تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

داود وجماعة من الحفاظ يذهبون إلى تصحيح هذا الخبر وأنه ليس بمخالف لحديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تقدموا رمضان بيوم ولا يومين)، وهو متفق على صحته.

34 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مَنيعٍ أَخبرنَا يزيدُ بن هارُونَ أَخبرنَا الحجَّاجُ بنُ أَرطأةَ عن يَحيَى بنِ أَبي كَثيرٍ عن عُروَةَ عن عائِشةَ قَالَتْ:

- "فقدتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيلَةً فَخَرَجتُ فإِذَا هُوَ بالبقيعِ، فَقَالَ: أَكنتِ تَخَافينَ أَنْ يَحيفَ الله عَليكِ ورَسُولُهُ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ الله ظَنَنتُ أَنَّكَ أَتَيتَ بعضَ نِسائِكَ، فَقَالَ: إِنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالى يَنزِلُ لَيلَةَ النِّصفُ من شَعبَانَ إلى سماءِ الدُّنيا فيغفرُ لأَكثرَ من عددِ شعرِ غَنَمِ كَلبٍ".

جاء في فضلها أحاديث كثيرة وقد ضعفها أكثر الأئمة وصحح بعضها ابن حبان وكان بعض الأئمة يعظمون هذه الليلة ويجتهدون فيها بالعبادة، وحكي هذا عن خالد بن معدان ومكحول وجماعة وتلقى ذلك عنهم جماعة من عباد أهل البصرة وأنكر ذلك أكثر الأئمة وحكموا على هذا العمل بأنه بدعة منهم فقهاء أهل مكة وعلماء أهل المدينة كمالك وأصحابه، وحكي في هذا الباب عن علماء الشام قولان، ولا يختلف العلماء أن العبادات لا تثبت إلا بأدلة صحيحة ونتعرف على ذلك حتى يكون الحكم على هذه المسألة جلية وواضحة، وقد ذكر الإمام أبو عيسى رحمه الله حديثا وأشار إلى أخر في قوله وفي الباب عن أبي بكر الصديق قال: "حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا الحجاج بن أرطأة عن يحي بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قلت يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب، وفي الباب عن أبي بكر الصديق حديث أبي بكر الصديق", رواه البزار وغيره عن عبد الملك عن مصعب بن أبي ذئب عن القاسم عن محمد عن أبيه أو عمه عن أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه) وقد ضعفه البزار والعقيلي وآخرون وقال العقيلي رحمه الله تعالى: "في النزول ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله ينزل كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له", وهذا الحديث يشمل ليلة النصف من شعبان ويعم غيرها.

قال أبو عيسى حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمدا أي البخاري يقول بضعف هذا الحديث، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في الحجاج: "كان من الحفاظ", قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: "لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة"، وقال النسائي "ليس بالقوي" وقال يعقوب "واهي الحديث في حديثه اضطراب كثير وهو صدوق".

العلة الأولى: في الخبر سوء حفظ الحجاج.

العلة الثانية: في الخبر أن الحجاج بن أرطأة لم يسمع هذا الحديث من يحي بن أبي كثير، وقد قال جماعة من الأئمة عن الحجاج بأنه مدلس، وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى والحجاج لم يسمع من يحيى بن أبي كثير.

العلة الثالثة: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة قاله البخاري وأشار إلى ذلك الحافظ المزي في (تهذيب الكمال).

العلة الرابعة:جاء الحديث في صحيح مسلم من طريق حجاج بن محمد قال حدثني بن جريج عن عبد الله رجل من قريش عن محمد بن قيس بن مخرمة عن عائشة دون آخره (إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان) وهذا موافق لقول الإمام أحمد عن الحجاج في حديثه زيادة على حديث الناس ليس له حديث إلا وفيه زيادة، وقد زاد في هذا الخبر على رواية الحفاظ فهذه أربع علل في هذا الخبر والأحاديث الواردة في الاجتهاد في العبادة ليلة النصف من شعبان أو تخصيص هذه الليلة بقيام من بين الليالي أو تفضيل هذه الليلة على غيرها من الليالي لا يصح من ذلك شيء ولا يصح تحسين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير