تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

11 - بث السموم للتشكيك في أصالة النص القرآني:

فمن ذلك:

أثبت العبارة التالية: en son état actuel أي (في وضعه الحالي)، كأن النص القرآني انتقل من وضع سابق إلى وضعه الحالي (انظر أول سور: النساء، والحجر، والزمر، وعلى حاشية الصفحتين 76 و 289 وفي الصفحة 436). وسبق أن زعم بلاشير أن ([20]): (تدوين القرآن الكريم كان جزئيا وناتجا عن جهود فردية ومثارا للاختلاف). لكن الحقيقة التي يشهد بها التاريخ الصحيح هو أن ([21]): "الواقع الذي عليه المسلمون منذ أربعة عشر قرناً هو تمسكهم الشديد بالمحافظة على الوحي القرآني لفظاً ومعنى، وليس ثمة مسلم يستبيح لنفسه أن يقرأ القرآن بأي لفظ شاء ما دام يحافظ على المعنى. وليبحث المستشرقون اليوم في أي مكان في العالم عن مسلم يستبيح لنفسه مثل ذلك وسيعييهم البحث، فلماذا إذن هذا التشكيك في صحة النص القرآني وهم يعلمون مدى حرص المسلمين في السابق واللاحق على تقديس نص القرآن لفظاً ومعنى؟ إنهم يبحثون دائماً –كما سبق أن أشرنا – عن الآراء المرجوحة والأسانيد الضعيفة ليبنوا عليها نظريات لا أساس لها من التاريخ الصحيح ولا من الواقع. فنحن المسلمين قد تلقينا القرآن الكريم من الرسول e، وهو بدوره تلقاه وحياً من الله. ولم يحدث أن أصاب هذا القرآن أي تغيير أو تبديل على مدى تاريخه الطويل. وهذه ميزة فريدة انفرد بها القرآن وحده من بين الكتب السماوية كافة، الأمر الذي يحمل في طياته صحة هذا الدين الذي ختم به الله سائر الديانات السماوية".

الفصل الثاني: ضعف بلاشير في اللغة العربية

هذه الأمثلة غيض من فيض، أما الأخطاء النحوية واللغوية في هذه الترجمة فحدث عنها ولا حرج. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ما من شك في تمكن بلاشير من اللغة الفرنسية. أما ما يخص اللغة العربية، فالمفروض، بصفة كونه عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، أن يكون متمكناً منها. إلا أن ترجمته لكثير من الآيات تؤكد عكس ذلك. فالأخطاء متفشية في كل صفحات ترجمته. وهذا يؤكد ما كتبته الدكتورة زينب عبد العزيز في كتابها " ترجمات القرآن إلى أين؟ (وجهان لجاك بيرك) من أنه ([22]) "… أثبتت الدراسات التي قام بها العلماء العرب والمسلمون بأن أولئك المستشرقين الذين يدعون فهم العربية، هم في الحقيقة لا يحسنونها .. وعلى الرغم من هذا الجهل الواضح بالعربية –مع أنها أداة العمل العلمي الرئيسة-، فهم يصدرون أحكاما مغرضة من حيث الشكل والمضمون وأمانة تنزيه القرآن، وذلك فيما يكتبونه من مقدمات علمية ليست في الواقع سوى معاول هدم متعددة الأوجه، تدور حول محور أساسي واحد هو: زعم أن القرآن عقبة في سبيل ارتقاء الأمم الإسلامية!! وذلك بعينه هو ما كان يردده اللورد كرومر في كتابه في مطلع هذا القرن (أي: القرن الماضي) وبناء على آراء مستشاريه من المستشرقين: "أن القرآن هو المسؤول عن تأخر مصر في مضمار الحضارة الحديثة" أو "لن يفلح الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن" اهـ.

وسنعالج هذه الأخطاء في مبحثين. ففي المبحث الأول نذكر بعض أخطائه في المسائل النحوية، وفي الثاني بعض أخطائه في المسائل اللغوية.

المبحث الأول: من الأخطاء النحوية

1 - ترجم قوله تعالى:} وما كنتم تكتمون [(البقرة:33) كما يلي: ce que vous tenez secret فقد أسقط ترجمة “كنتم" والصحيح ce que vous teniez secret بوضع حرف " I" بين n و e في كلمة “ tenez”. وهذا الحرف يحل محل " كنتم " في مثل هذا الفعل في اللغة الفرنسية.

2 - ترجم قوله تعالى:] وتنسون أنفسكم [(البقرة:44) كما يلي: Alors que vous-mêmes ( l’ ) oubliez معنى هذه الترجمة: (وأنتم بأنفسكم تنسونه) فقد جعل كلمة (أنفسكم) تأكيدا لضمير الجمع في لفظ (وتنسون)، مع أنها مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره. لو كان تأكيدا لكان مرفوعا؛ لأن واو الجماعة في (وتنسون) ضمير مبني في محل رفع فاعل، والتأكيد يتبع المؤكد في إعرابه. والصحيح Vous-vous oubliez.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير