وعن المثال بأمرين أحدهما: أنه عطف على توهم عدم ذكر إن. والثاني: أنه تابع لمبتدأ محذوف، أي إنك أنت وزيد ذاهبان وعليهما خرج قولهم إنهم أجمعون ذاهبون ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Apr 2007, 04:20 م]ـ
وثمة رأي ساقه صاحب كتاب:
خزانة الأدب (والخزانة خزانتنا) العلامة الفهامة عبد القادر البغدادي:
{وأنشد بعده:
الشاهد الرابع والخمسون بعد الثمانمائة:
وهو من شواهد سيبويه:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإني وقيار بها لغريب
على أن قوله: "قيار" مبتدأ: حذف خبره، والجملة اعتراضية بين اسم إن وخبرها، والتقدير: فإني وقيار بها كذلك لغريب.
وإنما لم يجعل الخبر لقيار ويكون خبر إن محذوفاً، لأن اللام لا تدخل في خبر المبتدأ حتى يقدم، نحو: لقائم زيد. وكذلك الصابئون في الآية مبتدأ خبره محذوف، الجملة اعتراض، كذلك كما قرره الشارح.
وهذا تخريج له خلاف مذهب سيبويه، فإن الجملة عنده في نية التأخير، وهي معطوفة لا معترضة، كما تقدم نصه وإيضاحه في كلام الكشاف. وكأنه عدل عنه، لئلا يلزم تقديم الجملة المعطوفة على بعض الجملة المعطوف عليها،
كما أورده عليه ابن هشام في المغني.
وجوز السيرافي أن يكون الخبر للصائبين ويكون خبر إن محذوفاً كما تقدم عنه. وأورد عليه أيضاً ابن هشام بأن فيه الحذف من الأول لدلالة الثاني، وإنما الكثير العكس.
وذهب الفراء إلى أن الصابئون معطوف على اسم إن فيشاركه في الخبر، فهو من عطف مفرد على مفرد، وهذا نصه في تفسير الآية، وقال: وأما الصابئون فإن رفعه على أن عطف على الذين، والذين حرف على جهة واحدة في رفعه ونصبه وخفضه، فلما كان إعرابه واحداً، وكان نصب إن ضعيفاً، وضعفه أنه يقع على الاسم ولا يقع على خبره، جاز رفع الصابئين.
ولا أستحب أن أقول: إن عبد الله وزيد قائمان، لتبين الإعراب في عبد الله. وقد كان الكسائي يجيزه لضعف.
وقد أنشدوا هذا البيت رفعاً ونصباً:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإني وقياراً بها لغريب
و ""قيار". وليس هذا بحجة للكسائي في إجازته: إن عمراً وزيد قائمان، لأن قياراً قد عطف على اسم مكني عنه، والمكني لا إعراب له، فسهل ذلك كما سهل في الذين إذا عطفت عليه الصابئون.
وهذا أقوى في الجواز من الصابئون، لأن المكني لا يتبين فيه الرفع في حال.
والذين قد يقال اللذون فيرفع في حال.
وأنشدني:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم = بغاة ما حيينا في شقاق
وقال آخر:
يا ليتني وأنت يا لميس = ببلد ليس به أنيس
وأنشدني بعضهم:
يا ليتني وهما نخلو بمنزلة = حتى يرى بعضنا بعضاً ونأتلف
قال الكسائي: نرفع الصابئون على إتباعه الاسم الذي في هادوا، ونجعله من قوله: "إنا هدنا إليك"، لا من اليهودية.
وجاء التفسير بغير ذلك، لأنه وصف الذين آمنوا بأفواههم، ولم تؤمن قلوبهم، ثم ذكر اليهود والنصارى، فقال: من آمن منهم فله كذا، فجعلهم يهوداً ونصارى. انتهى كلام الفراء.
قال الزجاج في تفسير الآية بعد أن نقل مذهب الكسائي والفراء: هذا التفسير إقدام عظيم على كتاب الله، وذلك أنهم زعموا أن نصب إن ضعيف، لأنها إنما تغير الاسم، ولا تغير الخبر.
وهذا غلط لأن إن قد عملت عملين: الرفع والنصب، وليس في العربية ناصب ليس معه مرفوع، لأن كل منصوب مشبه بالمفعول، والمفعول لا يكون بغير فاعل إلا فيما لم يسم فاعله.
وكيف يكون نصب إن ضعيفاً، وهي تتخطى الظروف فتنصب ما بعدها، نحو: "إن فيها قوماً جبارين"، ونصب إن من أقوى المنصوبات.
وقال الكسائي: الصابئون نسق على ما في هادوا، كأنه قال: هادوا هم والصابئون.
وهذا القول خطأ من جهتين:
إحداهما:
أن الصابئ لا يشارك اليهودي في اليهودية. وإن ذكر أن هادوا في معنى تابوا فهذا خطأ في هذا الموضع أيضاً، لأن معنى الذين آمنوا هاهنا، إنما هو إيمان بأفواههم؛ لأنه يعنى به المنافقون.
وقال سيبويه والخليل وجميع البصريين: إن الصابئين محمول على التأخير ومرفوع بالابتداء، المعنى: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم، والصابئون والنصارى كذلك أيضاً.
وأنشدوا في ذلك قول الشاعر:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم البيت ...
المعنى:
أنا بغاة، وأنتم أيضاً كذلك.
وزعم سيبويه أن قوماً من العرب يغلطون فيقولون:
¥