تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

النحو التالى: "الحارث، والزبير، وحجل، وضرار، والمقوم، وأبو لهب، والعباس، وحمزة، وأبو طالب، وعبد الله"، ذاكرا أن اسم والد الرسول، كما نلاحظ فى آخر القائمة، هو "عبد الله" لا "عبد اللات". كذلك يورد ابن إسحاق، أثناء روايته خبر الطعام الذى صنعه بحيرا للقافلة القرشية التى كان فيها الرسول، قول أحد القرشيين حين رأى زملاءه قد أهملوا محمدا فلم يصطحبوه إلى طعام الراهب: "واللات والعزى إن هذا للؤم بنا! يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا؟ "، فسماه: "ابن عبد الله". وبالمثل نسمع جبريل ينادى رسول الله أول ما ظهر له فى الأفق بـ"يا محمد". وهذه مجرد أمثلة ثلاثة لا غير! أَوَلاَ يرى القارئ الخزى الذى يسربل تلك المزاعم الماسخة الطعم؟

وهناك دليل صاعق لكل مشكك فى تاريخ محمد وذمته ودينه، ألا وهو الأشعار التى نظمها المشركون المعادون لسيد البشر عليه الصلاة والسلام، تلك الأشعار التى يذكرون فيها اسمه صلى الله عليه وسلم فإذا به دائما "محمد"! شف يا أخى الفصول الباردة التى يعملها الشعراء لإحباط سخف السخفاء! عجائب!: ففى "السيرة النبوية" لابن هشام نقرأ: "قال ابن إسحاق: وقالت قتيلة بنت الحارث أخت النضر بن الحارث تبكيه:

يا راكباً إن الأثيل مظنة* من صبح خامسة وأنت موفق

أبلغ بها ميتاً بأن تحية* ما إن تزال بها النجائب تخفق

مني إليك وعبرة مسفوحة* جادت بواكفها وأخرى تخنق

هل يسمعني النضر إن ناديته* أم كيف يسمع ميت لا ينطق

أمحمد يا خير ضنء كريم* في قومها والفحل فحل معرق

ما كان ضرك لو مننت وربما* من الفتى وهو المغيظ المحنق

أو كنت قابل فدية فلينفقن* بأعز ما يغلو به ما ينفق

فالنضر أقرب من أسرت قرابة* وأحقهم إن كان عتق يعتق

ظلت سيوف بني أبيه تنوشه* لله أرحام هناك تشقق

صبراً يقاد إلى المنية متعبا* رسف المقيد وهو عان موثق

قال ابن هشام: فيقال والله أعلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر قال: لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه. قال ابن إسحاق: وكان فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في عقب شهر رمضان أو في شوال".

وفى "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام الجمحى:

"وكان أبو عزة شاعرا، وكان مملقا ذا عيال، فأسر يوم بدر كافرا، فقال: يا رسول الله، إني ذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن على صلى الله عليك. فقال: على أن لا تعين على! - يريد شعره - قال: نعم. فعاهده وأطلقه، فقال:

أَلا أَبْلِغَا عَنِّي النبَّي مُحَّمدا* بأَنَّك حَقٌ والمَلِيكَ حَمِيدُ

وأنْتَ اُمْرُؤٌ تَدْعُو إلى الرُّشْد والتُّقَى* عَلَيْكَ من الّلهِ الكَرِيم شَهِيدُ

وأنتَ امرُؤٌ بُوِّئْتَ فينا مَبَاءَةٌ* لها دَرَجَاتٌ سَهْلَةٌ وصُعُودُ

وإنّك مَنْ حَارَبْتَهُ لَمُحَارَبٌ* شَقِيٌّ ومَنْ سَالَمْتَهُ لسَعِيُد

ولكنْ إذا ذُكِّرْتُ بَدْراً وأَهْلَها* تَأَوَّبُ ما بي حسرةٌ وتَعُودُ

فلما كان يوم أحد، دعاه صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، وهو سيدهم يومئذ، إلى الخروج، فقال: إن محمدا قد من على وعاهدته أن لا أعين عليه. فلم يزل به، وكان محتاجا، فأطعمه، والمحتاج يطمع. فخرج فسار في بني كنانة فحرضهم، فقال:

يَا بَني عَبْدِ مَنَاةَ الرُّزَّامْ * أَنْتُمْ حُمَاةٌ وأبُوكمْ حامْ

لا تَعِدُوني نَصْرَكم بَعْدَ العَامْ* لاَ تُسْلِمُوني لاَ يَحِلُّ إسْلامْ

أنا أبو خليفة، أنا ابن سلام، قال، حدثني أبان بن عثمان، وهو قول ابن إسحاق، أن أبا عزة أسر يوم أحد، فقال: يا رسول الله من على! فقال النبي عليه السلام: لا يلسع المؤمن من جحر مرتين. وقال أبان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمسح عارضيك بمكة تقول: خدعت محمدا مرتين! فقتله".

ويقول ابن هشام أيضا فى "السيرة النبوية" عن أبى سفيان بن الحارث حين أسلم عام الفتح: "وأنشد أبو سفيان بن الحارث قوله في إسلامه واعتذر إليه مما كان مضى منه فقال:

لعمرك إني يوم أحمل راية* لتغلب خيلُ اللات خيلَ محمدِ

لكالمدلج الحيران أظلم ليله* فهذا أواني حين أهدي وأهتدي

هدانيَ هادٍ غير نفسي ونالني* مع الله من طَرَّدْتُ كل مُطَرَّد

أصد وأنأى جاهدا عن محمد* وأُدْعَى وإن لم أنتسب من محمد

همُ ما همُ من لم يقل بهواهم * وإن كان ذا رأي يُلَمْ ويُفَنَّدِ

أريد لأرضيهم ولست بلائط* مع القوم ما لم أهد في كل مقعد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير