تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثقته بنفسه حتى يخرج من عزلته؛ وأخيرًا الإنسان "الضفدع" لا يعامل إلا بمساءلته بأسئلة مغلقة حتى لا ينفتح في الثرثرة والكلام غير المفيد.

تقمص الأدوار

وحتى تؤتي الدورات الحوارية ببرنامج "حوار الحضارات" ثمارها، يسعى القائمون عليها إلى إدخال المتدربين في نموذج "المحاكاة" أو الـ simulation؛ أي محاكاة الواقع من خلال تمثيل أشخاص وأدوار واقعية؛ وهي عملية تُعلم المتدرب المفاوض كيفية التقليد والابتكار والتنبؤ بما سيحدث، وكذلك الإلمام بعناصر العالم الواقعي المعقد بطريقة مبسطة.

وقد أشاد الدكتور "محمد بشير الصفار" -أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد- بهذه العملية، لاعتبارها من أكفأ أنواع التعليم، هذا بالإضافة إلى ما تمده من عناصر المتعة والإخراج المسرحي للمتعلم.

وقد استخدمها علماؤنا المسلمون مع طلابهم -كما يقول "الصفار"- ليجعلوهم أكثر شوقًا للتعلم وأكثر ارتباطًا به؛ ولنا في العالم الجليل "أبي حنيفة النعمان" أسوة وقدوة.

واتباعًا لهذا المنهاج، يتجه منسقو تلك الدورات إلى الزج بالمتدربين في تلك النماذج؛ وكان أبرزها نموذج "شركات التدخين ... نعم أم لا؟ ". فكان على المتدربين أن يختاروا فيما بينهم الأدوار التي سيتقمصونها؛ فمجموعة تتقمص دور شركات التدخين، ومجموعة تتقمص دور وسائل الإعلام، ومجموعة تتقمص وزارة الصحة، وأخرى تتقمص دور المدخنين، والأخيرة تتقمص دور غير المدخنين. وكان واجب كل مجموعة أن تدخل في عملية عصف ذهني، تُخرج عبرها كل الحجج التي تساندها في تقمص الدور المكلفة به، وأن تُهاجم بتلك الحجج المجموعات الأخرى.

لقد كانت تجربة المحاكاة هي الزاد العملي الذي استفاد منه المتدربون في مثل هذه الدورات، بجانب ما استفادوه من الزاد النظري؛ وهو ما ميز هذه الدورات التي يقدمها مركز حوار الحضارات عن غيرها من الدورات النظرية البحتة. ولعله أسلوب يُنصح بتطبيقه في جميع الدورات الجامعية والأكاديمية؛ لكونه يُعلم الطالب كيفية إنزال العلم على أرض الواقع، وكيفية رده إلى الحياة المعيشة التي نحياها؛ وهو ما نفتقده -للأسف الشديد- في جميع مؤسساتنا التعليمية.

ـ[معن الحيالي]ــــــــ[18 Oct 2007, 12:15 م]ـ

بارك الله فيكم ونفع بكم المسلمين .......... لقد انتهى الطرح المستفيض الى افاق الحوار كما اتصور وليس العقبات.

لاننا ندرك ان علينا معاشر المسلمين ان ناخذ بزمام الاسباب ونحسن التوكل على الله تعالى مخلصين له الدين كما امرنا بذلك والله تعالى يقول (وعلى الله فليتوكل المومنون).

مبادرة طيبة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير