جزاكم الله خيرا يا أحبابي، وأكرم الله تلميذ الأزهر الذي نقلت منه. هو يستحق الدعاء.
أريد التنبيه على أمر قد لا ننتبه له نحن بعض طلبة العلم، وهو أننا قد نأتي إلى بعض النصوص الشرعية المقدسة فنورد في أنفسنا الأسئلة العقلية عليها.
هذا جيّد إن كان ما نتفكّر فيه هو المقصود الأول من نص الشارع - سبحانه - العليم.
مثالا: قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم))
هذا النص: المقصود الأول منه: الترغيب في التوكّل على الله والإقدام على جهاد الكفار ونصرة الله.
فلا بأس في التمحيص والتفكّر: في تعداد الأشياء التي نستطيع أن ننصر الله بها. (أسئلة عقلية)
فنحن في هذه الحالة نأتي بالمراد الأول من هذا النص.
أما كيف ينصرنا الله؟ وكيف تكون الأساليب التي سينصرنا الله بها في هذا الزمان؟
فهذه أسئلة إن لم نعرف جوابها: فلسنا مقصّرين حينئذ في فهم هذه الآية، ولسنا مطالبين بفهمه في هذه الآية قط.
لأن المقصود من ترغيب الآية قد عُمِل به.
وهذا ما كان يبغيه الصحابة رضي الله عنهم، فلا يألون جهداً في العمل بمراد الله من إنزال هذه الآية. رجاء نصر الله لهم
أما معرفة تفاصيل نصرة الله لنا، فهذه ستعرفها يا قارئ القرآن مع كثرة قراءة القرآن.
فستأتي آيات توضّح لك ذلك إن شاء الله.
سنأتي الآن ونطبّق هذه القاعدة في حديث الترغيب في قيام الليل،،
هذا الحديث، المقصود الأول منه ما هو؟
هو الترغيب في قيام الليل.
بالإخبار بنزول ربنا سبحانه وتعالى، وتفضله على الناس بقوله: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟
هذا ترغيب شديد شديد، انظروا: الله قريب في هذا الوقت، افعلوا ما تقدرون عليه، هيا.
انظروا حال بعض طلبة العلم الشرعي (ومنهم أنا فأنا لا أقوم الليل، أقوم بركعة واحدة فقط)،
لا نفعل كما يفعل الصحابة.
يهبّون رضي الله عنهم في الليل لأجل نزول ربهم الذي أخبر به نبيهم عليه الصلاة والسلام.
كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون.
أما حالي فمختلف. فأنا أكتب الآن في الثلث الأخير
فنسأل الله أن يعيننا للعمل بما أنزل ورغّب.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي وامر قيام الليل هذا اسال الله عزوجل ان يعيينني واياك عليه فهو فعلا شرف المؤمن
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:49 م]ـ
أحسن الله إليك أخينا حمد
جزاك الله عنا كل خير
ـ[السيد رضا]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:47 ص]ـ
الأخوة الكرام .... يرجى مراجعة شرح حديث النزول لشيخ الاسلام ففيه رد عقلى على الوسوسة التى طافت بعقل أخى فهد ... ولضيق الوقت لم استطع نقله ...
وما أحسن قول الخ الذى قال ((هذا وقد أجمع العلماء من سلف الأمة ومن بعدهم، على أن القاعدة العامة التي تضبط هذا الباب الجليل، هي التي أطلقها الإمام مالك رحمه الله، إمام دار الهجرة، عندما سأله سائل عن استواء الله على عرشه، فقال قولته المشهورة: (الاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة) وكذلك يقال في كل صفات الله تعالى الواردة في الكتاب والسنة.))
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:04 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا. وهذا تعليق سابق قد طرحته في المنتدى قبل سنة أو أكثر لعل الله ينفع به.
أقول وبالله أستعين
(النزول) و (عدم الخلو) ليسا نقيضان أصلاً حتى نقول لا يجتمعان، ولا يحصل الإشكال إلا عند اجتماع نقيضين حقيقيين كما لو قلنا (نزول) و (وارتفاع) أو كمن يقول:"سميع لكن ليس له سمع" (لأن هذا الأخير جمع بين الوجود والعدم) وغيرها ممّا يماثلها. ولمّا كانا غير نقيضان لم يكن اجتماعهما من محالات العقول وإنما من محاراتها وقد وجدت محارات عقلية في عالم الشهادة في قراءات لي متفرقة عن الفيزياء الكمومية، وهي ثابتة بالحساب الرياضي (أي أنها لم تخالف العقل وإن كان ليس لها وجود حقيقي في الخارج، وما ثبت بالحساب الرياضي فقد ثبتت صحته في نفسه ولا يلزم ثبوت صحة وجوده) هذا فيما يتعلق بالمواد غير العاقلة فكيف بالله تعالى الذي ليس كمثله شيء؟.
ولذلك عقلاً - على وجه التقريب - يمكن اجتماع النزول وعدم الخلو، فلو كنت أنا جالساً على كرسي - ولله المثل الأعلى - ويوجد في الأرض شيء أريد أن التقطه فإنه يمكنني النزول لإلتقاطه مع بقائي في الكرسي. هذا طبعاً تقريب لأذهاننا الفقيرة. أوليس الله الذي ليس كمثله شيء وله المثل الأعلى أولى بذلك على الوجه اللائق به.
ولذلك فأنسب ما يقابل "الخلو" هو "عدم الخلو" وليس "النزول" أو قل وجوده تعالى على العرش وعدم وجوده عليه في وقت احد، لو قيل بهذا نقول محال لأنه جمع بين ما لا يجتمع وهذا - لو فرّقنا بين لوازم معنى النزول ولوازم معنى الخلو - غير متحقق في الجمع بين "النزول" و "عدم الخلو".
=============
تنبيه: لاحظوا هذا الأثر: حدث أحمد بن موسى بن بريدة، عن أحمد بن عبد الله بن محمد بن بشير، عن الترمذي: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: اجتمعت الجهمية إلى عبد الله بن طاهر يوماً، فقالوا له: "أيها الأمير، إنك تقدم إسحاق وتكرمه وتعظمه، وهو كافر يزعم أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ويخلو منه العرش".
الملاحظة: لاحظوا كيف أقحم المبتدعة خلو العرش وجعلوه من لوازم النزول وهذا خطأ من الأصل. إذاً فالخلاصة هي في معرفة المتناقضات الحقيقية لأن هذا يساعدنا في التفريق بين اللوازم الممكنة وغير الممكنة، وعليه يسهل الجواب ويتيسر الجمع.
¥