فقل لثقيف: لا أريد قتالها* وقل لثقيف تلك: غَيْرِيَ أَوْعِدِي
فما كنت في الجيش الذي نال عامرا* وما كان عن جَرّا لساني ولا يدي
قبائل جاءت من بلاد بعيدة* نزائع جاءت من سهامٍ وسردد
... قال ابن إسحاق: فزعموا أنه حين انشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "ونالني مع الله من طردت كل مطرد" ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: أنت طرّدْتَني كل مُطَرَّد؟ ".
وهناك كتاب "نسب قريش"، وفيه يقول مؤلفه مصعب الزبيرى عن هُبَيْرَة بن أبى وَهْب الشاعر والفارس القرشى المشهور: "كان من فرسان قريش وشعرائهم، ومات كافرا هاربا بنجران. وكانت عنده أم هانئ ابنة أبي طالب، فأسلمت عام الفتح. وهرب هبيرة من الإسلام إلى نجران، حتى مات بها كافرا. وقال حين بلغه إسلام أم هانئ:
أشاقتك هند أم نآك سؤالها* كذاك النوى أسبابها وانفتالها
وقد أرقت في رأس حصن ممنع* بنجران يسري بعد نوم خيالها
فإن كنت قد تابعت دين محمد* وعطفت الأرحام منك حبالها
فكوني على أعلى سحوق بهضبة* ممنعة لا يستطاع بلالها
وإن كلام المرء في غير كنهه* لكالنبل تهوي ليس فيها نصالها".
وأخيرا لقد كنا نحب أن نعرف مظاهر ذلك "العنف الكامن بداخلنا، وتلك الثورة الجاهزة للإعلان عن نفسها، وللتصدير أيضا لأتفه الأسباب" اللذين تحدث عنهما الدكتور زيدان واتهم محدثه المسكين بهما، والرجل (الذى لا أظن أن له وجودا حقيقيا على الإطلاق!) لم يفعل شيئا بشهادة زيدان نفسه سوى أنه نفض ذراعيه فى الهواء وصاح معترضا على الكلام العجيب الذى زعمه ثم تنهد مرتاحا لأنه لم يستطع أن يأتيه بدليل على ما يقول! ترى أهذا تعريف للإرهاب جديد؟ أما يكفينا تعريف الأمريكان له؟ إن الأمريكان لم يقولوا يوما إن "نفض الذراعين والمطالبة بالدليل والتنهد بارتياح" هو مظهر من مظاهر العنف والثورة، فكيف تواتى زيدان نفسه على القول بهذا؟ أَمَا إن هذا لغريب! ومع ذلك فإنى أرجو القراء، من باب الاحتياط وسد الذرائع، أن يتنبهوا جيدا وهم يتحدثون مع الآخرين، وبالذات إذا كان هؤلاء الأخيرون من عينة الدكتور زيدان، فلا يلوحوا بأذرعهم ولا يتنهدوا ببنت شفة ولا بابنها حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون الزيدانى وتصبح طامّتهم أسود من قرن الخروب!
وحتى يتيقن القراء الكرام إلى أن كل ما يقال من هذا السخف الساخف الخاص باسم "قثم" هو كلام ينبغى سحقه تحت الحذاء أن أيًّا من أعداء الإسلام ورسوله الكريم من الرومان المعاصرين له عليه الصلاة والسلام أو الآتين بعده بقليل لم يُشِرْ قط إلى حكاية "قُثَم" تلك التى تحولت فى أيامنا هذه إلى "موضة" وصار كل من هب ودب يدعى أنه مكتشفها وأنه قد اكتشفها بـ"منهجية علمية صارمة"، اسم النبى حارسه وصائنه، وخمسة وخميسة فى عين العدو! وهذا نص ما كتبه فى هذا الصدد، فى دراسة له منشورة على المشباك بعنوان " The Quest of the Historical Muhammad"، المستشرق الأمريكى آرثر جفرى ( Arthur Jeffery) المعروف بكراهيته لدين محمد والباحث دوما فى الأركان والزوايا المظلمة التى يخيم عليها العنكبوت عن أى شىء يمكن اتخذاه متكأ للتشكيك فيه، وقد وضعه تحت عنوان جانبى هو " EARLY CHRISTIAN ACCOUNTS": "The earliest reference to Muhammad in Christian literature is apparently that in the Armenian "Chronicle of Sebeos," written in the seventh century, and which says little more than that he was an Ishmaelite, who claimed to be a Prophet and taught his fellow countrymen to return to the religion of Abraham. In the Byzantine writers we have little of any value, though it must be admitted that this source has not been thoroughly examined by Islamic scholars. Nicetas, of Byzantium, wrote a "Refutatio Mohammadis" (Migne P.G. cv), and Bartholomew, of Edessa, a treatise "Contra Mohammadem" (Migne P.G. civ), which may be taken as samples of this work, which grew out of the contact with Islamic power in the wars that robbed the Byzantine Empire of one after . another of its fair Eastern Provinces"
¥