تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- المستشرقون هم الغربيون الذين يدعون فهم اللغة العربية, والإلمام بمعاني مفرداتها, وقد زعم بعضهم حسب مفهومه القاصر لطبيعة اللغة العربية أن القرآن الكريم عقبة في سبيل ارتقاء الأمم الإسلامية, لهذا كان مكمن الخطورة هنا هو تصدر أمثال هؤلاء لأعمال تستوجب دراسة مستفيضة, ومعرفة تامة بأصول اللغة العربية مثل ترجمة معاني القرآن الكريم, والمغرضون منهم وجدوا ضالتهم في نفث سمومهم عبر ما يقومون به، مستغلين غياب العارفين بأصول اللغتين المنقول عنها والمنقول إليها.

ـ إلى أي حد يعتبر جاك بيرك صاحب الترجمة المغلوطة واحدًا من هؤلاء?!

- جاك بيرك عده الكثيرون واحدًا من عمالقة الفكر الفرنسي المعاصر, وأحد ألمع المستشرقين المولعين بالشرق, يدعي معرفته الكاملة باللغة العربية باعتباره عضو المجمع اللغوي المصري, وهو ينفي عن نفسه انتماءه إلى الاستشراق, ويتمسك بأنه دارس للتاريخ, ومؤرخ، ولا شك أن ما قام به من ترجمة لمعاني القرآن الكريم يعد من الناحية الفنية جهدًا كبيرًا, استمر على مدي عشر سنوات, لكن يبقى في الواقع أنه لا يقل خداعا عن بقية المستشرقين, ويفتقد الأمانة العلمية في ترجمته, وفي أسلوبه; لأنه لا تكاد تخلو صفحة واحدة من صفحاته الثمانمائة والثلاثين من أكثر من خطأ متفاوت الأهمية, والأخطاء في الأعمال العملاقة تكون عملاقة أيضا.

ولا يخفى على أحد أن هذه الترجمة؛لبيرك " موجهة أساسًا إلى الستة ملايين مسلم الذين يقيمون في فرنسا, والمحكوم عليهم إما بالاستيعاب, أو الذوبان في المجتمع الفرنسي بهدف طمس هويتهم الإسلامية, أو بالطرد إذا تمسكوا بعقيدتهم الإسلامية.

وسبب انتشار هذه الترجمة مساندة إعلام غربي مغرض هدفه الاستماتة في النيل من الإسلام, وخطورتها أنها تأتي من عضو بالمجمع اللغوي المصري, ومن كونه شخصية تعرف عنها صداقتها للعرب والمسلمين.

وحتى لا نكون مدعين على؛ بيرك " فقد أوردت أخطاءه الفادحة في هذه الترجمة في كتيب لي.

ـ وما أهم هذه الأخطاء?

- من بين الأخطاء الخطيرة التي تم اكتشافها ترجماته لمعاني آيات:

- "إن الصفا والمروة من شعائر الله" [البقرة: 158].

ترجمة كلمة شعائر بمعنى وضع علامات أو إشارات Reperages رغم أنها تعني المناسك الدينية ولها ما يقابلها في الفرنسية Rites.

- " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي" [الأعراف: 157].

وترجمها: En Faveur De ceux oui suivent l'envoge

Leproph éte naternel

وتعني "النبي الأمومي" (من الأمومة)

- "إن الله لا يخلف الميعاد"

وترجمها بمعني "إن الله لا يتخلف عن المواعيد التي ارتبط بها".

Dieu me margue pas ou Rendey-vous

وبالطبع فإن المقصود بالميعاد هو الوعد وليس الموعد.

- "خاتم النبيين".

ترجمها بمعني الختم الذي تختم به الأوامر

Le seeou Des prophetes

- " فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم".

ترجمها: بمعني أن الله هو الذي تاب وليس آدم, رغم أن المقصود: أن الله هو الذي يقبل التوبة.

والعديد من الأخطاء الأخرى التي أكدتها أيضا اللجنة التي شكلها شيخ الأزهر السابق لإبداء الرأي في ترجمته, والتي كان نتيجتها صدور قرار بمنع دخول هذه الترجمة إلى مصر.

ـ وماذا عن ترجمتك الخاصة لمعاني القرآن الكريم?

- بعد أن انتهت أعمال اللجنة الخاصة بدراسة ترجمة؛جاك بيرك " ولإحساسي بمدى خطورة الترجمات المقدمة لمعاني القرآن من غير المسلمين قررت التفرغ لإعداد ترجمة إلى الفرنسية, ووفقني الله سبحانه وتعالى, وانتهيت منها منذ شهر تقريبا, واستغرقت مني ثماني سنوات بواقع خمس عشرة ساعة عمل يوميا, واستعنت فيها بأستاذ أصول الفقه الإسلامي من جامعة الأزهر ليشرح لي كل أسبوع حوالي 5 صفحات, حتى تأتي ترجمتي لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية على وجه الدقة والأمانة, ولتكون نقطة فارقة في تاريخ هذه التراجم, وتأتي سليمة لغويا ونزيهة علميا وموضوعية. تنقل المعنى الكريم في ثوبه الحقيقي, وحاولت في هذه الترجمة التعريف بالقرآن وبالإسلام لغير المسلمين, وأن تكون خطوة للتصدي لمحاولات تشويه الإسلام, وتصويب صورته لدى الغرب والدفاع عن نسيج الأمة الإسلامية.

وقد قامت "جمعية الدعوة الإسلامية العالمية" ومقرها طرابلس في ليبيا بطباعتها تحت عنوان (القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الفرنسية).

ـ ما وصلت إليه هو رد آخر على ادعاءات المستشرقين بأن المرأة المسلمة لم تأخذ حقها في طلب العلم والتدرج في مناصبه .. فهلا حدثتنا عن نشأتك وأهم المناصب التي شغلتيها?

- ولدت في الإسكندرية, ودرست الفرنسية منذ طفولتي بعد أن حفظت القرآن الكريم, والتحقت بمدرسة سان جوزيف بالإسكندرية, وعمري ثلاث سنوات, ثم بمدرسة الليسيه الفرنسية في المرحلة الثانوية, وكان والدي (رحمه الله) يؤمن بحق المرأة المسلمة في طلب العلم, وكان يتقن الفرنسية والإيطإلية والإنجليزية, لذلك أخذت عنه حب تعلم اللغات, فالتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية, وتخرجت فيه, وعملت معيدة بكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر, ثم انتقلت معيدة بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة المنوفية, وتدرجت في المناصب الإدارية حتى وصلت رئيسة لهذا القسم, واخترت عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية, وتركت العمل الإداري منذ ثماني سنوات لأتفرغ لقضية ترجمة معاني القرآن الكريم.

ـ وأين موقع الزوج في حياتك?

- زوجي (رحمه الله) هو لطفي الطنبولي, وكان أستاذًا للرسم, وعلى يديه تعلمت أن المسلم صاحب الروح الربانية الشفافة هو أولى الناس بالتعبير عما بداخله في أي لون فني بناء, وأذكر له (رحمه الله) أنه كان وراء تشجيعي لدراسة كل ما كتب عن الإسلام بالفرنسية.

ـ وماذا عن دورك الأساسي كأم?

- لدي ابن واحد وهو مستقر في بولندا, ومتزوج من بولندية تعمل في تعليم المعاقين ولهما ولد وبنت.

المصدر ( http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=28822) .

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير