تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وأبيض يستسقى الغمام بوجهه (هذا أبو طالب أتاكم يعلمكم أمور دينكم)]

ـ[دمشقية]ــــــــ[10 - 12 - 08, 10:53 ص]ـ

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

رواه البخاري (1/ 342 حديث رقم963). وقال «وهو قول أبي طالب».

هذا بيت من الشعر كان يقوله أبو طالب. ويبين أن الاستسقاء المعروف في الجاهلية هو الاستسقاء بوجه الشخص وذاته. ولكن:

هل يؤخذ الدين من أبي طالب؟

وهل كان الصحابة يستسقون بوجهه؟ ..

وابن عمر يتذكر ما كان يقوله أبو طالب وهو ينظر إلى وجه النبي. ومجرد تذكر قول المشرك لا يجوز أن يتخذ شرعا ولا يعني إقرارهم. وإنما العبرة بمخالفة فعل عمر بن الخطاب لقول أبي طالب عندما أعلن ترك التوسل بالنبي بعد موته. وهذا يعني عدم جواز التوسل بالوجه ولا بالذات.

كل هذا يؤكد على أن عمل الصحابة كان على خلاف ما تذكره الصحابي من قول الشاعر.

ولكن ألا تعجب من قوم تجاهلوا في مسألة البدعة قول النبي «كل بدعة ضلالة» وفضلوا عليه قول عمر «نعمت البدعة هذه». وأما هنا في مسألة التوسل فيتركون قول عمر (كنا نتوسل بنبيك» وفضلوا عليه قول أبي طالب «وأبيض يستسقى الغمام بوجهه».

وفضلوا قول المجهول عند قبر النبي «يا رسول الله استسق لأمتك) وتركوا توسل عمر بالعباس وهو حي. ولهذا يسلم عليكم أبو طالب ويقول: خذوا عني عقيدتكم.

وفضلوا قول اليهود (اللهم إنا نسألك بهذا النبي) وفضلوا الروايات مقطوعة الذنب (بلا إسناد) مثل رواية (وسقى الغمام بغرة العباس) على قول عمر (كنا إذا أجدبنا).

وأما ما في الرواية أنه كان يتمثل بالبيت الشعري فالتمثل هو مجرد تذكر البيت الشعري كما روى سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أنه قَالَ «رُبَّمَا ذَكَرْتُ شِعْرِ أَبِي طَالِبٍ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي: وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأرَامِلِ».

وإن كان التمثل يعني الإمتثال للشيء فهاتوا لنا رواية واحدة تؤكد هذا الامتثال. ولن تجدوا إلا امتثال الصحابة ومعهم ابن عمر لفعل عمر وإعلانه ترك التوسل بالنبي بعد موته.

فهل بعد هذا يقدم قول الكافر أبي طالب على سبيل المؤمنين الذين تركوا التوسل بالنبي e بعد موته وتوسلوا بعم العباس وكان إذ ذاك حيا.

وأما تتمة البيت الشعري من كلام أبي طالب (ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل). فمعناه المغيث والملجأ.

وقد كان النبي يغيث الملهوف كما وصفته بذلك خديجة رضي الله عنها «كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق» (رواه ابن حبان في صحيحه1/ 218).

ولكن هؤلاء يستدلون بمعلمهم أبي طالب ليثبتوا أن النبي لا يزال بعد موته يغيث الملهوف. وهذا هو الفهم الشركي ويكشف مطابقة الشرك المعاصر بما كان عليه أو طالب في الجاهلية. فقد روى ابن إسحاق في السير أن الناس طلبوا من أبي طالب أن يستسقي لهم فاستسقى لهم بوجه النبي وهو إذ ذاك طفل صغير.

وأما عمر فلما طلب الناس منه الاستسقاء أعلن عن ترك ما كان عليه أبو طالب من جاهلية الاستسقاء بالوجه والذات. فقال «كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبيك فتسقينا».

فعمن تأخذون دينكم: عن عمر بن الخطاب أم عن أبي طالب؟

تنبيه: روى علي بن زيد بن جدعان عن عاصم عن عائشة أنها كانت تتمثل بهذا البيت عند وفاة أبي بكر. وابن جدعان ضعيف كما قال ابن حجر «ضعيف» (تقريب التهذيب401). ونقل الذهبي في السير تضعيفه عن أحمد بن حنبل والبخاري والفلاس والعجلي وغيرهم (سير أعلام النبلاء5/ 206). قال حماد بن زيد: كان يقلب الأسانيد. قال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. قال ابن عيينة: ضعيف. قال ابن معين: ليس بشيء. قال يحيى القطان: يتقى حديثه. قال أحمد بن حنبل: ضعيف. وضعفه النسائي (السنن7/ 29) والدارقطني (سنن1/ 77).

ـ[صخر]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:42 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم أباعبيدة عبد الرحمان دمشقية ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير