- و قال عبد الكريم بن احمد بن شعيب النسائي: " أخبرني أبي (النسائي) قال: [أبو يحيى عبد الأعلى بن حماد النرسي ليس به بأس.] "
- و قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: " عبد الأعلى بن حماد صدوق "
- و قال الحافظ الخليلي: " عبد الأعلى بن حماد النرسي سكن بغداد، ثقة، متفق عليه ... "
- قال ابن عماد في ترجمته: " الحافظ ... " , و كذلك قال الذهبي في تاريخه , و الصفدي في الوافي.
انظر: الجرح و التعديل (29/ 6) , سؤالات بن الجنيد لابن معين (412/ 1) , سؤالات السلمي للدارقطني (15/ 1) , تاريخ الاسلام للذهبي (235/ 17) , تاريخ بغداد (75/ 11) ...
قلت: وقد احتج به الشيخان في صحيحيهما , وروى هذه المتابعة الخطيب في تاريخ بغداد (543/ 13) قال: (أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار الدقاق الشاهد، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري الطوسي قدم علينا، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس للأنصار، وهم يضحكون ويمرحون، فقال: " أكثروا ذكر هاذم اللذات "
هذا اسناد قوي لم أجد فيه علة , ورواها أيضا البيهقي في الشعب (246/ 2 - 247) من طريق أخرى عن بن منجويه عن عبد الاعلى ... به , و الله أعلم.
قلت: وللحديث شواهد أخرى لا تخلوا من مقال ك:
1 - ما رواه ابو نعيم في الحلية (355/ 6) حَدَّثَنا أبو زيد محمد بن جعفر بن علي المنقري بالكوفة حَدَّثَنا علي بن العباس البجلي حَدَّثَنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري حَدَّثَنا عبدالملك بن يزيد حَدَّثَنا مالك ابن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عُمَر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا ذكر هادم اللذات " قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: " الموت " , (ورجاله ثقات إلا عبد الملك بن يزيد قال الذهبي لا يدرى من هو " كذلك قال الشيخ الالباني ").
2 - ما رواه ابو الحسن الازدي في جزء (من حديث مالك بن انس) [وهو مخطوط] (21): حدثنا أبو زيد عمرو بن أحمد ثنا أبو أيوب سليمان بن صلاية الملطي ثنا الحسين بن علي النخعي ثنا ثوبان بن إبراهيم ثنا مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا ذكر هادم اللذات " قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: " الموت " , (وفيه من لم أعرفه).
3 - وما رواه ابو نعيم في اخبار اصبهان , حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سلم الهمذاني، ثنا الحارث بن عبد الله الخازن، ثنا هشيم، عن الكوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى المسجد، فإذا قوم يتحدثون قد علا ضحكهم حديثهم، فوقف وسلم وقال: «اذكروا هاذم اللذات في حديثكم» فقالوا: يا رسول الله وما هاذم اللذات؟ قال: «ملك الموت» (وفيه الكوثر بن حكيم متروك).
4 - وما رواه عبد الله بن المبارك في الزهد (37/ 2) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " أكثروا ذكر هازم اللذات الموت " (وهذا مرسل صالح)
قلت: وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنه , رواه الطبراني في الاوسط (56/ 6) و في الكبير (302/ 11) , و البيهقي في الشعب (137/ 13) , ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (411/ 1) , و الشهاب القضاعي في مسنده (392/ 1 - 393) وغيرهم من طريق القاسم بن محمد الاسدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أكثروا ذكر هاذم اللذات، فإنه لا يكون في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا أجزاه "
قلت: إسناد الطبراني رجاله ثقات إلا القاسم بن محمد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير و ابن ابي حاتم في الجرح و التعديل وسكتا عنه فهو صالح للإعتبار , و الله أعلم.
و الخلاصة: أن الحديث حسن بشواهده إن شاء الله تعالى , فهو ليس في الاصول و لا الاحكام , ولم يخالف أصلا صحيحا بل يوافق ما في كتاب الله , وما يروى عن النبي و الصحابة كأثر ابن مسعود قال: " كفى بالموت واعظا، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلا " وقول ابي الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " من أكثر ذكر الموت قل فرحه، وقل حسده " (الزهد لابن المبارك 37/ 2) , و غيرها من الآثار , ومع ما سردته من شواهد فلا شك أن هذا الحديث يرتقي إلى درجة الحسن بإذن الله , وقد راعيت في سرد الشواهد أن لا استشهد بما أنكره الحفاظ , التزاما بقول إمام الائمة احمد بن حنبل: (الحديث عن الضعفاء قد يحتاج إليه , و المنكر أبدا منكر) [العلل و معرفة الرجال , شؤالات المروذي ص:163] , و الله أعلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بارك الله فيك أبا القاسم البيضاوي.
لكن ثبوت متابعة عبد الأعلى بن حماد بن نصر لمؤمل بن إسمعيل فيه نظر، ففي الإسناد إليه من طريق البيهقي: أبو أحمد النيسابوري الجلودي، قال عنه تلميذه الحاكم في تاريخه فيما نقله عنه الذهبي في السير:محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو أحمد الجلودي، كذا سمى أباه وجده، وقال: هو من كبار عباد الصوفية.
ومن طريق الخطيب في تاريخ بغداد: أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري الطوسي، أورده في تاريخه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ..
وهما لم يذكرا ضمن تلاميذ عبد الأعلى على ما أذكر، فتفردهما عنه بهذه الرواية غير صحيح، فلو كان الإسناد إليه صحيحا وكان فعلا متابعا لمؤمل لما حكم عليه أبو حاتم بأنه باطل.
وأما حديث ابن عمر عند الطبراني ففي إسناده القاسم بن محمد الاسدي، وتفرده عن عبيد الله بن عمر غير محتمل، لأن عبيد الله له أصحاب كثر، فأين أصحابه الثقات عن هذا الحديث؟
الخلاصة: أن تحسين هذا الحديث فيه نظر، وإن كان معناه صحيحا. والله أعلم.
¥