[بحث في التكرير]
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[25 - 07 - 10, 03:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[بحث في التكرير]
أعده
بنت عبد الرحيم آل سليمان
اعتنى بنشره
محمد جلال القصاص
(زوجها)
يوجد في المرفق نسخة ووورد، وبي دي إف.
التكرير
لغة:إعادة الشيء، وأقل الإعادة مرة.
واصطلاحا: ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف.
حرفه: هو الراء فقط.
وسمي بذلك لارتعاد طرف اللسان عند النطق به.
أقوال العلماء في تكرير الراء
أرصد ثلاثة أقوالٍ للعلماء في تكرير الراء حال استعراض أقوالهم في التكرير في كتبهم، أعرضها وأعلق عليها.
القول الأول: يرفض التكرير في الراء، ويقول بأن هذه الصفة تعرف لتجتنب لا ليعمل بها عكس باقي الصفات، ويرى أن معنى وصف الراء بالتكرير أنها قابلة له وليس المراد منه الإتيان به.
وممن ذهب إلى هذا القول الشيخ المرصفي في هداية القارئ، يقول: (ومعنى وَصْف الراء بالتكرير أنها قابلة له وليس المراد منه الإتيان به كما هو ظاهر وإنما المراد به التحرز منه واجتنابه وخاصة إذا كانت الراء مشددة فالواجب على القارئ حينئذ إخفاء هذا التكرير لأنه متى أظهره فقد جعل من الراء المشددة راءات ومن المخففة راءين والتكرير في المشددة أحوج إلى الإخفاء من التكرير في المخففة. ولهذا أمر الحافظ ابن الجزري في المقدمة بإخفاء تكرير المشدد بقوله:
... ... ... ... وأخْفِ تكريراً إذا تُشَدَّدُ
وخلاصة القول أن الغرض من معرفة صفة التكرير للراء ترك العمل به عكس ما تقدم في الصفات وما هو آت بعد إذ الغرض منها العمل بمقتضاها. وطريقة إخفاء التكرير في الراء كما قال الجعبري إنه يلصق اللافظ ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقاً محكماً مرة واحدة بحيث لا يرتعد لأنه متى ارتعد حدث من كل مرة راء) [1]
وممن قال بهذا القول (ملا على القاري) [2] في كتابه (المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية) حيث قال (ومعنى قولهم إن الراء مكرر هو أن الراء له قبول التكرار لارتعاد طرف اللسان به عند التلفظ كقولهم لغير الضاحك إنسان ضاحك يعني أنه قابل للضحك وفي الجعل إشارة إلى ذلك ... ) [3]
وممن قال بذلك الشيخ الضباع في كتابه منحة ذي الجلال، يقول (التكرير هو عبارة قبول "الراء "للتكرير لارتعاد طرف اللسان عند النطق به. وهذه الصفة تعرف لتجتنب لا ليعمل بها ([4]
وممن قال بهذا القول أيضاً الدكتور محمد عصام مفلح القضاة في (الواضح في أحكام التجويد) [5]، وحسام الدين الكيلاني في (البيان في أحكام تجويد القرءان) [6]
القول الثاني: نأتي بالتكرير ونجتنب الزيادة فيه.
فعند القائلين بهذا القول أن التكرير صفة ملازمة لحرف الراء يأتي معها حين النطق بها ولا سبيل للتخلص منه، ولكن يجب التحرز من الزيادة فيه. فليس المقصود بإخفاء التكرير ـ عندهم ـ إعدام الصفة بالكلية.
يقولون بأن إخفاء الصفة (التكرير) بالكلية يؤدي إلى حصر الصوت، وبالتالي تخرج الراء كالطاء،كما أنه يجعل الراء شديدة وهي حرف بَيْنِيّ، وذهب إلى هذا القول الإمام مكي بن أبي طالب القيسي في كتاب (الرعاية) حيث قال: (والحرف المكرر هو الراء سمي بذلك،لأنه يتكرر على اللسان عند النطق به، كأن طرف اللسان يرتعد به، وأظهر ما يكون ذلك إذا كانت الراء مشددة، ولابد في القراءة من إخفاء التكرير، والتكرير الذي في الراء من الصفات التي تقوي الحرف، والراء حرف قوي للتكرير الذي فيه، وهو حرف شديد أيضاً، وقد جرى فيه الصوت لتكرره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة لذلك) [7]
ومعنى قوله (ولابد في القراءة من إخفاء التكرير) يعني التكرير الزائد، يدل على ذلك قوله (والراء حرف قوي للتكرير الذي فيه، وهو حرف شديد أيضاً، وقد جرى فيه الصوت لتكرره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة لذلك)
¥