميع الأوجه، بخلاف الباقلاني الذي اقتصر على ثلاثة، أطال النفس في احدها دون الباقي.
3 - استفادة الشيخ ممن سبقه من العلماء واضحة من خلال نقولاته -سواء المسندة أم غير المسندة- والتي لاتوجد أحياناً إلا في القليل من كتب اللغة أو التفسير.
4 - المتأمل في كلام شيخ الإسلام وكلام غيره، يجد الشيخ كأنه يحاول ابراز كل وجه من وجوه الإعجاز على أنه موضوع مستقل، يستحق البحث والتطبيق وحده، فكأنه يرى أن هذه الأوجه تستحق من البحث والتحرير أكثر مما كتب عنها هو أو غيره.
5 - لمست من خلال المقارنة شدة الحاجة الماسة لاستظهار مناهج العلماء في كتاباتهم والإفادة من كل واحد، من الجهة التي أبرزها، فبهذا تكتمل العلوم ويرتفع بنيانها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jan 2007, 07:03 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا أيوب على هذا الجهد العلمي الموفق، وقد سعدتُ بقراءة جزء من هذا الكتاب وفي طريقي لإكماله إن شاء الله، وأشكرك على تعقيبك وبيانك وفقك الله. وننتظر المزيد من طرح قضايا هذه الرسالة على صفحات الملتقى حتى ينتفع الجميع رعاك الله وزادك علماً وهدى.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:20 م]ـ
أحسنت الطرح والاختصار أبا أيوب، ولقد فرحت بإطلالتكم في هذا الموضوع، وإني أتمنى أن تستمر مشاركاتك وتفاعلك مع موضوعات الملتقى. ولقد سمعت غير واحد يثني عليكم بضبطكم لمسائل إعجاز القرآن الكريم، ولعلك لا تبخل علينا بمناقشات في هذا الموضوع ..
ـ[مرهف]ــــــــ[23 Jan 2007, 08:01 م]ـ
يبدو من خطة البحث والنتائج أن الكتاب شيق وممتع وحامي الوطيس، وحبذا لو تكون مناقشة مثل هذه المقارنات مفعلة ومتفاعلة في الملتقى ويرأسها بالنقاش والترجيح الدكتور العواجي نفع الله به.