[فوائد مختارة من تفسير السعدي رحمه الله]
ـ[همام النجدي]ــــــــ[30 - 07 - 10, 04:42 م]ـ
بقلم الشيخ / سليمان بن محمد اللهيميد
1 - قوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر.
2 - قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
وذكر (الاستعانة) بعد (العبادة) مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى، فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر واجتناب النواهي.
3 - قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد، ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك.
4 - قوله تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}.
وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر، إنما الشأن في الإيمان بالغيب، الذي لم نره ولم نشاهده، وإنما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله، فهذا الإيمان الذي يُميّز به المسلم من الكافر.
5 - قوله تعالى {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ}.
ولم يقل: يفعلون الصلاة، أو يأتون بالصلاة، لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة، فإقامة الصلاة، إقامتها ظاهراً بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، وإقامتها باطناً بإقامة روحها، وهو حضور القلب فيها، وتدبر ما يقوله ويفعله منها فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها {إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
6 - قوله تعالى {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
في قوله (رَزَقْنَاهُمْ) إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوتكم وملككم، وإنما هي رزق الله الذي خوّلكم، وأنعم به عليكم.
7 - قوله تعالى {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
وكثيراً ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن، لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود، والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق.
8 - قوله تعالى {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}.
والآخرة: اسم لما يكون بعد الموت، وخصه بالذكر بعد العموم، لأن الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان، لأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل.
9 - قوله تعالى {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
والفلاح: هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب.
10 - قوله تعالى {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا}.
والمخادعة: أن يظهر المخادع لمن يخادعه شيئاً ويبطن خلافه، لكي يتمكن من مقصوده ممن يخادع. (42).
11 - قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ}.
وإنما كان العمل بالمعاصي في الأرض إفساداً، لأنه يتضمن فساد ما على وجه الأرض من الحبوب والثمار والأحجار والنبات، بما يحصل فيها من الآفات بسبب المعاصي.
12 - قوله تعالى {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ}.
ووصفت أعمال الخير بالصالحات، لأن بها تصلح أحوال العبد، وأمور دينه ودنياه.
قوله تعالى {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ}.
فلم يقل (مطهرة من العيب الفلاني) ليشمل جميع أنواع التطهير، فهن مطهرات الأخلاق، مطهرات الخلق، مطهرات اللسان، مطهرات الأبصار.
13 - قوله تعالى {هوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
كثيراً ما يقرن تعالى بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} لأن خلقه للمخلوقات أدل دليل على علمه وحكمته وقدرته. (48).
14 - قوله تعالى (قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ).
فيه فضيلة العلم من وجوه:
منها: أن الله تعرف لملائكته بعلمه وحكمته.
ومنها: أن الله عرفهم فضل آدم بالعلم، وأنه أفضل صفة تكون بالعلم.
ومنها: أن الله أمرهم بالسجود لآدم إكراماً له لما بان فضل علمه
تمت بحمد الله
مجلة رياض المتقين