تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذكر ترجيح الألباني كونه خطأ من الناسخ وأن الصواب حميد بن عبد الله بأربعة مرجحات وردها مجوزا كون ابن عبد الرحمن يروي الحديث أيضا معللا ذلك بأنه في نفس طبقة ابن عبد الله المدني أو المزني وهذا مجرد تخمين لا يقوم على ساق.

وأعيد صياغة مرجحات الشيخ الألباني مع مرجحات أخرى.

سمي الراوي عن عبادة في رواية عبد الوهاب بن نجدة الحوطي عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو (حميد بن عبد الرحمن) عند ابن منده وابن أبي عاصم

وعند الطبراني في مسند الشاميين عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي أيضا عن إسماعيل بن عياش عن صفوان عن حميد بن عبد الله. وتابع إسماعيل بن عياش الوليد بن مسلم, وتابع صفوان على ذلك الأحموسي عند الطبري.وتابع ابن عياش أبو المغيرة عند الطبري أيضا في جميعها عن حميد بن عبد الله.

أن السيوطي أورده في الدر المنثور من رواية الحكيم الترمذي وابن مردويه عن حميد بن عبد الله.

الدليل الثاني والثالث

عمل الأنبياء والنبي ? بالرؤى

قلت: قال ابن عباس: (رؤيا الأنبياء وحي)

قال: فإن قلت: إن دليل تخصيص النبي بجواز العمل بالرؤى هو قول ابن عباس (رؤيا الأنبياء وحي) , فهو دال بمفهومه على أن رؤيا غيرهم ليست وحيا:

قلنا: هذا فهم لا تحسد عليه, وليس لك فيه سلف ولا خلف ... ومفهوم المخالفة يا عزيزي لا يحتج به إذا كان يقابله المنطوق, وهو الأحاديث الدالة على أن المبشرات جزء من النبوة.

قلت: بل هو فهم يغبط عليه, ولا ينتبه إليه مثلك. فقد قال به جمع من الأذكياء. ومن أدلتهم على خصوصية كون الرؤيا حقا بالأنبياء ما رواه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 294) عن معمر عن عوف عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن حصين قال:قال رسول الله فلا أدري أقال في المنام أم لا ,و (كان منامه وحيا): رأيت كأن رجلا شق أحد شدقيه ... ) وقوله ?: (إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا) .. قال ابن عبد البر في التمهيد (21/ 73) عقب ذكره لهذا الحديث: (ولهذا قال ابن عباس وغيره من العلماء: (رؤيا الأنبياء وحي).وقال الزرقاني فيه أيضا في شرحه للموطأ (1/ 352): (ولذا قال ابن عباس وغيره من العلماء: (رؤيا الأنبياء وحي) ولو سلط النوم على قلوبهم كانت رؤياهم كرؤيا من سواهم, ولذا كان ينام حتى ينفخ ويسمع غطيطه ثم يصلي ولا يتوضأ لأن الوضوء إنما يجب بغلبة النوم على القلب لا على العين).قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرح حديث رؤيا النبي ? صورة عائشة في سرقة من حرير: (رؤيا الأنبياء وحي, وعصمتهم في المنام كاليقظة).

وقول ابن عباس تعليل لوجوب تصديقهم لرؤاهم. وقد روى البخاري عن عائشة قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح).أي أن ما كانوا يرونه في منامهم وحي كوحي اليقظة. وقد قال النبي ? كما في صحيح مسلم: (لست كمثلكم). قال ابن العربي في أحكامه: (اِعلم أن رؤيا الأنبياء وحي فما ألقي إليهم ونفث به الملك في روعهم وضرب المثل له عليهم فهو حق).

وأما قولك: (ومفهوم المخالفة يا عزيزي لا يحتج به إذا كان يقابله المنطوق, وهو الأحاديث الدالة على أن المبشرات جزء من النبوة).فخطأ. فليس هناك تعارض بينهما. إذ شرط صحة القول بتعارضهما اتحاد موردهما, وهذا مالم ينتبه إليه ابن الأزرق, فمفهوم أثر ابن عباس يدل على أن رؤيا غير الأنبياء ليست وحيا. ومنطوق تلك الأحاديث يدل على أن الرؤيا جزء من النبوة. وقد بينا أن هذا لا يعني كون الرؤيا نبوة مطلقا, وأظنك لا تعرف ما تقول, فقصد ابن عباس بقوله (وحي) أي حق يعمل به لصدقه لأنه من الله, ولا يجوز لأحد غيرهم أن يعتبر رؤياه مجردة في الأحكام والغيبيات. ويفسر هذا قول قتادة في قوله تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُك) (الصافات: من الآية102): (رؤيا الأنبياء حق إذا رأوا في المنام شيئا فعلوه).فهل يجوز لأحد ذبح ابنه لرؤيا رآها تشبه رؤيا إبراهيم عليه السلام, اللهم لا, وهذا هو الفرق بين رؤيا الأنبياء ورؤيا غيرهم. قال ابن حزم رحمه الله تعالى في الفصل (3/ 190): (وأما رؤيا غير الأبياء فقد تكذب وقد تصدق, إلا أنه لا يقطع على صحة شيء منه إلا بعد ظهور صحته, حاشى الأنبياء فإنها كلها مقطوع على صحته).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير