تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شرح الشيخ المقرئ محمد السحابي -حفظه الله- شرح على مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن]

ـ[المورسلي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:02 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، أما بعد:

فهذا شرح على مورد الظمآن، في رسم وضبط القرآن، للعلامة الأستاذ أبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الأموي الشريشي الخراز المتوفى سنة 718، وهو شرح مختصر حسب الإمكان مع النقل من أصول النظم التي اعتمدها المؤلف رحمه الله، وهي المقنع للحافظ أبي عمرو الداني، وكتاب التبيين وهو ما يسمى عند أهل المغرب بكتاب التنزيل للإمام أبي داوود سليمان بن نجاح ونظم العقيلة للإمام الشاطبي والتي جعلها نظما للمقنع، واعتمدنا أيضا على بعض شروح النظم، وقد جعلناه دروسا لطلبة مدرسة التوحيد القرآنية، مع علمنا أن هذا العلم أضحى في طي النسيان لضعف الاهتمام به، فهو من العلوم التي كادت أن تدرس في هذا الزمان، وبسبب عدم الاعتناء به صارت الأخطاء في المصاحف التي تطبع، وذلك أن كل علم قلّ رجاله ظهر زعماؤه وأدعياؤه، فرأينا الحاجة بل الضرورة إلى إحياء هذا العلم ونشره حسب الاستطاعة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لإتمام هذا الشرح وتدريسه، والله ولي ذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ترجمة المؤلف:

هو العلامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الأموي الشريشي أصله من شريش مدينة بالعدوة الأندلسية، سكن مدينة فاس وتوفي بها، ودفن فيها، كان إماما في قراءة نافع مقدما فيها، وإماما في الضبط والرسم عارفا بعللهما وأصولهما، له تواليف فيهما، من أجلها هذا النظم، وله نظم قبل هذا سماه "عمدة البيان" وله أيضا تأليف منثور مثل مورد الظمآن، قال الشيخ عبد الواحد بن عاشر [1] ( http://ahlalhdeeth.cc/vb/#_ftn1): رأيته وطالعته، وله شرح على الحصرية [2] ( http://ahlalhdeeth.cc/vb/#_ftn2) وتواليف أخرى فقد فتح له في التأليف، وكان يعلم الصبيان بمدينة فاس، ونظمه هذا ذائع الصيت حيث اهتم به العلماء غاية الاهتمام ووضعوا له شروحا كثيرة يطول ذكرها، منها "فتح المنان" للشيخ عبد الواحد بن عاشر المتوفى سنة 1040 "وتنبيه العطشان على مورد الظمآن" للعلامة الحسين بن علي بن محمد الرجراجي الشوشاوي المتوفى سنة 899، و"التبيان في شرح مورد الظمآن" للعلامة عبد الله بن عمر بن آجطا الصنهاجي [3] ( http://ahlalhdeeth.cc/vb/#_ftn3)، وغير ذلك كثير.

قال الناظم رحمه الله:

الحمد لله العظيم المنن ومُرسل الرسل بأهدى سَنَن

الحمد هو الثناء لغة على وجه التعظيم، ويقول علماء اللغة هو خاص باللسان وإطلاق الحمد على غيره إنما هو باعتبار ترجمته، أعني ما يعبر عنه، والحمد قالوا أعم من الشكر، و"ال" في الحمد لتعريف الحقيقة، ومعنى جملة الحمد الخبر عن الله تعالى باستحقاقه الاتصاف بكل جميل، ومعنى الحمد لله، الشكر له، لكن الشكر لا يكون إلا مكافأة كأن يحسن إليك شخص فتقول شكرت له فعله، ولا تقول حمدت له، فالشكر يوضع موضع الحمد، والحمد لا يوضع موضع الشكر، "للهّ جر باللام الزائدة لأن الأصل "الله" بلامين ثم دخلت لام الملك، وتسمى لام التحقيق أي استحق الله الحمد، وهي أيضا للاختصاص، والله اسم الجلالة علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، وقد افتتح الناظم رحمه الله بالحمد لله اقتداء بالقرآن الكريم، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الحمد تملأ الميزان، وأخرج بن ماجه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة بلفظ: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع" وأخرجه أبو داوود أيضا، وهو حديث حسن صحيح.

و"العظيم" صفة لله وهو صفة مشبهة أضيفت لفاعلها في المعنى، والتقدير: الذي عظمت مننه، والمنن جمع منة، وهي العطية، أي العظيم عطاياه، و"مرسل" صفة فعل الله، بمعنى باعث، عطف على العظيم، وقد أضيفت إلى الرسل، والرسل بتسكين السين تخفيفا، وهو جمع رسول، بمعنى مرسل، وباء "بأهدى" للمصاحبة، وأهدى أفعل تفضيل، بمعنى أدل، وصف على أصل السنن، لكن أضيف إليه و"السنن" بفتح السين والنون وبضمهما بمعنى الطريق والحجة، أي: وباعث الرسل مع طريق أدل وأرشد، ثم قال رحمه الله:

ليبلغوا الدعوة للعباد ويوضحوا مهايع الإرشاد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير