ولأن أهم ركائز تناول كتب التراث هو إخراجها إلى النور محققة تحقيقا علميا - وهذا هو الأمل المرجو - نرى لجنة التحقيق والنشر في المركز تفصح عن هدفها ذلك في تصديرها لاتحاف المسلم للنبهاني فتقول: " أخذ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي على عاتقه ومنذ قيامه أن يسهم في خدمة التراث بما يقدر عليه من خلال أقسامه المتعددة خدمة للعلم والباحثين؛ ذلك أنه كثر في السنوات الأخيرة نشر الكتب التراثية على أيدي غير المتخصصين، الذين لم يلتزموا في تحقيقهم اسلوبا علميا منهجيا، فظهرت في الأسواق طبعات سقيمة لأسفار جليلة المضمون، تطاول أعمال المجلين من المحققين، أدت إلى اختلاط الغث بالسمين وأساءت للمكتبة العربية.
ومن هنا كلف المركز لجنة من الأساتذة الخبراء، أوكل إليها الإشراف على شؤون التحقيق والنظر فيما يقدمه المحققون الأكفياء من أعمال وتقديم الصالح منها للنشر" ()
وقد كان نصيب كتب الحديث كبيرا ومهما، إذ خرج من سلسلة الاصدارات تسعة كتب في الحديث من تسعة وستين كتابا هي ثمرة ما صدر حتى الآن في أربعة عشر
عاما، وهذه هي الاصدارات على حسب الترتيب الزمني لصدورها:
1 - مشيخة أبي المواهب الحنبلي محمد بن عبد الباقي الحنبلي البعلي الدمشقي (1044 - 1126) هـ تحقيق: محمد مطيع الحافظ، الطبعة الأولى 1990م عن دار الفكر في 107ص مزودة بفهارس علمية في 45ص، ولندع المحقق يحدثنا عن الكتاب فيقول: " ومشيخة أبي المواهب هذه صورة توضح لنا ثقافة العصر، وتبين المنهاج العلمي الذي يتبعه طالب العلم في تحصيله، وتذكر الكتب التي يقرئها العلماء لطلابهم في مجالسهم العامة والخاصة.
ثم إنها تعرفنا الكتب الوفيرة التي تلقاها أبو المواهب عن شيوخه قراءة فهم وإتقان، وإذ ذاك ندرك مكانة أبي المواهب الذي استطاع أن يجمع ويحصل ويتقن هذه الكتب، ثم يعمل بما فيها، ثم يعلمها للناس، فيخرج جيلا من العلماء يتابعون السير على طريق العلم يحملون مشاعله النيرة الهادية" ()
2 - إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من أحاديث البخاري ومسلم، للشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني (1265 - 1350هـ) قرأه وضبط نصوصه مأمون الصاغرجي، وقدم له عبد القادر الأرناؤوط، الطبعة الأولى 1991م عن دار الفكر، في 585 ص مزودة بفهارس في 60ص، ولنستمع للمحقق يحدثنا عن عمله فيقول: " وبعد فهذا مختصر في الترغيب والترهيب، اختاره النبهاني – رحمه الله – من أصح الأحاديث الصحيحة في بابته، مما أورده الحافظ المنذري في كتابه الترغيب والترهيب، واقتصر فيه على ما رواه البخاري ومسلم – أو أحدهما في صحيحيهما، فقمت بشرحه شرحا وافيا شافيا يقرب معناه، ويعين على فهم مرماه، ليفيد منه القراء على اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم، شاديهم وعالمهم، يكون للشادي نبراسا، وللعالم عونا وذكرى؛ وعولت في هذا الشرح على العلماء الثقات ... وقدمت لهذا الشرح كلمة بينت فيها معنى الترغيب والترهيب لغة واصطلاحاً، وأظهرت ما اشتمل عليه نهج الإسلام من أسلوب الترغيب والترهيب في القرآن والحديث، ومدى تأثير هذا النهج في تقويم النفس المؤمنة .. " ()
3 - كشف المغطى في فضل الموطا، للحافظ ابن عساكر ت 471هـ، تحقيق محمد مطيع الحافظ، الطبعة الأولى 1992م عن دار الفكر في 79ص و43ص فهارس علمية، ولنقف على ما وصف به المحقق كتابه وعمله إذ يقول: " وفضائل الموطأ قد تعز على الحصر، فبدت للعلماء المهتمين بالحديث الشريف وعلومه، فسودوا فيها الصفحات ووضعوا المؤلفات، ولعل أشهرها كتاب كشف المغطى في فضل الموطا، للحافظ ابن عساكر، وقد جمعه كعادته بالتلقي عن شيوخه مع السند إلى أصحاب الأخبار، وهذا ما يتميز به ابن عساكر في كتابه الذي غدا منهلا لكل من ترجم للإمام مالك، وتكلم عن كتابه الموطا.
فعمدت إلى إخراجه ضاما إليه مقدمة في ترجمة الإمام مالك رضي الله ومؤلفاته، ومعرفاً بروايات الموطأ وأصحابها، ونسخه وشروحه، وترجمة ابن عساكر، وما يتعلق بمنهج التحقيق" ()
4 - الاخلاص والنية، لابن أبي الدنيا، أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي (208 - 281هـ)، حققه وعلق عليه إياد خالد الطباع، الطبعة الأولى 1992م، عن دار البشائر في 76ص و16ص فهارس، ولنبقى مع محققه وهو يصف
¥