تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من غرر الفوائد]

ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[30 - 05 - 08, 07:05 م]ـ

قال الله تعالى: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا)

وقد فتح الله علي ـ وله الحمد ـ فظهرت لي في هذه الآية معاني أحببت أن أبثها بين اخواني. ولكنني لست ذاكرا من ذلك شيئا حتى أعلم ما عند اخواني فيها من الفهم.فإن أصابوا الذي عندي فذلك الذي أبغي وإن لم،ذكرت الذي عندي

ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[30 - 05 - 08, 08:14 م]ـ

جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرشيد وهكذا التعامل مع القرءان اذا اتضح لأحدنا معنى من المعاني لابد من عرضه على التفاسير أو العلماء فإن وافق فبها ونعمت فضل الله يؤتيه من يشاء وأسأل الله أن ينفعنا جميعا بالقرءان

ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[30 - 05 - 08, 08:40 م]ـ

فليباركم الله. وأنا أرجو من إخواني ألا يبخلوا على إخوانهم بإي فائدة حول هذه الآية، مما يجدونه في كتب أهل العلم أو مما يفتح الله به عليهم

ـ[توبة]ــــــــ[30 - 05 - 08, 10:31 م]ـ

بارك الله بكم،

في التحرير و التنوير:

فائدة قوله (وهزي إليك بجذع النخلة) أن يكون إثمار الجذع اليابس رطبا ببركة تحريكها إياه وتلك كرامة أخرى لها. ولتشاهد بعينها كيف يثمر الجذع اليابس رطبا. وفي ذلك كرامة لها بقوة يقينها بمرتبتها والباء في (بجذع النخلة) لتوكيد لصوق الفعل بمفعوله مثل (وامسحوا برؤوسكم) وقوله (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)

وضمن (هزي) معنى قربي أو أدني فعدي ب (إلى) أي حركي جذع النخلة وقريبه يدن إليك ويلن بعد اليبس ويسقط عليك رطبا: والمعنى: أدني إلى نفسك جذع النخلة. فكان فاعل الفعل ومتعلقة متحدا وكلاهما ضمير معاد واحد. ولا ضير في ذلك لصحة المعنى وورود أمثاله في الاستعمال نحو (واضمم إليك جناحك). فالضام والمضموم إليه واحد. وإنما منع النحاة أن يكون الفاعل والمفعول ضميري معاد واحد إلا في أفعال القلوب وفي فعلي: عدم وفقد لعدم سماع ذلك لا لفساد المعنى فلا يقاس على ذلك منع غيره.

ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[30 - 05 - 08, 10:44 م]ـ

أحسنت وبارك الله فيك على هذا النقل المفيد.فهل من مزيد؟

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 05 - 08, 10:47 م]ـ

قال الشنقيطى رحمه الله فى اضواء البيان:

قوله تعالى: {وهزى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النخلة تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي واشربي وَقَرِّي عَيْناً}.

لم يصرح جل وعلا في هذه الآية الكريمة ببيان الشيء الذي أمرها أن تأكل منه، والشيء الذي أمرها أن تشرب منه. ولكنه أشار إلى أن الذي أمرها أن تأكل منه هو «الرطب الجني» المذكور. والذي أمرها أن تشرب منه هو النهر المذكور المعبر عنه «بالسري» كما تقدم - هذا هو الظاهر.

وقال بعض العلماء: إن جذع النخلة الذي أمرها أن تهز به كان جزعاً يابساً؛ فلما هزته جعله الله نخلة ذات رطب جني. وقال بعض العلماء: كان الجذع جذع نخلة نابتة إلا أنها غير مثمرة، فلما هزته أنبت الله فيه الثمر وجعله رطباً جنياً. وقال بعض العلماء: كانت النخلة مثموة، وقد أمرها الله بهزها ليتساقط لها الرطب الذي كان موجوداً. والذي يفهم من سياق القرآن: أن الله أنبت لها ذلك الرطب على سبيل خرق العادة، وأجرى لها ذلكالنهر على سبيل خرق العادة. ولم يكن الرطب والنهر موجودين قبل ذلك، سواء قلنا إن الجذع كان يابساً أو نخلة غير مثمرة، إلا ان الله أنبت فيه الثمر وجعله رطباً جنياً. ووجع دلالة السياق على ذلك أن قوله تعالى: {فَكُلِي واشربي وَقَرِّي عَيْناً} يدل على أن عينها إنما تقر في ذلك الوقت بالأمور الخارقة للعادة؛ لأنها هي التي تبين براءتها مما اتهموها به. فوجود هذه الخوارق من تفجير النهر، وإنبات الرطب، وكلام المولود تطمئن إليه نفسها وتزول به عنها الريبة، وبذلك يكون قرة عين لها؛ لأن مجرد الأكل والشرب مع بقاء التهمة التي تمنت بسببها أن تكون قد ماتت من قبل وكانت نسياً منسياً لم يكن قرة لعينها في ذلك الوقت كما هو ظاهر. وخرق الله لها العادة بتفجير الماء، وإنبات الرطب، وكلام المولود لا غرابة فيه. وقد نص الله جل وعلا في «آل عمران» عل خرقه لها العادة في قوله {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المحراب وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يامريم أنى لَكِ هذا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ الله إنًّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]. قال العلماء: كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف. وإجراء النهر وإنبات الرطب ليس أغرب من هذا المذكور في سورة «آل عمران».

مسالة

أخذ بعض العلماء من قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وهزى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النخلة} [مريم: 25] الآية - أن السعي والتسبب في تحصيل الرزق أمر مأمور به شرعاً وأنه لا ينافي التوكل على الله جل وعلا.

والله اعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير