تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما وجه الإعجاز في كلمة قرية ومدينة في سورة الكهف]

ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[19 - 05 - 08, 01:27 ص]ـ

في سورة الكهف قال تعالى في قصّة موسى عليه السلام والخضر " حتّى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها. . " وقال بعد ذلك " أمّا الجدار فكان لغلامين في المدينة. . . " فما وجه الإعجاز في ذلك , ومن قال به؟

ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[21 - 05 - 08, 10:07 م]ـ

أخي الحبيب: جزاك الله خيراً وزادك حرصاً على طاعته

هذا يُسمى المشترك اللفظي وهو من الكلمات المترادفة يُؤتى به من باب التفنن البلاغي؛ حتى لا يمل السامع أو القارئ

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره:

((

في هذه الآية دليل على إطلاق القرية على المدينة؛ لأنه قال أولا {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ} [الكهف:77] وقال هاهنا: {فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ} كما قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ} [محمد:13]، {وَقَالُوا لَوْلا نزلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف:31] يعني: مكة والطائف.)) أهـ

ـ[أبو اسماعيل الشافعي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 10:53 م]ـ

أخي الحبيب: جزاك الله خيراً وزادك حرصاً على طاعته

هذا يُسمى المشترك اللفظي وهو من الكلمات المترادفة يُؤتى به من باب التفنن البلاغي؛ حتى لا يمل السامع أو القارئ

أخى بارك الله فيك

هل هذا يسمى مشترك لفظى أم مترادف؟

فالذى أعرفه أن المشترك مثل لفظة (عين) تطلق على الحرف والعضو والآبار والجاسوس والذات

أفدنا جزاك الله خيرا

ـ[عمر بن سعيد]ــــــــ[21 - 05 - 08, 11:18 م]ـ

حقيقة معلومة جدا مفيده استفيد منها سواء في حياتي العامة او في معلوماتي الدينية

ـ[رأفت المصري]ــــــــ[22 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ

المشترك اللفظي:

أن تحمل الكلمة الواحدة أكثر من معنى، كالعين - كما ذكر أخونا حفظه الله تعالى -، وإذا كانت الكلمة تحمل معنيين متضادين؛ سمي ذلك - من المشترك - بألفاظ الضد، وذلك: كـ "القرء"، و"عسعس"، و"عزر" ..

فأما القرية والمدينة، فليس ذلك من المشترك بحال، وليس كذلك من الترادف قطعا، فالترادف:

أن ينطبق معنى كلٍّ من الكلمتين تطابقا تاما، وأكثر المحققين على أن هذا النوع ليس موجودا في كتاب الله تعالى، وذهب نفر منهم إلى أنه ليس موجودا في اللغة أصلا، وأثبته بعضهم.

وليست كذلك هاتان اللفظتان من "المتباين"، فالمتباين أن يكون لكل من الكلمتين معنى مغاير تماما لمعنى الأخرى ..

فأما المتكافئ من الكلمات - على ما قسم ابن تيمية رحمه الله تعالى - أن يكو ن بين الكلمتين نوع تداخل في المعنى، بحيث تجتمعان في جزء من المعنى وتفترقان في جزء آخر ..

وأحسب أن "القرية" و"المدينة"، من هذا النوع الأخير "المتكافئ" ..

وكتأصيل نظري لسؤال أخينا الفاضل حذيفة، فإننا نقول:

استعمال لفظ القرية حيناً، ولفظ المدينة حينا آخر، إنما يلحظ فيه معنى يختص بالكلمة المعينة دون أختها مما يناسب المقام الذي ذكرت فيه.

السؤال ما يزال بحاجة إلى تفكير وتدبر وتأمل، وبحث.

إذا فتح الله على أحد فليبادر إلى إلقاء ما يجول بالبال، وإن تبدى لي أمر قدّمته بين أيديكم، أسأل الله أن يعلمنا ويعلمكم، ويفتح علينا أسرار كتابه الكريم ..

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[22 - 05 - 08, 01:24 م]ـ

وكتأصيل نظري لسؤال أخينا الفاضل حذيفة، فإننا نقول:

استعمال لفظ القرية حيناً، ولفظ المدينة حينا آخر، إنما يلحظ فيه معنى يختص بالكلمة المعينة دون أختها مما يناسب المقام الذي ذكرت فيه.

السؤال ما يزال بحاجة إلى تفكير وتدبر وتأمل، وبحث.

إذا فتح الله على أحد فليبادر إلى إلقاء ما يجول بالبال، وإن تبدى لي أمر قدّمته بين أيديكم، أسأل الله أن يعلمنا ويعلمكم، ويفتح علينا أسرار كتابه الكريم ..

خطر لي هنا معنى، والله أعلم بصحته.

وهو أن الله تبارك وتعالى لما ذكر حاجة موسى والخضر عليهما السلام - إلى الطعام - عبّر بكلمة (القرية)، لأن من شأن أهل القرى والمدن الصغيرة أن لا يكون فيها بيع وشراء للطعام المهيأ للأكل (لا يوجد فيها مطاعم وفنادق ونحو ذلك)، ومن شيمة أهل القرى التكافل والتعاون والكرم والإيثار وإيواء الضيف وما أشبه ذلك من الأخلاق الفاضلة، وهكذا كان ظن هذين النبيَّين بتلك الديار التي دخلاها، كانا يحسبان عادات أهلها عادات أهل القرى.

ويظهر أنها كانت مدينة صغيرة أو قرية كبيرة.

فلذلك كله جاء التعبير عنها في المرة الأولى بكلمة (قرية).

ثم إن هذا التعبير أبلغ في التمهيد لذم أهل تلك البلدة.

ولكن لما ذكر الجدار والهدم والبناء والادخار (ادخار الكنز تحت الجدار) عبّر بكلمة (المدينة)، فإن المدن أقعد بالصناعات كصناعة البناء، والادخار، وغيرهما.

وأيضاً لقد ظهر لموسى والخضر بعد دخولهما تلك البلدة والتعرف على عادات أهلها أن خلائقهم إنما هي خلائق أهل المدن (الغالبة عليها)، وليست طبائع أهل البداوة، كما كانا يظنان أولاً؛ فلا كرم، ولا ضيافة، ولا كفالة للأيتام، ولا إعانة لهم على إصلاح جدارهم الذي يوشك أن يسقط؛ وهذه أمور تشير إلى ما وراءها من أخواتها من الأخلاق التي لا تُحمَد أو التي تخالف أخلاق أهل القرى؛ ولعل موسى والخضر عليهما السلام لاحظا كثيراً من تلك الأخلاق المدنية في أثناء مرورهما بتلك المدينة.

ولذلك كله عبر الخضر في المرة الثانية بكلمة (المدينة) لا (القرية)؛ والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير