تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومازالت صورة المسلم المتعصب العنيف والشهواني الذي يهدد الحضارة الغربية متداولة إلى اليوم في الأفلام وبرامج التلفزيون والصحف والمجلات والكتب وقصص الأطفال المصورة, ومازال لها الصدى العاطفي عند الكثيرين, ويمكن الاعتماد عليها ونشرها لتحقيق أهداف سياسية.

علاقات أفضل

في الفصل الثاني يقول المؤلف إنه مع بداية القرن الـ14 وحتى أوائل القرن الـ15, تراجع إلى حد ما الشعور بأن الإسلام يشكل تهديدا عسكريا وأيديولوجيا وشيكا, وذابت الحماسة الدينية التي أثارتها الحروب الصليبية بعد أن انتهت بهزيمة المسيحيين.

وأقيمت علاقات سلمية بدرجة أو بأخرى مع كثير من الدول الإسلامية في غرب آسيا وشمال أفريقيا, ولم يعد الإسلام قضية ساخنة مع بروز دولة الخلافة العثمانية ووصولها إلى أوج قوتها في أوائل القرن الـ16.

وترافق ذلك مع عصر الإصلاح الديني في أوروبا, وتفكك العالم المسيحي إلى كنائس كاثوليكية وأخرى بروتستانتية تتبادل العداء, وسط قدر كبير من إراقة الدماء.

ويقول المؤلف إن العثمانيين الأتراك كانوا لحقبة تاريخية طويلة هم البعبع الأكبر لأوروبا المسيحية, ومع بداية تراجع الإمبراطورية العثمانية في أوائل القرن الـ17 بدأ إدراك الأوروبيين لقوتها وعظمتها يقل تدريجيا.

وحتى تلك الفترة أيضا كان الإسلام يتم تصويره عند الباحثين المستشرقين والكتاب وفي الخيال الشعبي باعتباره مفتقرا إلى تلك الصفات التي جعلت الغرب عظيما.

فما دام الغرب يقدر قيمة الحرية والعقلانية والتقدم والمشروع, أصبح ينظر إلى الإسلام باعتباره يربي على الخنوع والخرافة والركود والكسل.

ويتناول المؤلف في الفصل الثالث تأثر الأوروبيين إيجابيا بالإسلام والمسلمين مع انتشار عملية الهيمنة في القرنين الـ19 والـ20 على البلاد الإسلامية من قبل أوروبا المسيحية, ويؤكد أنه رغم الهيمنة لم يكن هناك قط موقف أوروبي موحد بالكامل تجاه الإسلام ولا المسلمين ولا الشرق ولا الاستعمار.

ورغم هذا التأثر الإيجابي فإن بحوث الاستشراق في معظم القرن الـ19 تبنت مقولة أن هناك بالفعل "إنسانا إسلاميا" مميزا, له -بدرجة أو بأخرى- تركيب ذهني ثابت مختلف جوهريا, بل ويشكل النقيض المطلق لتركيب ذهن "الإنسان الغربي"!

ومع نهاية القرن الـ19 تطور هذا المنظور إلى صورة أكثر سوءا بتأثير تفسير مغلوط لنظرية النشوء والارتقاء لداروين, وبتأثير المسيرة الظافرة للاستعمار الأوروبي تقول بأن تفوق الغرب السياسي والثقافي ليس ببساطة نتيجة القيم والمؤسسات المتفوقة لتلك الحضارة, وإنما نتيجة للصفات البيولوجية الفطرية المتفوقة للعنصر "الأبيض" الذي سمي غالبا "الآري" أو "القوقازي".

وأصبحت هذه الرؤية مقبولة على نطاق واسع عند علماء ومثقفين بارزين, وشكلت جانبا كبيرا من البحث العلمي!

القرن الأميركي

في الفصل الرابع يتحدث المؤلف عن الولايات المتحدة التي أصبحت قوة عالمية عظمى بعد الحرب العالمية الثانية, في الوقت الذي بدأت فيه الدراسات والأبحاث الأكاديمية في أميركا تركز على الشرق الأوسط, وتزيد من الدراسات حوله, أكثر من الدراسات التي يعدها الأوروبيون.

وكان للحكومة الأميركية الدور الأكبر في دعم هذا التوجه, حيث أنفقت عليه بسخاء, في الوقت الذي شهدت فيه منطقة الشرق الأوسط تغيرات اجتماعية وسياسية سريعة.

وكما كان تطور الاستشراق الأكاديمي في القرن الـ19 مرتبطا بتوسع القوى الأوروبية في الأراضي الإسلامية, كان تطور دراسات الشرق الأوسط, كحقل أكاديمي مرتبطا بشدة بظهور الولايات المتحدة قوة عالمية عظمى, وتورطها تورطا أعمق في الشرق الأوسط.

ثم يتابع المؤلف أسباب انغماس الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومنها الاستيلاء على ممالك الاستعمار الفرنسي والإنجليزي والإيطالي في المنطقة, ومنها الصراع العربي الإسرائيلي وظهور البترول وأهمية المنطقة إستراتيجيا.

ويتحدث عن الاستعدادات الأكاديمية والبحثية لدراسة الشرق الأوسط في الجامعات الأميركية, وكيف وفرت لها الحكومة الدعم المالي السخي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير