تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لدي سؤال ممكن تتفضل بالإجابة عليه ....]

ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[26 - 04 - 08, 05:15 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

سوال هو مالحكمة من تكرار القصة في القرآن، وخاصة قصة موسى عليه السلام؟

أرجو الأجابة، وحبذا لو ذكر المرجع إن أمكن

جزاكم الله خيرا.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[27 - 04 - 08, 05:31 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله أخي الفاضل .. حفظ الله لك محمدًا والبراء، وجعلنا وإياهما من أهل القرآن .. أبلغهما سلامي .. :)

للعلماء قديما وحديثا أبحاث كثيرة حول ظاهرة التكرار في القرآن الكريم، بكافة صورها، ولا يتسع المقام لي - ولست أهلا - لأن أعرض لجملة هذه الأبحاث، وسأكتفي ببعض أنفس ما قرأت فيها، ومن ذلك بحث للدكتور غانم الحمد - وفقه الله وحفظه - مختصر حول ظاهرة التكرار في القرآن الكريم، منشور في كتابه (أبحاث في علوم القرآن / دار عمار 2006م).

وقد تناول أهم ملامح معالجة علماء السلف لظاهرة التكرار في القرآن الكريم، وخلص بأنهم تناولوا بالبحث ثلاث صور من التكرار، وهي ما سماء التكرار اللفظي المتصل، واللفظي المنفصل، والتكرار المعنوي. [انظر ص 296 - 299]

وهذا تلخيص لما قال:

ويمكن أن نقسم التكرار في القرآن من خلال الآيات التي ورد فيها على الأقسام الآتية:

1 - التكرار اللفظي: وهو أن يعاد اللفظ الواحد بنصه، وكذا العبارة أو الآية. ويمكن أن نقسم التكرار اللفظي على قسمين أيضا، هما:

أ- التكرار اللفظي المتصل، وهو ما كُرر فيه اللفظ أو العبارة من غير فاصل بين الأول والثاني. وهو يشمل تكرار كلمة، وتكرار جملة أو آية، فمن الكلمة (هيهات هيهات لما توعدون)، و (كانت قواريرا قوارير من فضة)، ومن الجملة (فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر) و (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى) وغيرها من الأمثلة الكثير.

ب- التكرار اللفظي المنفصل، وهو ما كررت فيه العبارة مفصولة عن الموضع الأول الذي وردت فيه بفاصل قد يطول وقد يقصر. وهو يشمل تكرار جملة أو آية أو عدة آيات، مثل (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم) تكررت هاتان الآيتان سبع مرات بعد هذا الموضع في سورة الشعراء ذاتها. وكذلك آية (أءله مع الله) في (النمل)، وغير ذلك الكثير.

2 - التكرار المعنوي، وهو تكرار المعنى الواحد، أو القصة الواحدة بألفاظ مترادفة أو عبارات متباينة. وقد ورد في القرآن الكريم الحديث عن عدد من الموضوعات في سور متعددة، مثل قِصص عدد من الأنبياء - عليهم السلام - كآدم ونوح وإبراهيم وموسى، ومثل الحديث عن مشاهد القيامة والجنة والنار، والحديث عن الظواهر الكونية ودلائل التوحيد.

وحديث القرآن عن هذه الموضوعات لم يتكرر بصورة متطابقة في كل المواضع، فهناك تنوع في العبارات، وهناك تنوع في المعاني، مما يُخرج هذه الموضوعات عن ظاهرة التكرار اللفظي المحض. والذي جعلني أضع عنوان (التكرار المعنوي) [والكلام للدكتور غانم] هو حديث علماء السلف عن تكرار القصص في القرآن الكريم واعتناء الأستاذ النورسي بهذا الموضوع ومعالجته المتكررة له في عدد من رسائله ومؤلفاته. وأمثلة ذلك يضيق المقام عن استيعابها.

وسأكتفي هنا بذكر ما يخص النوع الأخير لكونهموضوع سؤالكم – وفقكم الله -. يقول الدكتور ص 308:

قال ابن قتيبة (ت 267هـ): " وأما تكرار الأنباء والقِصص فإن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن نجوما في ثلاث وعشرين سنة ... وكانت وفود العرب ترد على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للإسلام، فيقرئهم المسلمون شيئا من القرآن، فيكون ذلك كافيا لهم. وكان يبعث إلى القبائل المتفرقة بالسور المختلفة، فلو لم تكن الأنباء والقصص مُثَنَّاة ومُكرَّرة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم، وقصة لوط إلى قوم، فأراد الله بلطفه ورحمته أن يُشهر هذه القصص في أطراف الأرض، ويلقيها في كل سمع، ويثبتها في كل قلب، ويزيد الحاضرين في الإفهام والتحذير " [تأويل مشكل القرآن ص 232 - 234]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير