ثم تحدث الاستاذ الدكتور محمد فتح الله الزيادي عميد كلية الدعوة الاسلامية، فنقل تحيات الاستاذ الدكتور محمد احمد الشريف، امين عام جمعية الدعوة الاسلامية العالمية، ودعمه لامثال هذه الدراسات العلمية البعيدة عن التوتر، ثم عرّف بكلية الدعوة الاسلامية وفروعها في كل من (دمشق وبيروت وتشاد والبنين والسنغال ولندن)، مؤكدا ان منهج الكلية لم يتغير منذ افتتاحها قبل اكثر من ثلاثة عقود، وهو منهج الوسطية والاعتدال وتخريج الدعاة الربانيين القادرين على الحوار والانفتاح والتعايش مع الاخر.
ووضح الدكتور الزيادي ان هذه الندوة تأتي ضمن مشروع متكامل تهدف اليه كلية الدعوة الاسلامية لتقديم وجهة نظرنا نحن المسلمين بعيدة عن التعصب والانغلاق إلى العالم الاخر الذي لم يفهمنا فهما كاملا، وهذا المشروع هو دراسة علمية بحثية هادفة، ترد على الاشكاليات والمغالطات التي لدى الاخر عنا.
ثم بيّن ان دراسة الاستشراق تعد ضرورة اليوم، وهي ظاهرة فكرية تشبه ما صدر عن مشركي مكة تجاه الاسلام والنبي والمسلمين في بداية الدعوة الاسلامية، ولكن المفزع في هذه الظاهرة انها تحولت إلى ظاهرة سياسية تبنت افكارها المؤسسات السياسية والفكرية والاقتصادية في العالم الغربي.
حيث ظهرت اخيرا الدعوة إلى إلغاء بعض آيات من القرآن الكريم بحجة انها تحث على الارهاب والتطرف، ودعا بعضهم من فترة قريبة إلى تبني كتاب جديد تحت اسم (الفرقان الحق)، وعندما فشل احلال هذا الكتاب الجديد محل القرآن، عمدت المؤسسات الغربية إلى طرح قضية اعادة تفسير القرآن الكريم وفق المنهج الغربي.
ونوّه إلى ان المشكلة في الدراسات الغربية تكمن في احد جوانبها بقضية المصادر حيث نجد مصادر معترفا بها عندنا نحن المسلمين، ولكنها توظف بشكل خاطئ او بنظرة مسبقة، او هي مصادر مصطنعة مدسوسة، ثم رأينا كيف انهم اي المستشرقين عمدوا إلى تقديس بعضهم من خلال تلميع صور مصادرهم، واعتبروا كل من لم يرجع لكتبهم التي الفوها في القضايا الاسلامية انه ليس بباحث او لن يخرج بنتائج مقبولة.
ثم وجّه الدكتور الزيادي تحية لفرع الكلية بدمشق ولادارة مجمع الشيخ احمد كفتارو متمثلة بمديرها العام الدكتور صلاح الدين كفتارو على جهوده الطيبة في رعاية طلبة العلم، كما وجه التحية إلى الجمهورية العربية السورية حكومة وشعبا على تقديمها التسهيلات اللازمة لعقد الندوة في دمشق.
ثم بدأت فعاليات الندوة في الجلسة العلمية الاولى من مساء يوم الاربعاء 15/ 8/2007، حيث ترأس الجلسة الاستاذ الدكتور محمد فتح الله الزيادي عميد كلية الدعوة، وهذه الجلسة ضمن المحور الاول للندوة، وهو: قراءة في كتاب (تاريخ القرآن) للمستشرق الالماني (سيودور نولدكه)، بتعديل (شيفالي وغيره)، محاوره الثلاثة:
1 - أصل القرآن، 2 - جمع القرآن، 3 - تاريخ القرآن.
فقدمت الابحاث التالية:
الاول: (نبوءة محمد والوحي) الدكتور محمد وهبي سليمان.
الثاني: (تدوين الوحي من ايام النبي إلى ما قبل عثمان) الدكتورة فاطمة مارديني.
الثالث: (نشوء نسخة القرآن الرسمية في عهد الخليفة عثمان) الدكتور محمد بسام الزين.
الرابع: (القراء والقراءات) الدكتور علاء الدين الحموي.
الخامس: (كتب القراءات) الدكتور فتحي الخماسي.
واعقب الابحاث مداخلات وملاحظات.
ثم كانت الجلسة العلمية الثانية صباح الخميس 16/ 8/2007، برئاسة الدكتور محمد وهبي سليمان، وايضا ضمن المحور الاول، حيث قدمت الابحاث التالية:
الاول: (تاريخية الدعوة المحمدية بين نولدكه وجعيط) الشيخ صلاح الدين المستاوي.
الثاني: (تهافت نظرية نولدكه في تاريخ القرآن - الحروف المقطعة نموذجا) الاستاذ فرحات الادريسي.
الثالث: (الدراسات الاستشراقية القرآنية ما بعد نولدكه) الدكتور الصديق بشير نصر.
الرابع: (مخطوطات الجامع الكبير في صنعاء) الاستاذ الدكتور محمد شيخاني.
ثم كانت الجلسة العلمية الثالثة ظهر يوم الخميس 16/ 8/2007 برئاسة الشيخ صلاح الدين المستاوي، حيث قدمت الابحاث التالية:
الاول: (تقديم المجلد الرابع للموسوعة القرآنية) الاستاذ عبدالقادر معالج.
الثاني: (تقديم المجلد الخامس للموسوعة القرآنية) الاستاذ فريد فطاط.
الثالث: (قراءة في الموسوعة القرآنية: اللغات الغريبة في القرآن الكريم) الدكتور احمد ايبش.
¥