تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وغالبًا -وللأسف الشديد- ما يتم إرسال المحاور من الصنف الأخير، وهو ما أوضحته الدكتورة "نادية" حينما قارنت بين مبعوث الفاتيكان ومبعوث الأزهر في مؤتمرات حوار الحضارات. فبينما يكون الأول مستعدًا ومتمكنًا -ثقافيًّا ولغويًّا- يكون الثاني مفتقدًا لتلك الاستعدادات والإمكانات.

خلاصة خبرات حوارية

نتيجة لخبرتها في المؤتمرات الحوارية بين المسلمين وغير المسلمين، وباعتبارها رئيسة برنامج "حوار الحضارات"، تسرد الدكتورة "نادية مصطفى" خلاصة خبرتها في أربعة محاور:

• أنماط الحوارات:

تنقسم معظم الحوارات -التي تديرها المؤسسات الحوارية من الإيسيسكو إلى منظمة المؤتمر الإسلامي إلى الجمعية القبطية المصرية إلى ساحة الحوار على شبكة إسلام أون لاين. نت- إلى نوعين: الحوار مع الذات الحضارية، سواء في داخل الوطن الواحد (المسلمون والأقباط في مصر، السنة والشيعة في العراق) أو عبر الأوطان (الأتراك والإيرانيون)؛ والحوار مع الآخر المختلف حضاريًّا (المسلمون والغرب).

• أنماط القضايا المطروحة:

استنبطت أستاذة العلاقات الدولية أربعة أنماط للقضايا المطروحة في مؤتمرات حوار الحضارات: قضية أن المسلمين مذنبون، ومن ثم تلبيسهم الثوب الاعتذاري طيلة الحوار؛ قضية أن الثقافات والأديان ليس لها مكان في الحوار، وهو ما يتبناه اليساريون وبعض الإسلاميين؛ قضية أن الثقافات والأديان لها مكان أساسي في الحوار، وهو ما يتبناه الأصوليون المسيحيون واليهود، وكثير من الإسلاميين؛ وأخيرًا قضية أن حوار الحضارات هو سبيل التحديث للمسلمين، وهو ما يتبناه الليبراليون.

• مهارات الحوار:

تتلخص مهارات الحوار -كما تشير الدكتورة "نادية"- في المعرفة الجيدة باللغة الأخرى، وفي الوعي بالذات؛ إذ إنه لا يوجد تواصل حقيقي مع الآخر إلا عبر الذات، وفي الثقة بالنفس دون عداء، وفي الإلمام بالأديان المقارنة.

وتذكر آسفة أنه في غياب معرفة المحاور العربي باللغة الأخرى، يتم تقديم ترجمات خاطئة ومشوهة للمعنى، مثل أن تُترجم كلمة "بدعة" إلى innovation أي تطوير أو تجديد؛ ومن ثَم يشيع ويسود في أثناء الحوار معارضة المسلمين للتطوير والتجديد، بينما يكون المقصود هو معارضتهم للبدع.

خبرة برنامج حوار الحضارات

خرجت الدكتورة "نادية" بنتائج أو مبادئ عامة من خبرتها ببرنامج حوار الحضارات، وهي:

1) أن الغرب ليس كتلة واحدة، ومن ثَم فليس كله عدائيًّا، كما أنه ليس كله جاهلاً بالإسلام.2) أن هناك فارقًا بين الفكري والبحثي والإعلامي، وفارقًا بين الرسمي والمدني والشعبي.

3) أن هناك دورًا نشطًا وكبيرًا تقوم به الكنائس الأمريكية في تمويل تلك المؤتمرات؛ مما يجعلنا نثير تساؤلاً حول جدوى الفصل بين الدين والسياسة في الولايات المتحدة الأمريكية.

4) أن الآخر العدائي قد يكون في داخل دوائرنا الحضارية بقدر ما يكون خارجها.

5) أن إشراك غير المسلمين في الحوار مهمة ملزمة للمسلمين؛ فإشراك المصريين الأقباط في الحوار مهمة وطنية تقع على عاتق المصريين المسلمين؛ وإشراك غير المسلمين عامة مهمة حضارية تقع على عاتق المسلمين.

6) أن المُحاور العربي والمسلم يجب أن يكون ذا مهمة ورسالة يسعى إلى توصيلها؛ ومن ثَم يجب أن يسأل نفسه عدة أسئلة قبل الذهاب إلى تلك المؤتمرات: ماذا يريد أن يقول؟ كيف سينقل رسالته؟ من الذين دعوه؟ ولماذا دعوه؟.

7) أن يجتهد المُحاور في تقييم الحالة الحوارية وفي تصنيف الاتجاهات.

8) أن يخرج المُحاور من الحوار بشبكة اتصالات واسعة، مُقيمًا تنظيم الجهة الداعية، راصدًا ما أحدثه فيه الحوار من تغيرات وتحولات.

9) أن الاهتمام بالثقافة -وفي قلبها الدين- بات أمرًا مفروغًا منه؛ والدليل الواقعي على ذلك تدافع المؤسسات الدينية وغير الدينية لتمويل تلك المؤتمرات، ومنها: مجلس الكنائس العالمي، ومجلس الكنائس الأمريكي، والخارجية الأمريكية، والخارجية الفرنسية، وأقسام الشرق الأوسط بالجامعات الغربية الكبرى.

10) أن الحوار بات منطقة بحثية مهمة في عصر العولمة.

وفي نهاية رصد خبرتها، عبرت رئيسة برنامج حوار الحضارات عن أملها في اهتمام الخارجية المصرية بالبعد الثقافي في سياستها الخارجية، وفي تعاون الخارجية مع برنامج حوار الحضارات.

أخطاء المحاورين المسلمين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير