ـ[أبو محمد البلداوي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 12:59 م]ـ
الاخت ام محمد
والاخ صالح جزيتم خيرا على المساعدة وسننظر فيما افدتمونا به مع شكر الجزيل.
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[02 - 06 - 10, 04:24 م]ـ
أقول: ليس يعرف اصطلاح العالم من مجرد تصريحه بمعناه، وإنما يعرف كذلك من تعامله معه عمليا، وذلك ان العالم قد يعرب عن معنى من معاني اصطلاحه، ولا يريد معانيه كلها، خصوصا الأئمة المتقدمين، فإنهم لم يكونوا يتكلفون في الاطلاقات.
والترمذي رحمه الله، قد تتبعنا صنيعه في كتابه السنن، فيما قاله عقب احاديثه (حديث حسن) وقد بلغت فيما اذكر نحوا من تسعمائة حديث.
ثم تتبعته فرأيته يقول: هذا حيث حسن وإسناده ليس بذاك، ويقول: هذا حديث حسن وإسناده ليس بمتصل، ورأيته يخرج للمتروكين كعبد الرحيم بن هارون النسائي ويقول هذا حديث حسن.
فهذا اجل وأقوى من تصريحه بمعنى الحسن عنده على ما هو مزبور في آخر كتابه في فصل العلل الصغير.
وحتى أقرب لك الأمر، فأقول: إذا أردت ان تعرف معنى الحسن عند الترمذي، فلتراعي امورا:
1 - اعلم ان كل حديث قال عنه الترمذي حسن، فاعلم ان هذا الحديث لا يندرج تحت قاعدة خاصة مقولبة كما هو عند المتأخرين، وإنما كل حديث له قرائنه الخاصة به.
2 - كل حديث قال عنه حسن، انظر اسناده، ثم قارنه بما يشبهه من الأسانيد المخرجة في كتاب الترمذي، ثم طابق الحكم عليه، وانظر هل ثمة فارق.
3 - كل حديث قال عنه حسن، انظر ماذا قال عقبه، هل قال: وفي الباب عن فلان وفلان، فإذا كان قال هذا فإعلم انه يريد في الغالب المعنى الذي ذكره في آخر كتابه.
3 - كل حديث قال عنه حسن، انظر هل هو في صحيح شيخه البخاري، واظر هل صححه من هو اكبر منه من أئمة الشأن كأحمد وابن المديني وابن معين وأضرابهم ممن هو معتمد قوله في هذا.
4 - الترمذي لا يطلق الحسن على نوع واحد بل ولا على نوعين، بل تدبرته فرأيته يطلقه على ثمانية معانٍ، منها الصحيح الذي هو في اعلى درجات الصحة، ومنها ما هو دونه، ومنها ما هو بمعنى الحسن عند المتاخرين بنوعيه، ومنها ما هو بمعنى المنكر، والشاذ ورواية المتروك، والمعل.
وبالجملة: فمن أراد معرفة اصطلاح الترمذي في قوله (حسن) فعليه ان يتتبع، وينظر ويقارن، ويتعب كثيرا، وليحذر كل الحذر من انزاله على معناه القاصر عند المتاخرين، هذا والله اعلم واحكم.
ـ[أبو محمد البلداوي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:18 م]ـ
الاخ الحارث بن علي
جزيت خيرا ولك الاجر من الله سبحانه
ولكن عندي سؤال لماذا هذا التعقيد في الحكم على الاحاديث الم يكن باستطاعة الترمذي وهو باستطاعته قطعا ان يختار مصطلحات محددة ثم يطبقها على نحو القاعدة الكلية التي تنطبق على جميع المصاديق او لا اقل على معظمها، ثم يختار مصطلح اخر ويستعمله كقاعدة ثانية يندرج تحتها نوع اخر من الاحاديث وهكذا.
فلماذا يختار مصطلح واحد وهو الحسن ثم يريد منه او يتعامل معه على ثمانية مستويات وانواع، فهل هنالك شحة في المصطلحات؟
وسؤال اخر وهو لماذا لم يصرح ائمة الجرح والتعديل عن مرادهم من معنى الاصطلاح الذي يستعملوه ولماذا احتجنا الى هذا الجهد العظيم في مقارنة الحديث الواحد مع غيره من الاحاديث ومقارنة الاصطلاح مع غيره من الاصطلاحات ومقارنة الاسناد مع غيره من الاسانيد ومع غيره من كتب الصحاح وغيرها وهو امر عسير للغاية لا يستطيعه طالب علم بل قد لا يستطيعه حتى المشايخ.
الم يكن باستطاعة الترمذي ان يورد حديثا معينا ثم يقول عنه وبكل صراحة هذا حديث باطل مثلا او ثابت المتن ضعيف السند او ضعيف السند باطل المتن اوغير ذلك من دون استعمال مصطلحات غامضة تحمل وجوها متعددة وكل واحد يفسرها بحب استقرائه وتتبعه واجتهاده؟
ولك مني جزيل الشكر.
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 11:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة على انبياء الله ورسله.
أولا: جزاك الله خيرا انت كذلك.
¥