[بحث في القلقلة]
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[22 - 07 - 10, 12:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[بحث في القلقلة]
أعدته
بنت عبد الرحيم آل سليمان
اعتنى بنشره
محمد جلال القصاص
(زوجها)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ
تعريف القلقلة
لغة: اضطراب الشيء وتحركه [1]
واصطلاحا: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف حتى يسمع له صوتاً عالياً (نبرة قوية).
توضيح:
القلقلة تكون مصحوبة بصوتٍ قويٍ زائدٍ حين النطق بحرفٍ من حروفها، حال الوصل وحال الوقف. وهذا واضح في تعريف أئمة علم التجويد لها.
يقول الإمام المحقق مكي بن أبي طالب [2] معرفاً القلقلة: (ظهور صوت يشبه النبرة عند الوقف عليهن [أي حروف القلقلة]، وإرادة إتمام النطق بهن، فذلك الصوت في الوقف عليهن أبين منه في الوصل بهن، وقد قال الخليل بن أحمد ـ والكلام للإمام مكي بن أبي طالب ـ القلقلة شدة الصوت فكأن الصوت يشتد عند الوقف على القاف فسميت بذلك لهذا المعنى) [3]
فلاحظ أن الإمام مكي بن أبي طالب يتحدث عن صوتٍ قوي يظهر حال النطق بالحرف ويدعم رأيه بتعريف الخليل بن أحمد.
وعرفها الشيخ المرصفي [4] في هداية القاري بأنها (اضطراب اللسان بالحرف عند النطق به ساكناً حتى يسمع له نبرة قوية) [5].
يتحدث أيضاً عن صوتٍ قويٍ يظهر حال النطق. بيد أن تعريف الشيخ المرصفي للقلقلة فيه ملحوظتان الأولى: أنه قال (اضطراب اللسان) وهذا اللفظ غير منضبط لأن الباء تخرج من الشفتين ولا عمل للسان فيها وهي من حروف القلقلة.
الثانية:أنه يرى أن الساكن فيه أصل القلقلة فكان عليه أن لا يقيده بحالة السكون ليوافق تعريفه لها مذهبه فيها [6].
وعرفها ابن الجزري [7]ـ رحمه الله ـ بأنها ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونهن في الوقف وغيره لزيادة إتمام النطق بهن. فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن. وهو في الوقف أمكن، وأصل هذه الحروف القاف لأنه لا يقدر أن يؤتى به ساكناً إلا مع صوت زائد لشدة استعلائه. [8]
وهذا التعريف للقلقلة يشير إلى أن القلقلة تظهر مع الساكن وأن المتحرك فيه أصل القلقلة ولا تظهر فيه وذلك في قوله (فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن)
والدكتور أيمن سويد يعرفها بأنها إخراج الحرف المقلقل ـ حالة سكونه ـ بالتباعد بين طرفي عضو النطق دون أن يصاحبه شائبة حركة من الحركات الثلاث. ([9])
ثم بيَّن ذلك بأن الحروف الساكنة ما عدا حروف المد تخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق، وأن الحروف المتحركة تخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق ويصاحب الحرف المفتوح انفتاح ما بين الفكين، ويصاحب الحرف المضموم انضمام للفم، ويصاحب الحرف المكسور انخفاض الفك السفلى.
وتخرج أحرف القلقلة الساكنة عن القاعدة فتخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق مشبهة في ذلك الحروف المتحركة لكن دون أن يصاحبها انفتاح للفم، ولا انضمام للشفتين، ولا انخفاض للفك السفلى [10].
وهذا التعريف الأخير يشير إلى رأي الدكتور أيمن في كيفية أداء القلقلة وأنها تكون ساكنة لا يشوبها أي حركة كما يشير أن القلقلة تكون حالة سكون الحرف دون حركته.
وفي هاتين المسألتين (سكون القلقلة، وكونها حال سكون الحرف دون حركته) تفصيل نأتي عليه بعد قليل إن شاء الله وبحوله وقوته.
حروف القلقلة:
خمسة أحرف مجموعة في لفظ"قطب جد"، وقد أشار ابن الجزري إلى صفة القلقلة في منظومة المقدمة بقوله:
.............................. قَلْقَلَةٌ قُطْبُ جَدٍّ .......
سبب التسمية [11]
1ـ لأنك إذا وقفت عليها تقلقل المخرج حتى يُسمع عند الوقف على الحرف نبرة قوية (صوتاً عالياً).
2ـ لأن صوتها صوت أشد الحروف أخذاً من القلقلة التي هي صوت الأشياء اليابسة.
3ـ لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم يخرج إلى شبه التحريك يشبه أمرها من قولهم قلقله إذا حركه.
سبب القلقلة
¥