تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإمالة عند القراء واللغويين.]

ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 06:46 ص]ـ

الإمالة عند القراء واللغويين -- لعبد الهادي احميتو

معنى الإمالة:

موضوع الإمالة والفتح استأثر باهتمام اللغويين والقراء على السواء لدقة مباحثه وسعة ميدانه، لهذا تعددت فيه المؤلفات فألف فيه مكي كما تقدم "كتاب الإمالة" وأبو عمرو الداني كتاب "الموضح في الفتح والإمالة" وكتاب الفتح والإمالة لأبي عمرو بن العلاء"، وابن القاصح "كتاب قرة العين في الفتح والإمالة وبين اللفظين "وسواهم من الأئمة.

قال أبو عمرو الداني في "الموضح": "اعلموا أحسن الله إرشادكم أن الفتح والإمالة فيما اختلفت القراءة فيه لغتان مشهورتان مستعملتان فاشيتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل القرءان بلغتهم، فالفتح لغة أهل الحجاز، والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس قال:

"والفتح عند علمائنا الأصل، والإمالة فرع داخل عليه، وذلك بدلائل خمسة .. ثم ساقها ().

قال المتتوري: "ومعنى الفتح أن تخرج الألف من مخرجها من غير أن تشربها صوت الياء ولا صوت الواو، وكذلك الفتحة من غير أن تشربها صوت الكسرة ولا صوت الضمة.

ومعنى الإمالة أن تشرب الألف صوت الياء والفتحة صوت الكسرة والضمة صوت الكسرة" ().

وقال ابن الباذش في "الإقناع": "معنى الإمالة أن، تنتحي بالفتحة نحو الكسرة انتحاء خفيفا، كأنه واسطة بين الفتحة والكسرة، فتميل الألف من أجل ذلك نحو الياء، ولا تستعلي كما كنت تستعلي قبل إمالتك الفتحة قبلها نحو الكسرة، والغرض بها أن يتشابه الصوت مكانها ولا يتباين" ().

قال أبو عمرو الحافظ بعد ذكر الأدلة على أصالة الفتح وفرعية الإمالة:

"وإنما عدل عنه من اختار الإمالة من القراء والعرب رغبة في أن يتناسب الصوت بمكانها ولا يختلف، فيخف على اللسان ويسهل في النطق ()، فلذلك نحا بالفتحة نحو الكسرة فمالت الألف التي بعدها نحو الياء ولا بد في الألف الممالة من هذا، وذلك أنها صوت لا معتمد لها في الفم ()، فلا تكون أبدا إلا تابعة للحركة التي قبلها تدبرها، فلذلك إذا أريد تقريبها من الياء بالإمالة تخفيفا وتسهيلا لزم أن تقرب الفتحة التي قبلها من الكسرة، إذ الكسرة من الياء، فتقوى بذلك على إمالة الألف بعدها" ().

وذهب مكي إلى نحو من هذا فقال في:"الرعاية": "ومعنى الإمالة: أن تنحو بها نحو الياء، ولا تقدر على ذلك حتى تنحو بالفتحة التي قبلها نحو الكسرة، فإذا قلت "في دارهم" أملت الألف لأجل كسرة الراء، وأملت فتحة الدال لأجل إمالة الألف، فالألف وهاء التأنيث () يمالان في أنفسهما، ويمال ما قبلهما من أجلهما، وتمال هي من أجل غيرها نحو "ترى" و"اشترى" "فافهمه" ().

أنواع الإمالة وألقابها:

ثم إن الإمالة على ضربين متوسطة وشديدة، قال أبو عمرو: والقراء تستعملهما معا.

فالإمالة المتوسطة حقها أن يوتى بالحرف بين الفتح المتوسط وبين الإمالة الشديدة.

والإمالة الشديدة حقها أن تقرب الفتحة من الكسرة، والألف الساكنة من الياء من غير قلب خالص ولا إشباع مبالغ" قال: "والمصنفون من القراء المتقدمين وغيرهم يعبرون عن هذين الضربين من الممال "بالكسر" مجازا واتساعا، كما يعبرون عن الفتح ب"التفخيم"، ويعبرون عنهما ب"البطح" و"الإضجاع"، وذلك كله حسن مستعمل" ().

وقال ابن أبي الأحوص () في "الترشيد":

"والإمالة على ضربين: شديدة وهي المسماة بـ"محضة"و"خالصة" وكبرى"وضغيفة وهي المسماة غير محضة" و"بين اللفظين" "وبين بين" و"غير خالصة" و"صغرى" ().

قال المنتوري: "ويعبر أيضا عن "الإمالة المحضة" بـ"الإضجاع" و"البطح" "والكسر" "والياء"وإتمام الكسر"، وعن الإمالة بين بين وبالإمالة اللطيفة وبين الإمالة والفتح" "وبين الفتح والكسر" و"التقليل:"و"التوسط" و"الوسط" و"الترقيق" ().

أسباب الإمالة:

وقد اختلف الأئمة في تحديد الأسباب التي تجلب الإمالة عند من يميل:

فقال مكي في الكشف: "اعلم أن العلل التي توجبها الإمالة ثلاث: وهي الكسرة، وما أميل ليدل على أصله، والإمالة للإمالة" ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير