تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

«عقبة بن شداد بن أُمية، عن عبد الله بن مسعود، روى عنه عبد الله بن سلمة الرَّبَعِي، ليس يُعرف عقبة إلا بهذا،وعبد الله بن سلمة منكر الحديث» ()، ثم أسند له حديثاً.

قلت: قوله: «ليس يُعرف عقبة إلا بهذا».

هذا فيه نظر، فقد رد هذا الحافظ، بتخريج أبي داود عنه حديثاً آخر في سننه، في الأدب، من طريق يحيى بن سُليم بن يزيد، عن عقبة بن شداد، ثم قال الحافظ: «وهذا الحديث الذي ذكره أبو داود، يرد على إطلاق العقيلي. وقد خرج عُقبة عن الجهالة، برواية اثنين عنه» ().

وهذا أيضاً فيه رد على الحافظ الذهبي بقوله عنه: «لا يُعرف».

ومما ينبه عليه أن الحافظ المزي لم يترجم لعقبة بن شداد، قال الحافظ: «وأخرج أبو داود لعقبة بن شداد، ولم يترجم له المزي، بل أحال به على ترجمة الراوي عنه يحيى بن سُلَيم بن يزيد، ثم لم يترجمه في ترجمة يحيى! وقد استدركته في «تهذيب التهذيب» ().

ومما ينبه عليه أيضاً أن الحافظ في (تهذيب التهذيب) () و كذا في (تقريب التهذيب) () وهم؛ حيث جعل قول العقيلي «منكر الحديث» في حق عقبة بن شداد، وهو إنما قاله في عبد الله بن سَلَمة الرَّبَعِي، علماً أن الحافظ لم يَهم في (اللسان) ().

3 – قال الشيخ: «عبد الله بن مالك بن سليمان السَّعدِي، آخر. عن أبيه، عن أبي الأحوص عن سلمة بن وَرْدان، عن أنس بن مالك مرفوعاً:

«صنفان من أُمتي لا تنالهما شفاعتي: «المرجئة والقدرية…» () الحديث أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» ونقل عن الدارقطني، أنه قال: ما حدث بهذا الحديث سَلَمة، ولا يُعرف عنه، إلا من رواية عبد الله بن مالك، عن أبيه،

وعبد الله وأبوه من خبثاء المرجئة. قال أبو حاتم بن حبان: مالك يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات (). انتهى».

قلت: حديث: «صِنفانِ من أُمتي لا تنالهما شَفاعتي…».

أخرجه ابن حبان ()، والجورقاني ()، وابن الجوزي ()، من طريق عبد الله ابن مالك بن سليمان السَّعدي، عن أبيه، عن أبي الأحوص سَلاَّم بن سليم به.

وأورده السيوطي ()،وابن عرَّاق ()، والشوكاني ()، في الموضوعات. وتمام الحديث:

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«صنفان من أُمتي لا تنالهما شفاعتي: المرجئة والقدرية، قيل يا رسول الله فمن القدرية؟ قال: قوم يقولون: لا قدر، قيل: فمن المرجئة؟ قال: قوم يكونون في آخر الزمان، إذا سئلوا عن الإيمان، يقولون:نحن مؤمنون إن شاء الله» هذا لفظ الجورقاني.

ثم قال الجورقاني عقبه:

«هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات، منها سلمة بن وَرْدان، قال محمد بن المثنى:كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي: لا يحدثان عن سفيان، عن سلمة بن وردان، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال أبي: سَلمة بن وَردان منكر الحديث، ضعيف الحديث، وقال يحيى بن معين: سَلمة بن وَردان مدني ليس بشيء، وعبد الله بن مالك، وأبوه مالك بن سليمان مجهولان…» ().

وقال ابن حبان عن سلمة بن وردان:

«كان يروي عن أنس بأشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات، كأنه كان كبر وحطمه السن، فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به» ().

4 – قال الشيخ: «عبد الله بن هَلاَّل النَحَوي الضرير، روى عنه عمر بن أحمد ابن نعيم وكيل المُتَّقِي، مجهولان، ذكرهما ابن كثير» ().

قلت: حَكَمَ الشيخ عليهما بالجهالة أخذاً من عدم معرفة الحافظ المزي لهما، عندما سأله الحافظ ابن كثير في تفسيره.

قال الحافظ ابن كثير: «قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ـ أي الحاكم ـ، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن نُعيم ـ وكيل المُتَّقِي ببغداد ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن هَلاَّل النحوي الضرير، حدثنا علي بن عمرو الأنصاري حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ما جَمَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط، إلا بيتاً واحداً.

تَفَاءلْ بما تَهْوَى يَكُنْ فَلَقَلَّمَا

يُقَالُ لشيءٍ كان إلا تَحَقَّقا

سألت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث، فقال: هو منكر. ولم يَعرف شيخ الحاكم، ولا الضرير» ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير