الكسوف (أربع ركعات وأربع سجدات) كما في هذه الرواية
وتابع إسماعيل بن علية الراوي عن هشام الدستوائي عبد الملك بن الصباح عند مسلم
(9 - 904). وخولف هشام الستوائي من عبد الملك بن أبي سليمان فرواه عن عطاء عن جابر
بلفظ "ست ركعات " أخرجه مسلم (10 - 904) وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 467 - 468
وأحمد (3/ 317 - 318) وأبو داود (1178) وابن خزيمة (1386).
وخولف هشام الستوائي من عبد الملك بن أبي سليمان فرواه عن عطاء عن جابر
بلفظ "ست ركعات " أخرجه مسلم (10 - 904) وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 467 - 468
وأحمد (3/ 317 - 318) وأبو داود رقم (1178) وابن خزيمة (1387) وأبو عوانة
(2/ 403 - 405) وابن المنذر في الأوسط (5/ 300) والطحاوي (1/ 328) وابن حبان (2843
- 2844) والطبراني في الدعاء (2221 - 2232) والبيهقي (3/ 325 - 326) وفي
معرفة السنن (5/ 147 - 148).
والعلماء اختلفوا اختلافا كبيرا في عدد ركعات صلاة الكسوف بناء على أنها حادثة وقعت
مرة واحدة أو تعددت، فمنهم من قال إنها "أربع ركعات وأربع سجدات" ومنهم من قال
"ست ركعات وأربع سجدات" ومنهم "ثمان ركعات وأربع سجدات".
وأخرج مسلم روايات الست والثمان في إشارة إلى أنه يرى تعدد الحادثة، وانتصر إمام
الوقت ناصر الدين لأرجحية الأربع ركعات وأعل عددا من روايات مسلم بالشذوذ وبوهم
بعض الرواة مثل طرق حديث عائشة فقد جاء عنها وجهين "الست " و"الأربع" كذلك
جابر وابن عباس، والمقام يحتاج إلى تحرير وضبط ولعل من المفيد أن أنقل كلام الامام
ابن القيم في "زاد المعاد"ففيه تلخيص جيد للمسألة: (1/ 433)
" فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف
لما كسفت الشمس خرج صلى الله عليه وسلم إلى المسجد مسرعا فزعا يجر رداءه وكان كسوفها في أول النهار على مقدار رمحين أو ثلاثة من طلوعها فتقدم فصلى ركعتين قرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وسورة طويلة جهر بالقراءة ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع فأطال القيام وهو دون القيام الأول وقال لما رفع رأسه: [سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد] ثم أخذ في القراءة ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه من الركوع ثم سجد سجدة طويلة فأطال السجود ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في الأولى فكان في كل ركعة ركوعان وسجودان فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات ورأى في صلاته تلك الجنة والنار وهم أن يأخذ عنقودا من الجنة فيريهم إياه ورأى أهل العذاب في النار فرأى امرأة تخدشها هرة ربطتها حتى ماتت جوعا وعطشا ورأى عمرو بن مالك يجر أمعاءه في النار وكان أول من غير دين إبراهيم ورأى فيها سارق الحاج يعذب ثم انصرف فخطب بهم خطبة بليغة حفظ منها قوله: [إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا]
وقال: [لقد رأيت في مقامي هذا كل شئ وعدتم به حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت]
وفي لفظ: ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط أفظع منها ورأيت أكثر أهل النار النساء قالوا: وبم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط
ومنها: [ولقد أوحي إلي أنكم تفتنوت في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو قال: الموقن فيقول: محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له: نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا وأما المنافق أو قال: المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا قلته]
¥